عَلَى خُطَى الإِلْحَاد ! / موضوعٌ ذُو نبرَةٍ واثِقَة, و عبرةٌ خانِقَة !

الملتقى العام




بسم الله الرحمن الرحيم

- عَلَى خُطَى الإِلْحَاد :

يُعْلَم عِنْدَ أهْلِ العقول : مَا الإِلحاد !
و الجَوابُ مِن وِجْهَتِي : هُو احتقارُ العَقْل, و انْتِزاع الحياة من الحياة .

يُرَى, و يُسْمَع, عِنْدَ " بَقِيَّةٍ مِمَّن تَتَسمَّى ديانَتهم بـ : الإِسْلامِ ", بَعْضاً مِن حَدِيثٍ أَرْعَن .
يُخْبِرُنا بـ مَدَى فَدَاحَةِ جَهْلهم, و عَمِيقِ سَذاجِتِهم بـ دينهِم الإِسْلامِي, و مَا ذَلِكَ إِلاَّ بـ شيءٍ وَاحِد :
- ظَنُّهُم بـ سَطْحِيَّة دينهم, و عَدَمِ مناسَبَتِهِ لـ " كُلِّ ذَرَّةٍ من ذَرَّات الحياة " .

فما كانَ منهم إلاَّ أن فصلوه عن حياتهم الدنيوية, فـ رأوا بنظرةٍ ظلاميَّةٍ أصحابَهُ بأنَّهم : ذو تشدُّدٍ و مبالغة .

الحقيقَةُ تَقُول, أنَّ الجَاهِل, من نَظَرَ لـ الأمُورِ بـ ظاهرهَا فـ حكمَ عليها حُكْماً مُؤبَّداً .
دَونَ تَفَحُّصٍ عَادِل, و لا تَعَمُّقٌ واعِي و بُعْد نَظَر .

و العُقلاءُ باختلافِ معتقداتهم, لا يَرَونَ هذا الشَّخْص, إلاَّ : أحمقاً .



حينَ لا ترى دينَك, ذُو مكانةٍ سامَية, ولا تُقدِّرُهُ حقَّ قَدْرِه !
فـ تَظُنَّ أنَّهُ ما أُنْزِلَ إلاَّ لـ : الصلاة و الزكاةِ و ما شابهها من عباداتٍ فقط !

فـ اعْلَم حينئذٍ أنَّكَ : جاهِل !

هذا الدِّين, كما أخبركَ بما يَجِبُ عليكَ تِجَاهَ ربِّك, علَّمَكَ أيضاً :
" كيفَ تكونُ الحياةُ أجمل ! " !

هذا الدِّين, حينَ تراهُ من أعينِ " المتشدِّدين ", سـ تظلمه !
و حينَ تراهُ من أعينِ " المتساهلين ", سـ تظلمه !

انظر له بـ نظرة " العادلين ", " الواعين ", " الفقهاء " !

من سَبَرَ أغواره, و تعمَّقَ في تعاليمه, سـ يعلم تمام العِلْم, أنَّ هذه الدُّنيا " ظلام " !
و ما نورها, إلاَّ بـ نور الدِّين الإسلامي !

(الر ۚ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ). .

تنبَّه فقط :

1. لا تنظر لـ دينك بـ نظرةٍ سطحيَّة, تُبْعِدُكَ عنه في كُلِّ يومٍ تجهله به "أمتاراً تلو أمتارٍ تلو أمتار " !
2. لا تتخيَّل أنَّ هذا الدِّين ذو شِدَّة, بل اعلم ما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله و صحبه وسلَّم - :
(إن الله لم يبعثني معنتا، و لا متعنتا، و لكن بعثني معلما ميسرا) !
الراوي : عائشة , المحدث : الألباني , الحكم : صحيح .

و تذكَّر :
- أنَّ النَّاس يختلفون في فهمهم, و ما القولُ الصحيح في هذا الدِّين سـ تجده, إلاَّ :
" من أفواه العلماء العادلين المتوسِّطين المنتهجين نهج النبي الصادق الأمين " !

و كثيراً ما أسمع من أُناسٍ, عَدَم تقبُّلهم لأيِّ نصحٍ ديني, و كأنَّهُ :
(قديمٌ, غيرُ مناسبٍ لحياتنا هذه أبداً, فوضعنا تغيَّر عن السَّابِق) !


و لـ أولئِكَ أوجِّهُ حديثي :

لِمَن جَهِلُوا بـ دِينِهم, حتَّى خَرَّ بِهِم هَذَا الجَهْلُ " صَرْعَى إِيمَان " :

- انْظُر لـ دِينِك بـ نَظْرةٍ شَفَّافَةٍ واعِيَة, حتَّى تستطيع الموازنة, بين " عقلك و قلبك " .
- انظُر إِلى آراءِ غربيِّين تثقَّفوا و اعتدلوا بـ أحكامهم, فـ رأوا أنَّ الإسْلام :
" خَيْرُ ديانةٍ تُنظِّم للخليقَةِ شؤون الحياة " .

لِمَا حَكَمُوا, بـ هَكَذا حُكْمٍ لـ دينٍ لا يعتقِدُونَ به !

الحقيقة تقول, أنَّهم اكتشفوا :
- أن ليسَ في التَّشريع الإسلامِي أيُّ تعقيداتٍ ولا تحريمات تُنافي العَقْلَ إطلاقاً .

بَل الحَق و الحقيقة يعترفُ بها أُولوا الألباب :
أَنَّ هذا الدِّين, ربَّانِي المَصْدَر, عقلانِي التشريع, لا يُرْضِي أهواءًا مريضة .

اعْلَم فقط يا ذا البصيرة, إِن كُنتَ مُبصراً, أنَّ الله لا يكلِّف نفساً إِلاَّ وسعها !
و ما تشدُّد الخلائق في دينهم, إلاَّ مرجعهُ " شَخْصيٌّ " منهم .

فلا تَجْعَل من أخطاءِ غَيْرِكَ في "دينهم", سَبَباً في جعلِكَ ذو نظْرَةٍ سطحيَّةٍ تَظْلِمُ بِهَا دينك .
بل تثقَّف بِه, و تعمَّق في أحْكامِه, لـ تتلمَّس حقيقته الجبَّارة .
حقيقة ما كانَ لَكَ اكتشافُها, إِلاَّ بـ انتزاعِكَ لـ " غشاوَة الشَّيْطانِ " من عينيكَ و ذِهْنِك .

أخيراً :
* اِنْزَع من بَالِك كلَّ أفكارك السَّابقة عن هذَا الدِّين المعجزة .
حتَّى تستطيعَ فَهْمِي .




بالمُنَاسبة :

عنوانُ مقالي هَذَا, مُتَعَمَّدٌ, و أسَاسُهُ شيئان :

أوَّلاً : أَن فَصْلَ الدِّينِ عَنِ الحياة البشريَّة, طريقٌ إِلَى العلْمانيَّة .
ثانياً : طريق العلْمانيَّة طَرِيقٌ ليس لَهُ مَنارات, لِذا :
سيُسلِكُكَ نَحْوَ الظَّلام, و ما ذلك الظَّلام, إِلاَّ خُطْوَةٌ لـ :بداية الإِلْحَاد .

و اسْأل بِهِ خَبِيراً !

رِسَالَة خَيْر !



17
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ღღ زهـــــرة الــبــيــت ღღ
وفقكِ الله ونفع بقلمكِ " رسالة خير "

نسأل الله تعالى الثبات ع الدين الحق

وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه

ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
أنفاس لاتعود
أنفاس لاتعود
ماشاء الله
موضوع راائع وجدا مهم
رسالة خير من القلب الى القلب
رزقك الله العلم النافع والعمل الصالح
ولاحرمك جنته
han140000
han140000
يالغالية ياليت تنشرين موضوعك في كل مكان وخصوصا تويتر وكمان ممكن تنسقين كلماته بطريقة حلوة في مقطع يوتيوب
كذا يوصل أكثر لشريحة كبيرة من الناس وخصوصاً هذه الفئة اللي تكلمتي عنها
ﻷنهم يتواجدون بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر واليوتيوب
الملكه1
الملكه1
جزاك الله خير
ندى التميز
ندى التميز
جزاك الله خير ياقلبي الله يحرم يمينك عن النار يارب والله لايحرمك الاجر