الاضطرابات التي تصيب حياة الأطفال بسبب تغيب الآباء عن المنزل،
وتسيب الحياة بسبب غياب التربية.
إن قضية غياب الآباء عن المنزل لساعات طويلة أو لأيام وأسابيع له أثر خطير على نفسية الطفل،
فالأب هو الترجمة الحرفية لقصيدة الحب والحنان، ويعتبر بالنسبة للطفل مصدرا للأمن والحماية،
وهو ربان سفينة الأسرة يقودها بفطنته ليحمل أبناءه إلى شواطئ الدفء والأمان...
وبَرّ الثقافة الفكرية والعلمية، ولا بد أن ندرك مسؤولية تربية الأبناء وآثارها السيئة نتيجة تغيّب الآباء عن المنزل.
فهل غياب الأب يؤثر حقا على نفسية الطفل؟ وما هي أسباب تغيب الآباء ومكوثهم مدة طويلة خارج المنزل؟
وهل هناك طريقة لجذبهم إلى عشهم وبوتقتهم؟
أسئلة شائكة وقضية ساخنة تحتاج إلى ونظرة ثاقبة ودراسة واعية تجعل من البيت معلما ورافدا ينهل منه الأبناء ما ينفعهم في حياتهم ومستقبلهم.
غائبون رغم حضورهم
يقول مدير إحدى المدارس للبنين محمد الزعابي:
«إن قضية غياب الأب عن المنزل أو رب الأسرة ومكوثه لساعاتٍ طوالٍ بعيدا عن أبنائه مسألة خطيرة ولها أثر كبير في فقدان السيطرة الأبوية،
لأن قوة السلطة الأبوية تقي الأسرة كثيرا من المشكلات التربوية الأسرية، وهناك سؤال غاية في الأهمية وهو
كيف نجمع بين فقدان السيطرة الأبوية وبين تواجد بعض الآباء مع أبنائهم جل أوقاتهم في المنزل؟»
مضيفا «إن ووجود الأب في المنزل مع الأبناء ليس هو مطلبا في ذاته، بل يجب على الأب أن يعرف ماذا يجب عليه أن يفعل أو لا يفعل في حال تواجده في المنزل؟
وهنا سيدرك كل منا هل هو من الآباء الغائبين، أم من الآباء الحاضرين الغائبين».
فما فائدة تواجد الأب في المنزل إذا كان يفرّط في تدليل الأبناء ويحرمهم من توجيهاته التربوية والتأديبية؟
وما فائدة تواجد الأب إذا كان لا يعدل بين أبنائه، ويفضل بعض الأبناء على بعض؟
وما فائدته إذا كان يتعامل مع أبنائه بالقسوة والعنف،
ولا يتحدث معهم، ولا يقبلهم، قد نزع من قلبه الرحمة؟
ويضيف الزعابي «إن هناك صورا توضح أسباب تغيب الأب عن المنزل وهي كثيرة نذكر بعضا منها:
العمل: كثيرا ما تكون بعض الأعمال تتطلب من صاحبها المكث خارج البيت أو في المناطق النائية لأسابيع وأشهر وقد تصل إلى سنة كاملة بشكل متواصل، فتسبب في انفلات زمام السلطة من الأب وبروز سلوكيات سلبية لدى الأبناء بشكل غير متوقع، وهجر الزوج لزوجته على إثر خلافات زوجية، ما يسبب آثارا وخيمة،
تعود بأثر سلبي على نفسية الأبناء، رفقاء السوء الذين هم عبارة عن مجموعة من الأصحاب درجوا على قضاء أوقاتهم في السهر والسمر واللهو إلى ما بعد منتصف الليل،
وقضاء ما تبقى من اليوم في وظائفهم، فليس للأبناء سوى سويعات معدودة يكون الآباء فيها عادة نائمين، وعامل أخر وهو تعدد الزوجات إذ ليس تعدد الزوجات سببا في تفكك الأسرة،
ولكن إذا أسيء استخدام هذا الحق، وبالاستهتار به، أو عدم تسخير الوقت الكافي لكل من الزوجة والأبناء،
فقد يكون ذلك سببا في تحطيم كيان الأسرة»، كما أشار إلى «ان الطلاق يستحوذ الطلاق في كافة المجتمعات على نصيب الأسد في ابتعاد الأب عن أسرته مما يعرض الأبناء لكثير من الانحرافات التي يمكن الوقاية منها لو استطاع الأب والأم بعد الطلاق أن يتساميا على جراحتهما وأن يشيعا جوا من اللاعدائية والاحترام المتبادل بينهما،
هادفين بذلك إلى خلق أجيال أسوياء تربويا ونفسيا»
، موضحا أن السجن يؤدي إلى انعدام سلطة الأب تماما طيلة فترة العقوبة،
وهنا يأتي دور الخدمة الاجتماعية في السجون في تطوير العمل الاجتماعي في التواصل مع أسرة السجين وتغيير أماكن اللقاء من خلف القضبان إلى غرف مهيأة لهذه الاجتماعات لإشاعة جو من الدفء والاتصال الأسري
ذو خصوصية وطابع عائلي، بعيدا عن صوت القيود والأغلال، ولكي يشعر الأبناء أنهم على اتصال دائم بآبائهم».
دمتم بود🌹
زهور مخمليه @zhor_mkhmlyh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الحمدلله_1000
•
موضوع جميل جدا ومثري بالمعلومات التربوية .
الحمدلله_1000 :موضوع جميل جدا ومثري بالمعلومات التربوية .موضوع جميل جدا ومثري بالمعلومات التربوية .
الروعة تكمن في مرورك.
شكرآ لك
شكرآ لك
الصفحة الأخيرة