أم نغفوف @am_nghfof
عضوة جديدة
فضل عشر ذي الحجه
عشره ذي الحجة - فضائلها - والأعمال المستحبة فيها
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،، وبعد:
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات،
يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيما
يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم،
ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر
ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول بأنها أفضل أيام الدنيا،
وحث على العمل الصالح فيها؛
بل إن الله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرفاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم.
وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة،
وأن يحسن استقبالها واغتنامها.
فضل عشر ذي الحجة
1- أن الله تعالى أقسم بها:
إذا أقسم الله بشيء دلّ هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم،
قال تعالى: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور
المفسرين من السلف والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: هو الصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره:
قال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ،
وذهب جمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، ومنهم ابن عمر وابن عباس.
3- أن رسول الله شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا:
فعن جابر عن النبي قال: { أفضل أيام الدنيا أيام العشر - يعني عشر ذي الحجة -
قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب }
.
4- أن فيها يوم عرفة:
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران،
ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاه ذلك فضلاً،
5- أن فيها يوم النحر:
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
{ أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القَرِّ }
.
6- اجتماع أمهات العبادة فيها:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة
لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتّى ذلك في غيره).
فضل العمل في عشر ذي الحجة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله :
{ ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -
يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه
وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء } .
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال:
{ كنت عند رسول الله قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل
فيهن أفضل من هذه العشر، قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟
فأكبره، فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه }
.
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة
أحبُّ إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله
فهو أفضل عنده. ودل الحديثان على أن العامل في هذه العشر
أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله،
وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير
استثناء شيء منها.
من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
1- أداء مناسك الحج والعمرة:
وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسّر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب
فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي :
{ العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة }
.
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي ،
الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
2- الصيام:
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها،
وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي:
{ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به } .
وقد خص النبي صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية،
وبيّن فضل صيامه فقال: { صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده }
.
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة؛ لأن النبي حث على العمل الصالح فيها.
وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.
3- الصلاة:
وهي من أجلّ الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً،
ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة،
وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات،
وقد قال النبي فيما يرويه عن ربّه: { وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه } .
4- التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال:
{ ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر،
فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد } .
وقال البخاري: كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما
يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون،
ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً.
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه،
وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به،
وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي ولا عن أحد من السلف،
والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
5- الصدقة:
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام،
وقد حث الله عليها فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ
يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: { ما نقصت صدقة من مال } .
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه، والإستغفار، وبر الوالدين، وصلة الأرحام والأقارب، وإفشاء السلام وإطعام الطعام،
والإصلاح بين الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحفظ اللسان والفرج، والإحسان إلى الجيران،
وإكرام الضيف، والإنفاق في سبيل الله، وإماطة الأذى عن الطريق، والنفقة على الزوجة والعيال،
وكفالة الأيتام، وزيارة المرضى، وقضاء حوائج الإخوان، والصلاة على النبي ، وعدم إيذاء المسلمين،
والرفق بالرعية، وصلة أصدقاء الوالدين، والدعاء للإخوان بظهر الغيب، وأداء الأمانات والوفاء بالعهد،
والبر بالخالة والخال، وإغاثة الملهوف، وغض البصر عن محارم الله، وإسباغ الوضوء، والدعاء بين الأذان والإقامة،
وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة، والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة، والمحافظة على
السنن الراتبة، والحرص على صلاة العيد في المصلى، وذكر الله عقب الصلوات، والحرص على الكسب الحلال
، وإدخال السرور على المسلمين، والشفقة بالضعفاء، واصطناع المعروف والدلالة على الخير، والدعوة إلى الله
، والصدق في البيع والشراء، والدعاء للوالدين، وسلامة الصدر وترك الشحناء، وتعليم الأولاد والبنات،
والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول
2
441
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شامخة بنظرتي
•
مشكورة حبيبتي وجعلة في موازي حسناتك
الصفحة الأخيرة