القلب ،
ذاك المضغة المفعمة بالأحاسيس ، ذك الجزء مني أشتاق به إلى أغلى الغاليات ، وأحزن لفراقهن ، وأفرح بقدومهن .
حاولت التعرف عليه عن قرب فقصدت بابه فوجدته محصنا ، اندهشت واعتراني العجب ، فلمحت على بابه قفلا ما أجمله ، فأطرقت قليلا وهممت بسؤاله عن سر ذلك القفل ؟
فأجاب بهدوء وسكينة :"ذلك القفل يسيره العقل ، ولك الاختيار لمن تقدميه ولمن تفتحيه ".
ذهلت لكلماته ورجعت من تلك الرحلة ، ولبرهة تذكرت قوله وغصت في تفكيري أحاول أن أفهمه جيدا ،
كنت أعلم بأن وراءه حكمة ، فتنهدت بعمق ورفعت رأسي ببطء حتى لاحت لي من بعيد معالم فتاة وهي بكامل زينتها تسير في الشارع بتمايل وقلة حياء ، وتتكلم بأسلوب فظيع على الجوال ، تمعنت بها وبتفاصيل وجهها فتعرفت عليها واسترجعت ذاكرتي قصتها ، تلك طالبة في المدرسة كثيرة الفوضى والمشاكل والشكوى والملل والكلام الفارغ ، وفي لحظات خاطفة أدركت سر تلك المقولة ببيان ،....
عن أبي عبد الله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما قـال: سمعـت رسـول الله
صلي الله عـليه وسلم يقول: (إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات
لايعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن
وقع في الشبهات وقـع في الحرام كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه
ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجـسد مضغة إذا
صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألاوهي الـقـلب)
من هذا الحديث الشريف ندرك بأن القلب له أهمية عظيمة فينا ، فإن صلح صلح سائر الجسد وإذا فسد فسد الجسد كله .
والله إن الروح لتشفق على كل من فتح قلبه وسلم مفتاحه ليد خائنة ، تفتك به وتنهشه
، أين أنتن يا فتيات من أخلاق الصحابيات، أين صارت أخلاقكن ؟
سلمتن تلك المفاتح الغالية وأنتن على غفلة ، غادرتن قافلات الخير ، وسلكتن درب المعوجين .
أنظرن لحالكن وقد أعياكن ذلك الحب المزيف، المزين بالأوهام والخداع .
أنظرن لقلبكن وقد اهترى وشاخ واعتراه الشيب، وماتت أحاسيسه النقية العذبة .
وياااا أسفاه عليك ، ويا أسفاه عليك .
يا حفيدة خديجة،
وحفيدة سمية،
وحفيدة عائشة ،
ويا حفيدة فاطمة .
ولا زالت قائمتهن طويلة ، أين أنت من عفتهن وحيائهن وحلمهن ،
رضيت أن تسلمي مفاتيح قلبك وأن تفتحيه للمعاصي والخائنين،
رضيت أن تفتحي قلبك لغير طاعة الله،
فاكتسيت ثوب الذلة والهوان ،
وباءالحزن له في قلبك مساكن .
فحصني قلبك بذكر الله
وطاعة الباري
واحفظي قلبك،
وسخريه لطاعة الرحمن ،
فوالله لن تذوقي سعادة إلا تحت ظلال تلك الطاعة .
❀نصائح لصيانة قلبك وعدم فتحه إلا لطاعة الله❀
.داومي أخيتي على ذكرالله من أذكار الصباح والمساء وبعد الصلاة ، وتضرعي لله بالدعاء أن يحفظ قلبك ويصونه فهو خيرالحافظين.
.واظبي على صلاتك وفي أوقاتها وعلى الاستغفار وقيام الليل .
.لا يأخذك سيل الفتيات المائلات وأهواؤهن ، فتتبعينهن في كل شيء وتقيمين تلك العلاقات المحرمة بالجوال والنت وغير ذلك ، وتفتحي قلبك لتلك الذئاب .
.ابتعدي عن المعاصي كسماع الأغاني والكذب والسرقة والخيانة .
.التزمي بحجابك وتستري عن تلك النظرات التيترصدك وتكن لك الشر، وكوني عفيفة طاهرة نقية عذبة .
.لا تفتحي قلبك لغير طاعة الله واطردي عنك كل زائر محتال خائن .
ولم يفت الأوان بعد ، فعودي للقافلة واسألي ربنا
الرحمن
الرحيم
الغفور
الحي
القيوم
رب السماوات والأرض ومابينهما ،
أن يغفر ذنوبك ويحفظ قلبك ونيره بحبه .
وطوبى للسائرين في درب الصالحين ،
وقلبك قلبك سخريه لطاعة الله وعبادته .
منقول