ينبغي لقارئ القرآن ألا يجعل همه آخر السورة التي يقرأها، بل ليطلب ثمرة قراءة القرآن وهي التماس الهدى التي أرادها الله من القارئ لكتابه، تأمل: "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء" وقف مع(هدى)وقرر.
إن من أعظم الوسائل المعينة على تدبر كتاب الله استماعه، وفي استبانة وزعت على 1200 شخص، وجد أن نسبة التأثر عند الاستماع بلغت نسبة76%، فالاستماع موصل لخيرات ثلاث:البصائر،والهدى،والرحمة، تأمل: "هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) وقد كان رسول الله يأمر ابن مسعود أن يقرأ القرآن،ويستمع له،ويقترح تخصيص وقت لاستماع القرآن وليكن قبل النوم،رحمك الله.
احرص قبل قراءةالقرآن أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، يقول ابن القيم: "لما علم الله حسد الشيطان للعبد، وتفرغه له، وعلم عجز العبد عنه، أمره بأن يستعيذ به سبحانه، ويلتجأ إليه في صرفه عنه، فيكتفي بالاستعاذة من مؤونة محاربته ومقاومته، وكأنه قيل له: لا طاقة لك بهذا العدو، فاستعذ بي أعذك منه، وقال لي شيخ الإسلام: إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغل بمحاربته، وعليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف عنك الكلب ويكفيكه"
..فهو يشتد عليه حينئذ ليقطعه عنه وفي الصحيح عن النبي:إن شيطانا تفلت علي البارحةفأراد أن يقطع علي صلاتي..وكلما كان الفعل أنفع للعبد وأحب إلى الله تعالى كان اعتراض الشيطان له أكثر، ومنها:أن القرآن مادةالهدى والخير في القلب كما أن الماء مادةالنبات والشيطان نار يحرق النبات أولا فأولا فكلما أحس بنبات الخير من القلب سعى في إفساده وإحراقه فأمر أن يستعيذ بالله عز وجل منه لئلا يفسد عليه ما يحصل له بالقرآن
أمر سبحانه بالاستعاذةعند قراءةالقرآن،لأسباب منها:أن الملائكةتدنو من قارئ القرآن وتستمع لقراءته كما في حديث أسيد بن حضير لما كان يقرأ ورأى مثل الظلة فيهامثل المصابيح فقال الرسول:تلك الملائكة والشيطان ضد الملك وعدوه، فأمر القارئ أن يطلب من الله تعالى مباعدةعدوه عنه حتى يحضره خاص ملائكته فهذه منزلة لا يجتمع فيها الملائكةوالشياطين، ومنها:أن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهم بالخير أو يدخل فيه
إن على طالب الهداية من كتاب الله، ألا يعجل عند قراءته بل يتأنى، يقول السعدي: " (ورتل القرآن ترتيلا) فإن ترتيل القرآن به يحصل التدبر والتفكر، وتحريك القلوب به، والتعبد بآياته، والتهيؤ والاستعداد التام له، فإنه قال (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) قيل أي: العظيمة معانيه، الجليلة أوصافه، وما كان بهذا الوصف حقيق أن يتهيأ له، ويرتل، ويتفكر فيما يشتمل عليه "
يحرص كثير من المسلمين في رمضان على ختم القرآن أكثر من مرة حتى ولو لم يتدبروا معانيه، ويتأثروا به، مع أن العبرة ليست بعدد الختمات وإنما بما حصل من تأثر وخشوع وتغير، وزيادة العلم والتأثر بكتاب الله لا تكون مع الاستعجال عند القراءة، تأمل: "ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما" فطريقك لزيادة العلم بالقرآن ترك العجلة عند القراءة.
النائلة @alnayl
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
هند فوزان
•
الله يجزاك خيرا
الصفحة الأخيرة