مع بداية شهر يوليو الحالي الذي يمثل بداية الصيف الملتهب من حيث الحرارة بدأ في باريس عاصمة الأناقة العالمية موسم السياحة والتسوق وعروض الأزياء الذي يبدأ ويزداد سخونة في هذا التوقيت من كل عام، ففي مجال الأزياء تنطلق في هذا التوقيت عروض الأزياء التي يقدمها مصممون عالميون من داخل فرنسا ومن خارجها، وفي الجانب السياحي تستقبل فرنسا عددا هائلا من السياح الذين يقدر عددهم بـ70 مليون سائح سنويا، وتمتليء العاصمة الفرنسية في هذا الشهر تحديدا بكل الملامح وكل اللغات.
في مجال عروض الأزياء انطلقت منذ أيام عروض أزياء الرجل لربيع وصيف 2007 شاركت فيها العديد من بيوت الأزياء الفرنسية مثل كريستيان ديور وجيفنشي وبيير كاردان، ولوحظ تعدد المصممين المشاركين في هذه العروض، حيث ضمت العروض جنسيات متعددة .
ومن DIOR قدم المصمم HEDI SLIMAN موديلات تمزج بين الكاكي والأبيض والأسود في قصات مبتكرة، وركزت المجموعة ككل على الألوان الغامقة كالكاكي والأسود والبني، وإن لم تخل من الأصفر، وتعددت أقمشة المجموعة وبرزت فيها موديلات جلدية أنيقة، وأكدت ربطة العنق النحيلة التي ظهرت أكثر من مرة في عرض DIOR استلهام المجموعة لموضة الستينات، كذلك أوحت الجواكت ذات الأحزمة العريضة.
أما GIVENCY فركزت مجموعتها ـ رغم كون المجموعة "ربيع وصيف" ـ على البدل الكاملة، فقدمت موديلات لبدل بيضاء وسوداء ورمادية بربطة عنق أحيانا وبدونها أحيانا أخرى، وكانت القصات عادية أحيانا وطويلة تشبه قصة البالطو أحيانا أخرى، البدل أيضا أحد العناصر التي اعتمد عليها المصمم الأمريكي THOMAS ENGELHART، مجموعة THIERRY MUGLER قدمت أيضاً البدلة الكاملة واعتمدت على الأقمشة اللامعة والألوان الصارخة كالبرتقالي.
دار SMALTO قدمت أيضا البدل الكاملة مع الصديري، كذلك قدمت البالطو الصيفي الكاكي الأنيق، وأضافت ربطة العنق كعنصر جمالي للقطعة، البدل أيضا اعتمد عليها المصمم الفرنسي FRANCK BOCLET وقدم أيضا البالطو الرمادى والسويتلرات الجلدية، وكانت ربطة العنق علامة مميزة في معظم موديلاته.
ويحدد اعتماد معظم المصممين على البدلة وربطة العنق اتجاهات موضة ربيع وصيف هذا العام، كأنهم يقولون إن حصر البدلة الكاملة في فصل معين كالشتاء ليس صائبا، وأنه من الأجمل أن تكون البدلة عنوانا للأناقة في كل الفصول.
أما المصمم الفرنسي PIERRE CARDIN الذي يبلغ هذا الأسبوع عامه الـ84 فقدم موديلات اعتمدت على الابتكار والقصات الجديدة والغريبة، منها موديلات لقمصان مفتوحة أو مقصوصة من الخلف بألوان رئيسية مثل الأحمر والبنفسجي والأصفر وجاءت مفتوحة لكي تمرر الهواء البارد، ووعد CARDIN بتقديم أزياء تبعث الدفء، المصممة الأسترالية UTE PLOIER قدمت موديلات عصرية غير تقليدية حرصت فيها على الصرعات استخدمت فيها الجينز وأغطية الرأس.
المصمم الإيطالي STEFANO PILATI قدم قمصانا عليها رسوم لوجوه، وكانت البدل أيضا من تصميماته، أما المصمم الألماني BERNHARD WILLHELM فقدم تصميمات جديدة باكسسوارات غريبة، قدم أيضا موديلا لعباءة يظهر فيها التأثير الشرقي، أما المصمم الياباني RYNSHU HASHIMOTO فقدم بدلا برتقالية وزرقاء وبيضاء
ويوليو أيضا هو شهر التسوق، وفيه تطلق المحلات بلا استثناء الراقية منها والشعبية حملة تخفيضات كبيرة، تتراوح نسبتها بين 20% و 70%، وتصبح كلمة SOLDER ومعناها "تخفيضات" قاسما مشتركا على اللافتات والفتارين والشوارع وأروقة المترو.
وتنتهز طبقات عدة من الشعب الفرنسي هذا الشهر لتشتري فيه احتياجاتها من الأزياء والإكسسوارات وغيرها بأسعار مخفضة، وهذا أيضا ما يفعله المقيمون العرب والسياح الذين ينتهزون هذا الشهر لشراء مايريدون بأسعار من الصعب الحصول عليها في باقي شهور السنة.
وتحظى محلات TATI للتخفيضات والتي تقع في الحي الثامن عشر على إقبال الكثيرين من الفرنسيين والمهاجرين والسياح، والسبب نسب التخفيض المرتفعة التي تقدمها، والمنتجات التي تقدمها هذه المحلات مصنوعة في الصين أو البرتغال أو البرازيل وغيرها من الدول وبعضها مجهول المصدر، وهي لا تمثل بالطبع المنتجات الراقية، البعض يرى أن هذه المنتجات شعبية، والبعض الآخر يرى أنها تمثل الجودة المقبولة، وذلك ما يستقطب شرائح كبيرة من المتسوقين، خاصة الطبقة المتوسطة التي تمثل الشريحة الكبرى من السياح والمهاجرين.
يقول فرانسوا (أحد المتسوقين) "محلات TATI كان لها العديد من الفروع في فرنسا، ولكن تقلص عدد هذه الفروع في السنوات الأخيرة، حتى أصبح عددها لا يتجاوز ستة فروع، أحدها مخصص لبيع العطور والإكسسوارات ومواد التجميل، والثاني مخصص لملابس الأطفال، والثالث مخصص للانجري النسائي، والرابع مخصص لملابس الرجال، والسادس مخصص للأحذية والمنتجات الجلدية، والسادس لفساتين الزفاف، والمحلات الستة متجاورة، وبعضها موصول بالآخر عن طريق ممرات علوية، مما جعل الفروع وكأنها محل واحد كبير".
تقول سعاد (عربية زائرة لباريس في مهمة عمل) "سمعت عن هذه المحلات كثيرا، حضرت اليوم لشراء ملابس لأولادي، واشتريت أيضا عطورا صناعة فرنسية بسعر يتراوح بين 5 إلى 7 يورو لزجاجة العطر الواحدة، وهذا سعر قليل جدا بالمقارنة بمحلات العطور في شارع الشانزليزيه التي يبدأ سعرها من 40 يورو"
والحي الثامن عشر يمكن الوصول إليه بالتاكسي أو عن طريق مترو باريس وهو الأقل تكلفة، ومحطة المترو بهذا الحي اسمها بارابيس غوششوار BARBES ROCHECHOUART وهذه المحطة هي المحطة العاشرة إذا استقل السائح المترو من محطة شارل ديجول ـ إيتوال CHARLES DE GAULLE ETOILE الخط 2، ويبلغ سعر تذكرة المترو لهذه المسافة يورو واحداً و40 سنتاً، ومحلات TATI تقع على واجهة المترو يطالعها السائح بمجرد النزول منه.
ومع تيار التخفيضات الذي يجتاح العاصمة الفرنسية تتمسك بعض المحلات الراقية مثل BOSS و LANCOM و CLAUDE MAXIME وغيرها بأسعارها المرتفعة نوعا ما، بعضها أذعن لتيار التخفيضات، ولكن الأسعار تبقى مرتفعة على الشريحة المتوسطة من الناس، مثال التايور النسائي قبل الخصم 430 يورو وبعده 215، حقيبة يد نسائية قبل الخصم 250 وبعده 175 .
وتمتلئ محلات بيع الأزياء الشعبية وتتركز في الحي الثامن عشر بالعديد من المنتجات العربية والشرقية، ففي هذه المحلات تطالع القفاطين المغربية بتطريزها المتقن وقصاتها الشرقية، والعباءات السورية المصنوعة من الساتان المزركشة بالألوان والتطريز الدقيق والإكسسوارات المذهبة.
ساره الحلوة @sarh_alhlo
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ويسلموووووووووووووو