غصة في قلبي ,اعذروني فقط للقلوب الرقيقة

السلام عليكم

نويت اليوم آخدكم في رحلة عن طريق خيالكم وبعد ما تخلص الرحلة فضلاً وليس أمراً أبغى تكتبو

إحساسكم

تخيلي معي أختي الكريمة أنك الآن تعيشين في سوريا وتعيشين الأحداث بتفاصيلها من أصوات مرعبة

لتحليق الطيران وصوت القصف بالسلاح الجوي وبالمدفعية ,إنك قاعدة مرعوبة تطلعي برة بتسمعي

أصوات صراخ الناس واستغاثتهم وتشوفي بعيونك أشلاء متناثرة في كل مكان فترجعي لبيتك وتضمي

ولادك وتبكي ,هون ولدك رح يسالك ماما شو رح يصير فينا أنت بتقوليله لا تخاف الله معنا

تخيلي حبيبتي أن المساء حل عليكم وجاء ولدك وقلك ماما جوعان لكنك تدرين أنه لا طعام في المنزل فآخر

قطعة خبز يابسة قد نفذت في الصباح ,ولدك بدأ يبكي ماما جوعان تكفين أبغى آكل مو قادر هنا أنت

ضميتي ولدك وحبستي دمعتك وقلتيله تعال نام في حضني وبعد شوي رح يجينا أكل ,غفي ولدك في حضنك

ليس من النعاس لكن لأن قواه قد خارت ولم يعد يستطيع الوقوف على قدميه , فجأة بدأ طفلك الرضيع بالبكاء

عندها بكيتي ولم تستطيعي تمالك نفسك فلا يوجد حليب والطفل لن يشبع من الماء وحده وسيظل يبكي ,رغم

ذلك رحتي المطبخ ومليتي الزجاجة بالماء ورحتي لطفلك ووجدتيه يحرك فمه ليجذب الرضاعة باتجاهه

وكأنه حصل على غنيمة بعد كل هالانتظار , ثاني يوم نفس المعاناة ونفس الصراع ,لا يوجد طعام ولا حليب

والأطفال يبكون وفجأة صوت قذيفة صوت عالي جداً هز البيت من تحتك وصرخ أطفالك ومن الخوف

مسكتي المخدة وخرجتي بها من هول الحدث مفتكرتيها طفلك الصغير " والله هذا الذي يحصل"

بعد جهد جهيد استطاع رجال الجيش الحر تأمين وصولك مع أولادك لمخيم الزعتري ورحتي وجلستي في

الخيمة المخصصة لك وسررت بداخلك إنك صرتي في بلد ثاني بلد آمن ,جاء الليل وبدأووا أولادك يحسوا

بالبرد وصار ولدك الكبير يرجف ويقلك ماما بردان غطيني رحتي لخيمة تانية قلتيلهم تكفون ما ألاقي عندكم

غطا تاني ولدي بردان ,حسيتي بالذل والانكسار والعجز ,مو قاردة تسوي شي ضميتي طفلك وصرتي

تتحسسيه عشان تدفيه رغم أن رجولك متجمدة من البرد ومو حاسة فيها ,غفيتي أنت وأولادك عل غداً يكون

أفضل ,عل غداً تستيقظ نخوة المسؤولين العرب وتجدي من يرأف لحالكم ..

خلصت هذه الرحلة المأساوية لكم ولكنها لم تنتهي في سوريا ,فماذا نحن فاعلون من أجلهم, هؤلاء

الأطفال كبروا وهم يسمعون قصيدة "بلاد العرب أوطاني"

لكنهم الآن يعيشون في مخيم فقد ضاقت الدنيا بهم ,هم بشر لكن في زمن ليس للإنسانية

مكان

كتبت ما كتبته علي ألمس الجانب الأمومي من كل وحدة فيكم ,أطفال ماتو من البرد في مخيم الزعتري ,من

البرد يا عالم من البرد ونحن في القرن الواحد والعشرين ,لا أتمنى أن تعايشي هذه الظروف لا والله بل أسأل

الله أن يديم على بلادكم نعمة الأمن والأمان ,فقط أردت أن أوصل إليك جزء من الألف مما

يعيشونه أهلنا في سوريا والله ما ذكرته ليس بشيء أمام ما يجري حقاً , عندما يرى الأبوين ابنتهم تغتصب

أمامهم ولا يستطيعون سوى الصراخ فالمصااااااااااااب كبير والله كبير ولي نشوفه بالإعلام

تقزيييييم للحدث الحقيقي,لا تبخلوا عليهم حتى بالدعاء والنصر قادم بإذن الله وكلي إيمان بأن ما يجري الآن

هو تطهير لأرض سوريا من رجس المجوس لتهيأة هذه الأرض الكريمة لاستقبال سيدنا المسيح عند

المنارة البيضاء شرقي دمشق ,كلي إيمان بالله تعالى بأنه لن يخذل هذا الشعب الرائع كما خذله العالم من كل

حدب وصوب

لكن تبقى هذه الجملة تصدح بها حناجرنا أين أنتم يا عرب هل ألفتم هذه المناظر هل هانت عليكم دماؤنا

أدري أن لسان حال البعض يقول" الحمدلله أني لست في سوريا"

لكن شهيدنا في الجنة يقول " الحمدلله أني كنت في سوريا"

حسبنا الله وكفى