.عبدالعزيز بن فوزان الفوزان
قال الله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً}
فأوصى بالإحسان إلى الجيران كلهم، قريبهم وبعيدهم، برهم وفاجرهم، مسلمهم وكافرهم. كلٌ بحسب قربه وحاجته وما يصلح لمثله .
أما السنة النبوية فقد حفلت بنصوص كثيرة توصي بالجار، وتؤكد حقه، وتأمر بإكرامه والإحسان إليه، وتتوعد على إيذائه وعقوقه.
فعن عائشة وابن عمر ـ رضي الله عنهم ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ " أنه ذبح شاة، فقال: هل أهديتم منها لجارنا اليهودي، ثلاث مرات، ثم قال: سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ".
ويقول عليه الصلاة والسلام: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره " وفي رواية: " فليحسن إلى جاره "
وهذا يدل على أن إكرام الجار، وطيب المعاملة له من شعب الإيمان، وسمات المؤمنين، وأن من لم يكرم جاره لم يتم إيمانه.
وقد أكد ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: " والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه ".
فبين ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن كمال الإيمان الواجب لا يتم إلا بأن يحب المسلم لجاره ما يحب لنفسه من الخير. وهو يستلزم كذلك أن يكره له ما يكره لنفسه من الشر.
بل بين ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن خير الناس وأفضلهم هو خيرهم لجاره وصاحبه، فقال: " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره " وهذا الحديث المبارك ميزان نبوي عظيم يبين مقياس التفاضل بين الناس عند الله، وأن من كان خيِّرًا في معاملته لجيرانه وأصحابه وزملائه فهو دليل خيريته عند الله، وتوفيقه له، ومحبته إياه، بل هو دليل على أنه خير الناس عند الله، وذلك بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلِّم من يعمل بهن؟ فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله. فأخذ بيدي فعد خمسًا، وقال: اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ".
فبين أن الإحسان إلى الجار دليل على صدق الإيمان، وشعبة من شعبه، وسبب من أسباب زيادته وقوته.
وقد قال بعض الحكماء: ثلاث إذا كن في الرجل لم يشك في عقله وفضله: إذا حمده جاره وقرابته ورفيقه.
رفة @rf_4
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عزه العمري
•
استغفر الله
مساافره
•
جزاك الله كل خير
الله المستعان على حالنا مع الجيران صحيح مانؤذيهم بس ماندري عنهم شيء لأسف ؟؟
الله المستعان على حالنا مع الجيران صحيح مانؤذيهم بس ماندري عنهم شيء لأسف ؟؟
رفة
•
الله يجزاكم خير ...اختي مسافره صدقتي حنا ضيعنا حق الجار مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم وصانا بالجار
جزاكِ الله كل خير
والله انك صادقة يا اختي، صار الجار غريب ولا نعرف احواله واخباره، وهذا تقصير منا اتجاهه ، نسئل من الله العفو والمغفرة.
والله انك صادقة يا اختي، صار الجار غريب ولا نعرف احواله واخباره، وهذا تقصير منا اتجاهه ، نسئل من الله العفو والمغفرة.
الصفحة الأخيرة