بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ،،
قرأت بمزيد من التعجب والدهشة والاستغراب ما كتبه المدعو جمعة جعيبر في صحيفة الجزيرة السعودية بتاريخ
السبت 11 / 4 / 1431 هــ وفيما يلي أعرض نص المقال المتهافت ثم أكتب ردي عليه سائلا من الله العلي القدير
أن يهدي ضالي المسلمين .
قناة الذكور النسائية
جمعة جعيبر
في بدء الطفولة تتقافز الفتاة متنقلة بين مجلسين منفصلين مجلس النساء ومجلس الرجال، وفي المجلس الأخير تستقبلها الأحضان والقبل تتلقاها من أب وجد وعم وشقيق وخال أو بقية الأقرباء كأبناء العمومة أو حتى الجيران والأصدقاء. وما هي إلا سنوات قليلة عندما تقترب فتاتنا من عامها السابع أو الثامن حتى يصبح هذا المجلس الأثير عندها محرماً حرمة قطعية. هنا تبدأ رحلة الفصل الأزلية ويصبح مجلس الرجال وحواراتهم وضحكاتهم ذكرى بعيدة من زمن الطفولة تجترها الفتاة كحلم غامض.ومع الإمعان في الفصل الجنسي في المدارس والمرافق وأماكن العمل يصبح هذا المجلس المحرم خيالاً غريباً مدهشاً ملفعاً بالغموض والغيبية، والحالة نفسها تنطبق على الشاب، إلا أن تناول جانب المرأة ومجلسها المحرم خطر لي وأنا أشاهد إحدى القنوات الفضائية الذكورية وتدعى «قناة بداية»، تصور القناة برنامجاً يمتد لأشهر على طريقة «برامج الواقع»؛ ثلة من الشباب يمارسون نشاطات يومية بسيطة تبدو وكأنها تلقائية، ولكنهم يعرفون بأن كاميرا التلفزيون تصورهم لحظة بلحظة والعيون تشاهدهم وتتبع حركاتهم وسكناتهم وهم يأكلون، يلعبون، يتحاورون، يصلون، فتجدهم -أي أبناء هذا البرنامج- يبالغون في «التميلح» والتصنع والتكلف.
وبعيداً عن الخوض في ما يُعرض في هذا البرنامج من خطاب ديني فيه ما فيه من عنصرية وإقصاء وتسفيه للكثير من الممارسات الاجتماعية، وتحريم لكل السلوكيات التي تتعارض مع نظرتهم الخاصة، ولا تسلم من ذلك الإقصاء والثلم المباشر المذاهب والديانات الأخرى ناهيك عن التكفير والتجريم الذي يغص به ذلك الخطاب، فإن ما يدعو للتعجب أن هذه القناة الذكورية البحتة بموقفها المتطرف من المرأة وتهميشها التام لبنات آدم التي تسمى «القناة النسائية» أو «قناة بداية النسائية» تحظى بمتابعة نسائية قد تكون حصرية، وهذا ما يعكسه شريط الرسائل النسائي، فكل الرسائل هي من قبيل (أبغى كريمات تبييض...، مقادير حلا الكتكات يا خوات...، اللي تعرف عنوان أم سلطان اللي عندها خلطة التسمين.. الخ).بحثت عن تفسير لما تحظى به مثل هذه القنوات من حب نسائي جارف حتى أن أصحابها الذين عرفوا هذه الحقيقة قد أسموها «نسائية» وصبغوا شعارها بلون زهري جميل، مع أنها تصور مجتمعاً من الذكور لا وجود فيه لامرأة واحدة، مع أنها تنتمي لفكر همش المرأة ولم يرَ فيها إلا العورة والفتنة، مع أنها تشجع صراحة على تعدد الزوجات وتراه الحل الوحيد لعنوسة الفتيات، مع أنها تتبنى فكراً لا يرى في بنات آدم إلا قطيعاً من الخراف السمينة تجب حمايته من قطيع الذئاب الجائعة وذلك بمنعهن من الخروج إلى الحياة فلا يعملن في أماكن الرجال ولا يقدن السيارة ولا يسكن فندقاً. لم أجد تفسيراً لتلك الترسبات القديمة في ذهن فتاتنا، سوى دهشتها من مجلس الرجال المحرم الذي منعت عنه مذ كانت طفلة وها هي تستكشفه وتشبع فضولها منه على هذه القنوات.
رابط المقال :
http://www.al-jazirah.com/20100327/at7d.htm
ردي على مقال جعيبر :
أولا : قناة بداية الفضائية لا تعرض صور النساء على الإطلاق فهي قناة إسلامية محافظة حظيت بثقة المسلمين في
أماكن كثيرة من العالم .
ثانيا : الشباب الذين اشتركوا في برامجها استفادوا من الشيوخ الذين استضافتهم قناة بدية وتعلموا علما نافعا وتربوا
تربية إيمانية ثبتنا الله وإياهم والمسلمين على دينه .
ثالثا : المحاضرات الإيمانية والدروس التربوية والمسابقات الثقافية التي عرضتها قناة بداية استفاد منها الملايين في
أقطار العالم خلف الشاشات .
رابعا : زعم الكاتب جمعة جعيبر أن الشباب الذين اشتركوا في برامج الواقع ترى الواحد منهم يتصنع و" يتميلح "
وهذه تهمة باطلة حيث أنه اتهمهم في نياتهم وهذا العمل محرم شرعا .
خامسا : من خلال متابعتي لهذه البرامج لاحظت أن الشيوخ ينبهون الشباب على الأخطاء التي تصدر منهم لأن هؤلاء
الشباب بشر ويجب أن ننصحهم بالحكمة والموعظة الحسنة ومن تلك النصائح عدم إسبال الثياب وكذلك الحرص على
تجنب اللبس الضيق والحرص أيضا على إطلاق اللحية .
سادسا : استمعت إلى بعض المسؤولين عن القناة وهم يطلبون من المتابعين لهذه القناة النصح وإبداء الملاحظات وهذا
يدل على تقبلهم للنقد الهادف البناء .
سابعا : قناة بداية ترجع إلى أهل العلم وتستشيرهم في برامجها وتستفيد من ملاحظاتهم وتوجيهاتهم وهذا الأمر يحسب
لإدارة القناة التي تنشد الحق وتدعو إليه .
ثامنا : أدعو الكاتب المذكور إلى التوبة إلى الله تعالى مما قال لأنه تهجم على قناة إسلامية تعتبر في الوقت الحاضر
منبرا دعويا كبيرا .
تاسعا : هذه البرامج الشبابية التي تقدمها قناة بداية هي بديل نافع عن البرامج الهابطة التي تنشر الرذيلة في قنوات
الفسق والمجون .
عاشرا : على الكاتب جمعة جعيبر إذا رأى ملاحظة أو هفوة في قناة بداية أو غيرها من القنوات الإسلامية المحافظة
أن يبدأ أولا بذكر الإيجابيات والخير ثم يذكر السلبيات والعيوب عملا بقوله تعالى :
( يا أيها الذين آمنو كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى
واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) سورة المائدة .
أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم وللمسلمين .
آنسه كرزة @ansh_krz
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️