عــــــــــادي جــــــــــدا

أن ترتدي يوميا ثوبك الأبيض وشماغك الأحمر، ولأنه العيد، لا تتردد في خياطة ثلاثة أو ثمانية ثياب بيضاء بمبلغ وقدره، ثم تعاود طوال العام ارتداء ثوبك الأبيض وشماغك الأحمر منتظرا ذات العيد والذاهب لذات الخياط .. عادي!.
ـ أن يهرب سائقك أو خادمتك، ثم تذهب إلى الجوازات لأنك نظامي جدا، تبلغ وتنتظر المهلة ثم تستخرج فيزا تستنزفك مرة أخرى، بينما جارك في الشقة المقابلة يستعين بخادمة وسائق هاربين وبراتب يزيد عن المقرر .. عادي!.
ـ أن يقف أمام نافذة سيارتك طفل جائع أو امرأة عجوز لطلب ريال واحدا، وترفض دون مبالاة؛ بسبب فواتيرك التي اقتربت .. وتذهب بعدها مباشرة مع زوجتك لشراء حذاء "ماركة" بما لا يقل عن 500 ريال .. عادي!.
ـ أن تمتلئ مراكز التسوق الكبرى بالنساء والفتيات، ليس لغرض التبضع والتسوق، وإنما لممارسة الرياضة والتنزه .. عادي!.
ـ أن ترى طفل التاسعة يقود سيارة، بجواره أمه كـ"محرم" يحميه من"المرور"،فالمجتمع ليس مستعدا لقيادتها السيارة، لكنه مستعد لتكبد خسائر حوادث هؤلاء الأطفال.. عادي!.
ـ أن يتفانى كاتب في التواضع أمام قرائه ويتباكى بـ"حبره" على همومهم وبطالتهم وفقرهم، فيما يسعى لمنصب بـ"مشلح" على أكتافهم، تدرك ذلك جيدا حين تقرأ أخبار حضوره للمؤتمرات الخارجية، ولا تقرأ خبرا واحدا لحضوره مناسبة جمعية خيرية.. وعادي.
ـ أن يسافر أحدهم وعائلته إلى تركيا أو أوروبا للسياحة وتخلع زوجته وبناته العباءة من الطائرة، وحين العودة تبدأ نعرة "السعودية" والأوامر بـارتداء"العباءة والحجاب" قبل الهبوط .. عادي!.
ـ أن تسير في الطريق السريع، فجأة تجد نفسك بين سيارات متباطئة، تقول"اللهم سلمهم" ثم تكتشف أن أحدهم صدم مؤخرة سيارة الآخر، والزاحفون أمامك فقط يشاهدون الشجار الذي ينتظر من ساعتين المرور ولم يحضر بعد.. عادي!.
ـ أن تصاب بـ"مغص" ربما "الزائدة"، ويذهب بك أحدهم لطوارئ مستشفى حكومي، وتفاجأ بأنه عليك الانتظار، حتى يأتي دورك أو تنفجر زائدتك ثم الإعلان السهل عن وفاة بسبب خطأ طبي.. عادي !.
ـ أن تذهب إحداهن إلى العزاء، وفيما تجلس بجوار زوجة المرحوم وأهله الباكيات، لا تتردد بأن تهمس للأخريات بنكتة، يضحكن عاليا، ثم يقلن "استغفر الله، ربنا يرحمه".. وعادي.
ـ أن تقرأ خبرا لاستقالة مسؤول أنبه ضميره لإهمال ما، أو خاف أن يضيع الأمانة وقسمه ... غير عادي .. بل من المستحييييل.


المقال للصحفيه حليمه مظفر