الأفكار كالشرارة تماما فمنها ما يكون شعلة تحترف الفائدة ، ومنها ما يكون نارا تحرق ما حولها .. هذه الأفكار في إطار العمل الدعوي تأتي أحيانا على شكل (اقتراحات) وهي ما دامت بهذا الاسم فستخضع للرفض أو القبول ؛ إلا أنَّ بعض حاملي هذه الأفكار يؤمنون بأنها (اقتراحات) لكنهم يرفضون قطعيا ما تؤول إليه من الرفض أو المراجعة ممزقين بذلك هذه التسمية شكلا ومضمونا ، وعند النظر في هذه (الاقتراحات) نجدها قد ولدت ولما يكتمل خلقها بعد ، والذي يريد لمثل هذا المخلوق قبولا لا بد أن يغطي عيوبه وأن يواري عواره .
إن الرفض للاقتراح ليس دليلا على عدم صلاحيته فقد يكون لسبب زماني أو مكاني لا يناسب أو أنَّ عرضه كان ضعيفا أو أنَّ طرح الاقتراح كان للفرض غير القابل للرفض أو أن طارحه لا يملك التصور الكامل عنه !! فإذا ما سئل عن جانب من جوانبه أجاب دون أن يشفي ؛ فيهِن بذلك اقتراحه .
إنَّ بيننا وبين إقناع الآخرين بآرائنا واقتراحاتنا هوة كبيرة لا تردم إلا بجهد كبير ، ومن ذلك الجهد تذكر ما يلي :
* أن نعي معنى الاقتراح والرأي الذي ليس إلزاميا للآخرين حتى في الدوائر الرسمية والأهلية فكيف بالأعمال التطوعية !!
* أنَّ نستفيد من تحفظات الآخرين على الاقتراح بمعالجة سلبياته وتكميل نقصه على أن تتم الفائدة منه ولو في وقت أو مكان آخر .
* التصور التام للاقتراح واستيعاب ظروفه وعقباته ؛ بمعنى أن يكون الاقتراح مشروعا كاملا موزع الأدوار... ينتظر التنفيذ فقط .
* أعظم من الاقتراح وتنفيذه هو ما يحققه الإنسان من استغلال عقله في خدمة همه وهدفه في الحياة وبذلك يحقق أكبر نصر على هواه .
* إبراز الاقتراح في صورته الحقيقية بلا (رتوش) لأن الآخرين سيغريهم بريقه قبل قيامه كعمل ، ولكن عند قيامه كعمل قائم يظهر كما خُلق إن حسنا فحسن وإن قبيحا فقبيح !!
* الاقتراح عندما يكون لتحقيق مكسب ذاتي يفقد أثره وقبوله ويكون هيكلا بلا روح .
* الاقتراح الذي يكون أكبر من الإمكانات يسبب التخمة وربما الموت!! .
* مشاركتنا بالاقتراح والتفكير لأجله جزء كبير من العمل ، والنشاط الذهني قد يفوق النشاط البدني بمراحل كثيرة .
*****
صيد الفوائد
حاشجيات @hashgyat
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️