إقرأ @akra_2
محررة برونزية
طفل يمني يفقد بصــره من رصاصة قناصه
إذا كانت الأحداث المتواصلة في اليمن قد خلفت قتلى وجرحى في صفوف الكبار، فإنها حرمت الطفل سليم غالب علي الحرازي ( 12 عاما) نعمة البصر بعدما استهدفه رصاص أحد القناصة في أحداث "جمعة الكرامة".
وتعد قصة الحرازي واحدة من عدة حالات يتعرض لها أطفال اليمن الذين قتل 23 منهم في الاحتجاجات الجارية، حسب منظمة حقوقية يمنية.
ويؤكد تقرير الطبيب المعالج أن الطلقة اخترقت العين اليمنى للطفل سليم اليمني وخرجت من العين اليسرى ليفقد بصره مدى الحياة.
ويروي الطفل سليم الحادث بقوله "بعد انتهاء الناس من صلاة الجمعة كنت أقف في المنتصف وشاهدت رجالا ملثمين يلبسون زيا مدنيا أضرموا النار في إطارات السيارات وسط ساحة التغيير لحجب الرؤية ثم صعدوا بعدها إلى أسطح البنايات المطلة وأطلقوا النار على المعتصمين عشوائيا".
وأضاف "انهمر الرصاص وقتها من البوابة الجنوبية للساحة، وبينما كان الناس يتساقطون شعرت برصاصة دخلت من عيني اليمني وبعدها فقدت الوعي ولم أستيقظ إلا وأنا في المستشفى أعاني من آلام".
ورغم صغر سنه وفقدانه لبصره يصر الطفل اليمني على مواصلة الاعتصام بساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، بل انه يطمح لنيل الشهادة هناك، قائلا "سأكمل مدة علاجي وأعود لساحة التغيير بصنعاء كي أنال الشهادة في سبيل الله".
كما تبدو عليه رجاحة العقل والإيمان بقضية التغيير السلمي في بلاده، حيث يقول "إن 33 عاما من الظلم والاستبداد تجعلني أومن بالعودة إلى الساحة التي فقدت فيها نعمة البصر"، مؤكدا انه ليس حزينا على فقدان بصره.
وينحدر سليم من عائلة فقيرة مكونة من أخوين صغيرين وأخت، وهو نفسه الذي يتولى مساعدة والده من خلال عمل حر يقوم به في الفترة المسائية بعد عودته من المدرسة.
وكانت والدة سليم تذرف دموعا غزيرة وهي تتلمس وجه ابنها الذي شوهه الرصاص، وقالت بحرقة "سيعيش ولدي بقية عمره مشوها لا يرى شيئا جميلا في هذه الدنيا"، ولكنها دعت الله أن يحرم المتسببين نور الدنيا كما حرم منها ابنها سليم.
وعلى مقربة من سليم كان يرقد في المستشفى الطفل عبد السلام منصور الفقيه (11 سنة) الذي أصيب هو الآخر برصاصة في الجانب الأيسر من رأسه أصابت -حسب التقرير الطبي- منطقة الحركة ففقد النطق.
وقالت والدة الطفل عبد السلام للجزيرة نت "ذهب ابني مع والده إلى ساحة التغيير لأداء صلاة الجمعة، ولكن زوجي -المصاب هو أيضا برصاصة في فخذه اليمنى وشظية في قدمه اليسرى- لم ينتبه إلى عبد السلام ليتم نقله إلى المستشفى، حيث أدخل ثلاجة الموتى ثم اكتشف الممرضون أن قلب الطفل ما زال ينبض بالحياة فادخل العناية المركزة".
وتابعت الأم بعينين شاردتين "بعد البحث المضني وفي تمام الساعة العاشرة مساء اكتشف عدنان ونصر -شقيقا عبد السلام– أنه مصاب ويرقد في المستشفى وأجريت له عمليتان جراحيتان لاستخراج الشظايا".
وتستكمل هذه السيدة حديثها للجزيرة نت بالقول إن زوجها وأولادها مصرون على الاستمرار في ساحة التغيير، فإما النصر أو الشهادة في سبيل الله.
وكانت منظمة سياج لحماية الطفولة كشفت عن مقتل 23 طفلا دون سن الثامنة عشرة في الاحتجاجات السلمية المطالبة بالتغيير ورحيل النظام في اليمن.
وذكرت سياج -في بيان لها- أن الطفل مهيب عبد الله اليعري (15 عاما) قضى نحبه أمس الاثنين على أيدي رجال أمن يتبعون لقسم شرطة بمنطقة السبعين في العاصمة صنعاء.
ووفقا للبيان فإن مجموعة مسلحة من جنود الداخلية استدعوا الضحية وقتلوه بجوار منزله وأمام والده ضربا بأعقاب البنادق حتى فارق الحياة استنادا إلى حالة الطوارئ المعلنة في البلاد.
من جهته أدان رئيس المنظمة أحمد القرشي قتل الأطفال المشاركين في المسيرات السلمية، واتهم النظام اليمني بارتكاب جرائم حرب ضد العزل، خاصة الأطفال، مطالبا بمحاكمة منفذي تلك الجرائم ومموليها والقائمين عليها.
وأوضح أن المنظمة رصدت جرائم قتل الأطفال بطريق القنص، وقامت بتحريك قضايا جنائية أمام النائب العام، وطالبته بالوقف الفوري لكل المسؤولين، وفي مقدمتهم الرئيس علي عبدالله صالح وقيادات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة للتحقيق معهم.
واتهم القرشي النائب العام بالتخاذل وعدم القيام بمهامه، وأوضح أن منظمة سياج تقدمت برسالة للأمم المتحدة طالبت فيها بتشكيل لجنة تحكيم فورية وعاجلة للتحقيق في أحداث القتل العمد خارج إطار القانون.
المصدر: الجزيرة
حسبي الله ونعم الوكيل ... خذوا منه اغلى مايملكـ
6
654
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
RO0OG-Pink
•
حسبي الله ونعم الوكيل يحزن
الصفحة الأخيرة