قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية رضي الله عنها

الملتقى العام

قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية رضي الله عنها






قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة صفية


رضي الله عنها






لمّا انتهت السنة السادسة للهجرة ، وأقبل هلال المحرم من أول السنة السابعة تهيأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعركة حاسمة تقطع دابر المكر اليهودي من أرض الحجاز ، فخرج -صلى الله عليه وسلم- مع ألف وأربعمائة مقاتل في النصف الثاني من المحرّم إلى خيبر ( معقل اليهود ) و سار يفتح حصون خيبر ومعاقلها واحداً إثر واحد ، حتى أتى القموص

( حصن بني أبي الحُقين ) ففتحه ، وجيء بسبايا الحصن ومنهنّ صفية ومعها ابنة عمّ لها ، جاء بهما بلال -رضي الله عنه- ، فمرّ بهما على قتلى يهود الحصن ، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجْهها وصاحت ، وحثت التراب على وجهها ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أغربوا هذه الشيطانة عني ).

وصفية ثابتة الجأش رزينة ، فأمر بصفية فجُعِلت خلفه ، وغطى عليها ثوبه ، فعرف الناس أنه اصطفاها لنفسه ، وقال صلى الله عليه و سلم بلال :( أنُزِعَت الرحمة من قلبك حين تَمُرُّ بالمرأتين على قتلاهما ؟).



رؤيا البشارة



وقبل ذلك كانت صفيـة قد رأت أن الشمس نزلت حتى وقعت على صدرها ، فذكرت ذلك لأمهـا فلطمت وجهها وقالـت : إنّك لتمدّين عُنُقك إلى أن تكوني عند مَلِك العرب )

فلم يزل الأثر في وجهها حتى أُتيَ بها إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلمّا سألها عنه أخبرته ، فكبرت في نفسه حين سمع منها هذه البشارة التي زفُها الله تعالى إليها في هذه الرؤيا الصالحة ، وواسى آلامها وخفّف من مُصابَها ، وأعلمها بأن الله تعالى قد حقق رؤياها.

وقد قال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( هلْ لك فيّ ؟).

يرغّبها بالزواج منه ، فأجابت : يا رسول الله ، قد كنتُ أتمنى ذلك في الشرك ، فكيف إذا أمكنني الله منه في الإسلام ).

فأعتقها - صلى الله عليه وسلم- وتزوجها ، وكان عتقُها صداقُها.



ولما أعرس الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصفية ، بخيبر أو ببعض الطريق ، وكانت التي جمّلتها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومشّطتها وأصلحت من أمرها ، أم سليم بنت مِلحان أم أنس بن مالك ، فبات بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قبة له

ولمّا قدمت صفية -رضي الله عنها- من خيبر ، أنزلت في بيت الحارث بن نعمان فسمع نساء الأنصار ، فجئن ينظرن إلى جمالها ، وجاءت السيدة عائشة منقبة ، فلما خرجت ، خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على أثرها فقال :( كيف رأيت يا عائشة ؟).

قالت : رأيتُ يهودية ) فقال -صلى الله عليه وسلم- : لا تقولي ذلك فإنها أسلمت وحسُنَ إسلامها).



وما أن حلّت صفية -رضي الله عنها- بين أمهات المؤمنين شريكة لهن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، حتى أثارت حفيظة بعضهن ، وقد لاحظت هي ذلك ، فقدمت لهنّ بعض الحلي من الذهب كرمز لمودتها لهن ، كما قدمت أيضاُ لفاطمة -رضي الله عنها-.

ومن بعض المواقف التي حصلت بين الضرائر ، بلغ صفية أن حفصة قالت لها : بنت يهودي ).

فبكت فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي فقال : ما شأنك ؟).

قالت : قالت لي حفصة إني بنت يهودي ).

فقال لها النبي : إنك لبنتُ نبيّ ، وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك لتحت نبيّ ، فبِمَ تفخرُ عليكِ ) ثم قال : اتق الله يا حفصة ) .

وقد حج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنسائه ، فبرك بصفية جملها ، فبكت وجاء الرسول - صلى الله عليه وسلم- لمّا أخبروه ، فجعل يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي وهو ينهاها ، فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس ، فلمّا كان عند الرواح ، قال لزينب : أفقري أختك جملاً).

أي أعيريها إياه للركوب ، وكانت أكثرهن ظهراً ، فقالت : أنا أفقِرُ يهوديتك ؟!).

فغضب -صلى الله عليه وسلم- فلم يكلّمها حتى رجع إلى المدينة ، ومحرّم وصفر فلم يأتها ، ولم يقسم لها ويئست منه ، حتى جاء ربيع الأول ، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في حُسْنِ معاشرته لـ(صفية) يبدلها الغم سروراً ، والغربة أنساً

كانت - رضي الله عنها- صادقة في قولها ، وقد شهد لها بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعندما اجتمع نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرضـه الذي توفـي فيه ، قالت صفيـة : إني واللـه لوددت أن الذي بك بـي ).

فغَمَـزْنَ أزواجه ببصرهـن فقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- : ( مضمِضْنَ ).

أي طهّرن أفواهكنّ من الغيبة.

قلْنَ : من أي شيء ؟).

فقال : من تغامزكنّ بها ، والله إنها لصادقة ).



كما أن صفية -رضي الله عنها- كانت حليمة تعفو عند المقدرة ، كما اتصفت -رضي الله عنها- بعمق الفهم ودقة النظر ،




توفيت -رضي الله عنها- حوالي سنة خمسين للهجرة ، والأمر مستتب لمعاوية بن أبي سفيان ، ودفنت في البقيع مع أمهات المؤمنين.




الراوي: زيد بن أسلم المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/347
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن

7
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فدوى الجبل
فدوى الجبل
اللهم صل وسلم وبارك على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد ..وعلى آله وصحبه ومن اتبعه باحسانٍ الى يوم الدين
الامل النازف
الامل النازف
اختي الله يجزاك خير مامصدر القصه هل في الصحيح
عاشقة الصداقة
رضي الله عنهن اجمعين ,,
ام حموددي
ام حموددي
اللهم صل وسلم وبارك على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد ..وعلى آله وصحبه ومن اتبعه باحسانٍ الى يوم الدين
ركايز
ركايز
بارك الله فيك وتسلمين على القصة