عجائب لا تعجبني

السلام عليكم

هذه الدنيا وما أدراك ما الدنيا مليئة بالتناقضات والعجائب,فكلما إتسعت عين
الفاحص لها أدرك شيئا من أعاجيبها وربما وقع على مواطن العجب فيها

...............................................................

هذه الدنيا التي يقال إنها غريبة
كثير ما نسمع هذه المقولة : غريبة هذه الدنيا.....وهذه الدنيا عجيبة.....وما أغرب هذه الدنيا
كيف تكون غريبة ونحن لم نجرب في الأصل إلا هي, يعني لم نعش في غيرها
ولا نعرف سواها فتجد أحدنا يلقي عليها هذا النعت وكأنه قد جرب عشر دنياوات قبلها ,بينما
الغرابة في الأحداث والأشخاص.....لكن الأدهى أنك إذا قلت هذا القول أيدك جميع من حولك
وكأن هذا مسلما به بل إنك تقولها لتوحي إليهم أنك ذا عقل وقد فهمت الدنيا على أصول , وأنت,,,عنها قبلةِ(تعني بعيدا عنها).
بينما نحن الغرباء فيها وأفعالنا هي الغريبة
.
.............................................................

نرى ونسمع و...... نعي ولكن متأخرين
أحد المواقف يمر دون أن نلقي لها بالا بل يمر على خلق كثير غير أنك لاتكاد ترى أو تسمع بأي ردة فعل,ثم يمر أحد ما فيعلق عليه
مستنكرا أو مشيدا أو أي تعليق,فنلتفت عليه جميعا تعجبا وذهولا كما لو أننا لم نمر عليه مسبقا فتتدفق ردود أفعالنا بعضها يفوق وبمراحل
ردة فعل صاحبنا صاحب الملاحظة الأولى,فنتفكر كيف لم نتعامل مع هذا الأمر؟مع أننا ربما مررنا بهذا الموقف
مرات عديدة ونعرفه حق المعرفة,غير أننا لانتحرك إلا متسابقين ومتدافعين ,نحب العشوائية ونعشق المجادلة.
.............................................................

يتواضع خيلاء أو يتعالى بالتواضع
يأتي شخصا ما قد حشاه إبليس وقد تشبع غرورا,لدرجة أنه لو لامسه طرف (موس) لانفجر عليك كبرا وزهوا
فتجده يتباهى بالتواضع ويزهو به فربما يضع نفسه في مواقف تبدو مدروسة أو أنه مستعدا لها أو ربما عود نفسه على إستغلالها
فتجده يتزيا بزي المتواضع ليري الناس كم أنه عظيم فيلتفت على هذا الفقير فيصافحه ويربت على هذا الطفل
ويمسح رأس يتيما ويقبل رأس هرما ويأكل على الأرض فتقرأ في عينيه...قول..ماذا تريدون بعد كل هذا التواضع؟؟
شيء عجيب والله يتواضع تكبرا ويزهو بالتواضع ,يريد أن يفهمك أنه وصل إلى مرحلة في العلو والرفعة تجعل أي فعل يقوم به
كباقي الناس يعد تواضعا منه ,فتجد في عينيه وحركاته إحتفاء بما فعل وأنجز,,,فلله في خلقه شؤون.
.............................................................

كيف ينتقون الآراء
أحد الأشخاص يكون قريبا أو صديقا لك أو أي شخصا يهمك أمره فتهديه رأيا تكون قد أوليته تمحيصا وتدقيقا ,مستعينا بخبرتك
وتجارب غيرك ثم تفاجأ بأحد المتصنعون المتفلسفون وقد زخرف له رأيا وصاغه بشكل يوحي بجدواه
فيتعلق قلب وعقل صاحبك برأيه فيضرب بك وبرأيك أرضا, وعندما يفشل بسبب رأي الثاني يكتشف أن رأيك هو الأصلح والأولى
ويكون حظه فقط الندم فليس قابلا للتعلم لأنك سرعان ماتجده حين يحتار في أمر آخر يقبل وهو يقلب رأسه على ذلك المتصنع ليعيد الكرة
فلم يعرف قدرك ولم يحذر من غيرك.
.............................................................

آفة الرأي الهوى
يستشيرك أحد الأشخاص في أمر ما,ويكون من ضمن الآراء المتاحة لك رأيٌ يوافق هواك
فتتذكر ذلك المثل (آفة الرأي الهوى) فتقول بغرور لن يؤثر علي فتأخذ حذرك لكي لاتظلم الرجل ولكنك تزيد الجرعة لتستبعد
ذلك الرأي الذي وافق هواك نهائيا فترجح غيره ثم إذا فات الأوان تكتشف أن ماوافق هواك كان هو الرأي
الأفضل فتقع في حرج مع نفسك ومع صاحبك.
.............................................................

جنون الرسالات
لقد أصيب الناس بجنون الرسالات,فماهو هذا الجنون
جنون يجعلك تفسر كل فعل تقوم به على أنه رسالة سامية تريد بها أن ترتقي بأمتك أو بالعالم كله
فتجد مثلاً:
ذلك المهرج الذي قد أتى بكل قبيح وربما أظهر جزءا من عورته للناس ليضحكهم ؛ فيلتف حوله عامة الناس ليتضاحكو عليه
فيفاجئك في أحد المقابلات قائلا :أنه يحمل رسالة,أي رسالة هذه.
وعندما تترنح إحدى البغايا عارية إلا من بعض الأسلاك الشفافة وتقول لإحدى القنوات وبثقة تامة أنا أحمل رسالة
لاأعلم أين تضع تلك الرسالة فهي لاتمتلك جيوبا!!!
وأخيرا يفاجئك أحد الحمقى الذي إمتهن الخوض في أعراضه وأعراض الناس متواريا خلف لقب في البالتوك
فيستدعى في أحد القنوات كظاهرة غبية ومضحكة ,فتصدم حين يقول وبثقة المهرج والراقصة أنه يحمل رسالة
سأقنع نفسي بأنها رسالة ولكن من التي لاتتردد في إرسالها إلى سلة المحذوفات
ولا تزال هذا الدنيا تعطينا نماذج عجيبة إلا أن نفارقها


منقول