هو كذلك :
إنه بمثابة غرفة مليئة بالغنائم , تجمع منها ما تشاء , لكن المنغص أن هناك وقت محدد للجمع , فكيف ستكون همتك وطاقتك في ذلك ؟؟
من السذاجة ألا ننظر لرمضان كذلك { أياما معدودات } , فيدخل علينا ويغادرنا كغيره من الشهور أو كسابقه من الرمضانات . لعل من المناسب أن تمسك ورقة وقلم وتسطر الأشياء التي لا تريدها أن تفوتك هذا الشهر. جرب عبادات لم تفعلها من قبل أو زد في عبادتك .. ألا ترى أن قدوم رمضان عليك وفي حناياك نفس يتردد هو من أجل النعم , و أن شكرها على الحقيقة هو أن تشحذ همتك وتري الله من نفسك ما يحب ؟؟
أرح عينيك :
لا أحب أن أسهب في هذا الجانب كثيرا , ولكنك من الذكاء بحيث تدرك سر العلاقة بين رمضان وبين الجنون المستعر للفضائيات , و أعيننا التي استساغت النظر لمشاهد ( مُشْ ولابد ) , ستخزن هذه المشاهد في جزء من الذاكرة , وسيحين موعد العرض عند فتح كتاب الله وعند الصلوات والقيام , فأي غنائم سنصطاد ؟؟
هناك أناس ممن " ارتقوا " , لا يجدون جهدا في رفع أبصارهم عن المغريات . ما إن يرونها حتى ينتابهم " القرف " , ويقلبون أبصارهم تلقائيا إلى مراتع السلام .
اللهم اجعلنا منهم ..
جاور السعيد تسعد :
كثيرا ما يذكرني أخي بهذا المثل وهو يقترح علينا أن نسكن في حي مكتظ بعلية القوم حتى ننسى الانقطاع المتكرر للكهرباء !!
أما أنا فسأذكركم به بناء على تجربة شخصية وهي تجربة الاعتكاف في رمضان المنصرم , إذ خارت قواي بعد اليوم الثالث وكدت أقطعه .
ما منعني هو تلك الطبيبة المصرية التي كانت تجاورني , لا أبالغ قطعا إن قلت أن كل ما تنامه في كامل اليوم هو ثلاث ساعات على الرغم إجهاد عملها الرسمي الذي استمر إلى اليوم الثامن والعشرين من الشهر . كثيرا ما كنت أسرح فيها أثناء قيامها لصلوات التطوع و أنا أتقلب في فراشي , كلما رددت بصري إليها أجدها " شامخة " كما النخلة التي شبه بها الحبيب المصطفى - صلوات ربي وسلامه عليه - المؤمن . من المخزي أن أقول أنها أول من يستيقظ - وهي على مشارف الستين - حتى لا تفوتها صلاة الضحى , ثم تتولى إيقاظنا و أنا وبقية الشابات المرة الأولى والثانية , ولا يقابلها إلا الهمهمات , فلا تملك إلا أن تصرخ في الثالثة ( إيه ؟؟ إحنا فاتحِنْها لوكاندة !!)
ولا زلت أذكر أنها سألتني في آخر يومين و أنا أقرأ القرآن : هذه الختمة الكم ؟؟ أجبتها : الثالثة ( لم أصل إليها إلا بعد جهد جهيد ) . ابتسمت لي ثم قالت بامتعاض أنها عندما كانت في مثل عمري تختم أربع مرات , رددت لها ابتسامتها وأنا أحك حاجبي بسبابتي و أخترع إجابة مُنَمَّقة : إن الناس قديما - كانت طيبة -!!
فلنحاول ألا ننساهم :
قبل يومين مررت في طريقي بالمقابر . لا أعرف سر الألم الذي انتابني و أنا أتأمل ضجيج الحياة من حولهم . مر بخاطري أنه لو قدر لنا أن نسألهم عن طلبهم , حتما سيكون تذكرهم بدعوة .
الحمد لله كثيرا أنه أبقى لهم شيئا يصلهم بعد موتهم , فننحاول ألا ننساهم , خاصة أولئك الذين داهمهم الموت على حين غفلة .
منقول
غادة الرياض @ghad_alryad
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️