فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr
فريق الإدارة والمحتوى
~ طريقُ النجـــــــاة ~
عالمين نعيشهما ..
عالم خارجي نعمل فيه ، ونؤثر ونتأثر به ، ونتفاعل معه ..
وعالم باطني .. وهو الذي يقيّم مدى سعادتنا أو تعاستنا ..
ويد الله التي أوجدت بنا هذين العالمين ..
لم تتركهما دون أن تناسب بينهما ..
دوزنت إيقاعهما بحيث تعملان معاً بانسجام وتناغم ..
وأي تنافر يحدث بينهما ويوقع الخلل ..
فمرده سوء استخدامنا للقوى الممنوحة لنا ،
أو إهمالها ..
:
أو التزمت تجاه مدركاتنا الشخصية ..
واعتبارها قوانين لاتقبل المساومة ..
حتى يظهر لنا عكس ذلك ..
من الإنصاف أن نقرّ أن العالم الخارجي ..
يؤثر في العالم الباطني ..
فمجال بعضنا قد يزخر بالسلام والأمان ..
بينما آخرون تعج حياتهم بالخصام والشقاء ..
فالبعض يتوافق عالماه...
والآخرون بين عالميه نشاز .. فهو يعيش في صراع ..
ولكن المؤمن لايترك للأزمات والمصاعب التي تواجهه في عالمه الظاهر ..
أن تتغلب عليه وتهزمه أو تضعف إيمانه القلبي ..
بل يرى ماوراء البلاء من حكمة .
ويستخرج من كل محنة فائدة، ويتعلم درساً ..
فيقوّم معوجّاً فيه، أو يصلح عيباً ، أو يحقق مكسباً .
يقول الله تعالى :
﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾
النعم الظاهرة كثيرة لاتعد ولا تحصى ، فنحن محاطون بنعم الله تعالى ..
كالصحة ، وراحة البال ، والمال ، والولد ، والطيبات من الرزق ..
والكون الجميل بكل مايحتويه من خيرات ..
هذه النعم تزودنا بحاجاتنا المادية ، وتجعلنا نحظى بالاستقرار والراحة .
ولكنها في الغالب لاترقى بالإنسان ..
ولكن قد تصيب المرء محنة أو بلاء ويكون من وراءها نعمة باطنة..
تصنع منه إنساناً آخر .
:
من هنا تظهر قوة الإيمان .. وقوة الاستعانة بالله ، وقوة الإرادة ..
تظهر حقيقة الفرد .. شخصيته .. قدرته على التغلب على العقبات ..
صموده .. إمكانياته .. قواه الكامنة ..!
فالراحة وحياة الدعة لاتظهر حقيقتنا ..
إنما المحن والظروف الصعبة التي نحياها ..
هي التي تفجر مكامن الطاقات الداخلية وتقيّم وجودنا في العالم ..
وتصقل جوهرنا ، وتغذي إنسانيتنا ..
فالمرض مثلاً قد يصيب الإنسان فيجعله ينتبه من غفلته ..
ويدرك مدى ضعفه .. فيصحح مسار حياته ، ويبادر إلى التوبة ..
فهو محنة في ظاهره ، ونعمة في باطنه..
ناهيك عمّا يدّخره الله تعالى له من أجر ..!
وقد يصيب المرء فقراً بعد غنى ..
ويكون هذا الامتحان سبيلاً إلى الرشاد، واليقظة من غفلة ..
وعدم الاغترار بمالٍ أو جاه ..
وإدراك أن ذلك كله عرض زائل ..
وأن لاشيء يبقى إلا العمل الصالح .
الكون ..! كله منسجم الإيقاع يجري بقانون إلهي واحد
في نظام واتساق ..ممتداً عبر الوجود اللامتناهي ..
( وكل شيء عنده بمقدار )..
وما يحدث من ظواهر .. يراها الكثير معول هدم: فتبدو الطبيعة في نظرهم مليئة بالنشاز ..
فيقراون في الأعاصير غضباً ..
وفي الزلازل والبراكين هدماً ..
لكنها في الحقيقة إعادة بناء وتنظيم وتوازن للحياة والكون ..
يد الله تبني ، ولها في كل عمل وإن خفي باطنه سبب ..
لكن الذي يهدم ويخل توازن الحياة هو الإنسان ..
الذي يفجر الحقد المزدحم في قلبه تلك القنبلة الموقوته ..
في العالم الخارجي ..فيهدمه!
إذن إصلاح السريرة هو المطلوب منا ..
والاستفادة من دروس الحياة هو الذي يبني .. ويرقى بنا.
:
إن كل ذي قلب حساس يشعر بتناغم وتناسق الكون من حوله
لأن قلبه عامر بالمحبةو ولا شيء غيرها ..
فهو يبثها ..إلى العالم الخارجي
وينشر ربيعاً في أفق الحياة ..أينا حل.
ختاماً ..
لكي نعيش مطمئنين ثابتي القرار مهما اهتز العالم من حولنا ..
لكي نكون رسل سلام ومحبة ..
علينا معرفة الله حق المعرفة بقلوبنا الباطنة ..
..........
إن الرجاء في الله ..
والخشية من الله ..
والتوكل على الله ..
والرضا بحكم الله ..
والإنابة إلى الله ...
وحب الله حباً خالصاً في مكنون قلوبنا ..
والحب فيه ..
وحب مايحبه تعالى ..
والأخذ بما يحمد ..وترك مايذم من أخلاق النفوس ..
كلها جسور أمان تكسر في طريقها المصاعب ..
وتجعلنا نحيا مطمئنين لأن الله معنا يأخذ بأيدينا
إلى طريق النجاة .
11
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الحمد لله على نعمه ظاهرة وباطنة
الله يوفقنا الى ذكره وحسن عبادته
جزاك الله خيرا على هذه الكلمات التي تنبهنا الى جميل عطاء الله ونعمه وتزيدنا ايمانا بقضاءه
الله يوفقنا الى ذكره وحسن عبادته
جزاك الله خيرا على هذه الكلمات التي تنبهنا الى جميل عطاء الله ونعمه وتزيدنا ايمانا بقضاءه
المحامية نون :سلمت يافيض على هذا الطرح الرائع والحديث القيم الذي يلج القلب شكرا لهذا التذكير الطيب ...بارك الله في سعيك واثابك خيراسلمت يافيض على هذا الطرح الرائع والحديث القيم الذي يلج القلب شكرا لهذا التذكير الطيب ...بارك...
سلّمك الله يانون الغالية على دفء كلماتك
ومشاركتك القلبية الجميلة
بوركتِ ياألق .
ومشاركتك القلبية الجميلة
بوركتِ ياألق .
الصفحة الأخيرة
والحديث القيم الذي يلج القلب
شكرا لهذا التذكير الطيب ...بارك الله في سعيك واثابك خيرا