بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم تجربة شخصية متواضعة جدا لكنها أضافت إلي شيئا..
خرجت منها بنتائج كنتُ أجهلها وربما أتجاهلها .
منذ أشهر يسيرة وقبل انتهاء العام الدراسي بقليل كنت أتفكر في حالي
وما حولي فإذا هي المعصية في كثير أو قليل و حيثما وقعت عيني عن شمالٍ ويمين
سأُسأل عن كلِ ما أرى .. وتشهد عليَّ عيني ، أن قد رأيتُ وما أنكرت .
لامتني نفسي !! قالت:
ترين ولا تنكرين !! إلى متى ؟؟!!
أطرقت خجلا من عتابها ، وآلمني توبيخها
لكنني لم أحرك ساكنا .. واكتفيت بأضعف الإيمان
و الخطأ يستمر .. والمعصية تتكرر .. وصمتي مطبق لا أحرك ساكنا ..
ما زلت أقنع نفسي باضعف الإيمان
اختلست نظرة حييَّة إلى نفسي .. وجدتها تنظر إليَّ بازدراء ..
وترمقني شذرا .. خجلت منها كثيرا .. فقررت أن أتجاوز أضعف الإيمان .
كتبت عبارةً كاعتراضٍ على أول خطأ وقعت عليه عيني
كتبت:
.......
ليس عقلا !! ولا عدلا!!
هل من العقل أن أُطرد من رحمة الرحمن
وأتعرض لسخط الجبار
من أجل شعراتِ أنتزعها من حاجبي ؟؟
قد علمتِ فهي عليكِ حجة يومَ الدين
باركَ الله فيكِ وهداكِ....
طبعتها على ورقة ملونة بخط كبير وعلقتها على باب الغرفة من الخارج ..
فكل من دخلت قرأتها
تساؤلات ، ونظرات تبحث عن من وراء تلك العبارة .. جاءتني إحداهن قالت :
أعلم أنكِ خلف تلك العبارة .. وأحيي فيكِ هذه الجرأة ..
يااا الله !!
إنها ترى تلك العبارة القصيرة والإقدام عليها في وسط مؤسسة حكومية جرأة عظيمة.. أظنها لم تقرأ عن ذوي الهمم ومن لا يخافون في الله لومة لائم .. لم تقرأ سيرة أحمد بن حنبل .. ولا سيرة ابن الخطاب .. ولا ابن الوليد .. وإلا فأين نحن منهم .. عذرتها .. وفي الوقت ذاته شعرت بكلماتها ترفع من عزيمتي وهمتي
وإصراري على مواصلة ما بدأت به .
تناهى إلى مسمعى حديث بين مجموعة منهن يناقشن الموضوع فيما بينهن :
النمص ، وحكمه ، وأدلة تحريمه ، والبدائل المباحة .
شعرت بفرحة غامرة ..فالعبارة اليسيرة والتي لم يكلفني كتابتها وتنسيقها
وطباعتها وتعليقها سوى خمس دقائق .. رأيتُ نتاجها واضحا .
...
قررت أن أضع في بداية كل أسبوع عبارةً جديدةً قصيرةً مركَّزة ..
وعاهدتُ نفسي : سأكون أكثر شجاعة على إنكار المنكر .
فكرت في محظور آخر لا بد من إنكاره ..
فوجت أنها أكثر من أن أحتار في التفكير فيها فكلها تتداعى لذهني تريد أن تنال السبق .. لا بد من دقة في اختيار ما ظهر انتشاره لتخدم العبارة أكبر شريحة ممكنة .. حددت عبارتي القادمة وانتظرت بداية الأسبوع الجديد بفارغ الصبر
علقت اللوحة الثانية ......
إنكِ تأكلينه ...تأكلينه ميْتا
أتدرين ما هو ؟
إنه لحم أختكِ أو أخيكِ إن تحدثتِ عنه في غيابه أو غيابها بما تكره.
فاحذري .. ولا تبيعي الآخرة بمتعة لحظة
وفقكِ الله إلى ما يحب ويرضى......
أعلم أن هناك من سيتعمد السؤال والمناقشة ولكن حتى إن سُئلتُ عن العبارة أو محتواها فلا بأس فإن ذلك في حد ذاته سيكون
مجال انفتاح أبواب على معرفة جديدة فائدة واستفادة .
جاءتني من تناقش الموضوع .. لكن علمي قليل ولا أحفظ الأدلة قررت أن أذاكر كالطالب المقدم على اختبار..
وأركز على موضوع الأسبوع ..
وهكذا في الأسابيع القادمة .. حتى وإن نسيت أكثره فلابد -بإذن الله - سيعلق في الذهن من تلك الدراسة شيئا.
وجدت أن أغلب الأخوات يبدين رغبة واضحة في معرفة المزيد ..
وقليل من أعرض
فعلقت اللوحة الثالثة.....
ما أروعكِ
ما دامت بين جنبيكِ نفسٌ تلومكِ على الخطأ والتقصير
إذن..
فأنتِ في خير عظيم وتوفيق من الله
هنيئا لكِ هذه النفس!!
.....انتهى العام ولم تسعفني الأسابيع لكتابة المزيد
غير أن ما يهمني من الموضوع بأسره هو ما خرجت به شخصيا من التجربة
خرجت باكتشافات خطيرة !
اكتشفت أن كل ساكنٍ مما نراه حولنا لا يحتاج إلا مثيرا يسيرا ليبدأ في الحركة ويستمر .. ثم يحرك معه كل ساكن حوله .
اكتشفت أن 80% ممن حولنا متعطشون لعبارة نصح مخلصة تقنعهم بسوء ما هم عليه .. و ينتظرون كلمة توجيه صادقة تدفعهم للأمام .
اكتشفت أن ترددنا في إنكار المنكر وخوفنا من الصد واتهامنا بالتدخل في شؤون الغير ليس سوى باب للشيطان نفتحه على أنفسنا
اكتشفت أن بخلنا عظيم وتقتيرنا على أنفسنا لا حدود له حرمنا غيرنا من الخير و أنفسنا من فضل الدلالة عليه بدافع الخوف حينا ..
وداعي الخجل حينا أخرى
اكتشفت أن إنكار المنكر والتوجيه للمعروف ..
بطاقة من نوع جديد مميز نقدمها لمن حولنا نخبرهم فيها أننا نحبهم أكثر مما يتصورون
منقــــــــــــــول من الكاتبة ذهب ..
عاشقة الصداقة @aaashk_alsdak
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️