مرحبــــــــــا بك أخيتي..... وطبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة مقعدا بإذن الله دعينا نتحــــــاور أخيتي حوارا لدقائق ولكن لتكن تلك الدقائقنعيشها بصدق مع أنفسنا........
لنبــــدأ حوارنا بهذا السؤال..........مــــــن أنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مهلا أخيتي....لا تظنين أن هذا السؤال قد يصدر من مجنونة أو انسانة فقدت الذاكرة
لااااااا بل لا بد أن يصدر من كل انسان عاقل في ساعة خلوة مع نفســــــه....لنرجعللسؤال ..........من أنا ومن أنتي ؟؟؟؟؟؟؟؟
.
.
الترااااااااااااااااااااااااااااااااب
نعم واللـــــه هو أصلنا......التراب
الذي ندوسه بأقدامنا.......التراب الذي
لو علق بملابسنا لأزلناه بسرعة ونحن
متضايقون منه....فمسكينة أنا وأنتي
وتيقــــني كما أنه أصلنا فإليه أيضا مرجعنا
ومن بعد هذا التراب كنت تلك النطفة الضعيفة
ومن ثم علقة ومن ثم مضغة .......
رباااااااااااااااااه سبحــــــانك ......أتعلمين أخيتي أن هناك
هناك بويضات قد التصقت بجدار الرحم وبقيت معلقة لكنها لم
تتم ال9 أشهر فسقطت ...ولكن أنا وأنتي قد أبقانا الله مثبتين في
ذلك الجدار حتى أتم لنا خلقنا فخرجنا لهذه الحياة....
فاستقبلتي هذه الدنـــيا بالبكاء والأهل من حولك يضحكون
فرحين بقدومــــك......وبعدها تبدئين رحلتك في هذه الدار..
والله يرى كل حركة ويسمع كل كلمة..وهناك سجــــل قد كتب كل
ما تفعلين حتى يعرض فيما بعد ليتم تقييمك أأنتي من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟..........
الفــــــــــــــــــــائزين أم الخــــــــــــــــــــاسرين
فآآآآآآآآه ما أضعفني وأضعفك
ورغم ذلك نتكبر ونعصي ...
وبعد ذلك أخيتي سيمر كلا منا بمراحل في حياته إن اتم الله له العمر...حتى
يعلم الصدقة منا في الســــــــر والعلــــــــــن....فيختبرنا في الصحة والمرض
والضعف والقوة وغيرها.............
فهناك فترة في الطفولة ...........وفترة في الشباب .........وفترة في الشيخوخة
ففي تلك الممرات رأيت والله ما أدمى قلبي وهز كيــــــــــــاني....
عندما ذهبت مع طالباتي في رحلة مدرسية لدار المسنين والمعاقين
الذين والله هم الأصحــــــاء ونحن المعاقين...وقمنا بزيارة بعض الحالات فدخلنا
على نساء قد بلغن من العمر عتيا فمنهن من استقبلتنا بالابتسامة ومنهن من وجدناها
مجرد أنفاس مضطربة وأعين شاخصة.........وأقول في نفسي يالله ما أضعف الإنسان.......
وتجمعت تلك العبرات حتى أحسست أنها خنقتني حتى دخلت على أزهار ...
وهي فعلا زهرة مشرقة....أزهار هي فتاة في ريعان شبابها مثلي ومثلك...
ولكن ماأرى أمامي الا فتاة قد شلت أركانها الأربع فبعدما كانت هي التي تقوم
بنفسها فتنظف نفسها وتأكل وتشرب وتناموتقلب نفسها أثناء النوم دون مساعدة أحد
الآن............
لا شيء من هذا كله ...بعد حادث سيارة....وعندما سألتها كم صار لك وأنتي بهذا الحال؟؟؟؟؟
أجابت : 8 سنــــــــــوات ...................عندها لم اتمالك نفسي فسقطت مني تلك الدموع حاولت اخفائها فرآتني ....
أتعلمين بماذا ردت علي أخيتي ...
ردت بإبتســـــــــامة عريضة في وجهها الذي يشع نورا ثم قالت:
أتظنين أنني حزينة أو يائسة ...لا والله ( انظري اصبحت هي التي تواسيني ) ...
أنا كنت حزينة وشقية عندما كنت هناك وهي تشير إلى النافذة .......
لكن عندما دخلت هذا المكان فوالله الذي لا إله الا هو أنني أسعد انسانة وبراحة لا يعلمها الا الله...
ولو سألتيني كم عمري لأجبتك : 8سنوات لأني.............
لم أعرف ربــــــــــــــــــــــــــــــي الا من ثمـــــــــــــــــــــــــــان سنين
فلله حقا درها .........خرجت من عندها وهي كالجبل الراسي ...
وبعد ذلك بأيام رجعت لذلك المستشفى لان مازال هناك بعض الممرات أريد أن آتيها
وياليتني لم آتيها..........
فأول غرفة دخلتها فإذا بفتاة قمة في الجمـــــــال ولكنها هناك ممدده على سرير أبيض دون حراك ........ما خطبها ؟؟؟؟
وبجانبها امرأة مسنة ...سلمت وسألت عن حالها...فنظرت لي بنظرة حزن شديد قتلني....ثم أخبرتني قصتها العجب.....(ارعي لي السمع جيدا ان كنت أما)
قالت: أنا أمها وهي متزوجة ولديها طفلين ....كنت اضع سجادتي لأصلي صلاة المغرب وطفليها أمامي يلعبون ...فجاءت فضربت أحددهما بشدة لأنه جاء أمامي
فغضبت منها ........ودعوت عليها وياليتني ما دعوت...
قلت ....جعلك الغيبوبة اللي ما تقومين منها..........آآآآآآآآآآآآآآآه لما ؟؟؟؟؟؟؟
أما تعلمين أنك أم يستجاب لك ......وهي الآن من 3 سنوات وهي بهذه الغيبوبة
أرأيت أخيتي ...تمالكي نفسك عند الغضب ولا تدعي الا بخير ...
ياللـــــــــــه ما أضعفني وأضعفك.............
خرجت من عندها وقلبي يعتصر ألما لحال هذه الفتاة أسأل الله لها الشفاء عاجلا غير آجلا...........
أكملت سيري في تلك الممرات وعند أحدها أحسست أن الأرض تهتز من شدة ذلك الصوت...
يارباااااااااااااااااااااااااااااه ما هذا ؟؟؟؟؟؟.........صوت غناء في هذا المكان ....نساء قد يأتيهم الموت في أي لحظة ومزامير الشيطان تغني عندهم وبهذا الصوت العالي.......
قلت في نفسي حسبي الله ونعم الوكيل على هؤلاء الموظفين الذين لا يخافون الله ..
ويالــــــــــــــــــــــــــــــيت كان الأمر كذلك...
أكملت خطاي لأصل لمكان الصوت...اقسم أنني دخلت الغرفة وأنا واضعة أصابعي في أذناي من شدة علو الصوت ...وعندما دخلت كانت الصدمة............
عجوز قد احدودب ضهرها.... وشاب شعرها ...وتجعد وجهها ...وشلت رجلاها..
وبيدها ذلك الريموت لذلك التلفاز أمامها....وقد وضع على قناة غنائية ماجنة ..وقلت يالله مسكينة ماتعرف تغير القناة فأسرعت للتلفاز فغيرت القناة ووضعته على المجد.. فالتفت أريد أن أسلم عليها ...فإذا بذلك الوجه تغير ..وبدأت تصرخ علي بأعلى صوتها..........أتعلمون ماذا قالت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عسى الله ياخذ روحك ....رديه بسرعة على القناة اللي قبل شوي ...رديه رديه
ياقليلة الحياء..اقسم لكن اني انهرت لحظتها اقتربت منها ...قلت: يا يمه اسمعيني
هذا حراااااااااام اذكري الله أحسن لك من هذا .........
صرخت وتقول : رديه رديه عسى الله ما يوفقك ......يا سستر يا سستر .....
خرجت من عندها وقلبي يحترق حزنا عليها وأقول .....ياترى كيف كان شباب هذه المرأة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
آآآآآه حقا ما أضعفني وأضعفك.......
أخيتي في نهاية مطافـــــــــنا اعلمي أنني وأنتي لن نودع هذه الدنـــــــــــــيا
الا بالضحك أو بالبكـــــــــــاء كما استقبلناها بالبكاء..........
ولدتك امك باكيا مستصرخا والناس حولك يضحكون سرورا ...فإعمل لنفسك ان تكون اذا بكوا فى يوم موتك ضاحكا مسرورا
هذه عبر أخيتي نقلتها لك ...والله على كل ما قلته شهيد
وأصلي على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم والحمدلله رب العالمين
أختكم ..........رحـــيق القلوب