د . عبد الله النصيع استشاري طب الأطفال في مستشفى الملك فهد سابقاً نموذج من النماذج المشرقة التي جمعت بين التخصص العلمي وبين استشعار مسئولية الدعوة إلى الله عز وجل ، سافر إلى أمريكا لحضور مؤتمر طبي وشاور بعض الأخوة فنصحوه بثلاثة أمور :
الأول : الصلاة على وقتها وعدم التهاون في ذلك مهما كانت الأسباب .
الثاني : المحافظة على لبس الثوب والشماغ على أن يلبس معطف الطبيب فوق الثوب ويقصدون بذلك استشعار عزة المسلم في الغربة .
الثالث : الحرص على الدعوة إلى الله عز وجل ..
يقول الدكتور عبد الله : قبل أن يبدأ المؤتمر حرصت على أن أجد طبيباً عربياً لأجلس بجانبه ليشد من أزري وفعلاً وجدت طبيباً ملامحه عربية فجلست بجواره ففوجئت به يقول لي : اذهب بسرعة وبدل هذه الملابس ( لا تفشلنا أمام الأجانب !!)
يقول الدكتور عبد الله : قلت في نفسي ربما لو جلست بجوار أمريكي لما قال هذا الكلام ! ثم بدأ المؤتمر وبعد سويعات جاء وقت صلاة الظهر فقمت لأصلي وأعلنت الأذان بصوت مسموع ولكنه خافت .. ثم أني قضيت فرضي وعدت بعدها إلى مكاني وبعد ساعة دخل وقت صلاة العصر فقمت لأصلي ثم شعرت بشخص يقف بجانبي في الصلاة ولما قضيت الصلاة التفت إلى المأموم فإذا به الطبيب العربي الذي كان ينتقدني في ملابسي ..! ولكني كنت أرى في عينيه إحمراراً وقد اغروقت عيناه بالدموع فسلمت عليه فقال لي وبصوت متحشرج : (( جزاك الله خيرا لقد قدمت إلى أمريكا منذ أربعين سنة وتزوجت أمريكية واحمل الجنسية الأمريكية وأموري المالية والمعيشة على أحسن حال ولكني والله لم أسجد لله سجدة واحدة خلال هذه الأربعين سنة ..! ولما رأيتك تصلي الصلاة الأولى تحركت في نفسي أشياء كثيرة وتذكرت الإسلام الذي نسيته منذ أن قدمت إلى هذه البلاد .. تذكرت الله وعبادته .. تذكرت الوقوف بين يدي الجبار في ذلك اليوم العصيب ..وقلت في نفسي إذا قام هذا الشاب ليصلي مرة ثانية فسوف أصلي معه..وما أن كبرت معك للصلاة حتى تملكني القرب إلى الله والخوف منه )) ..
• يقول الدكتور عبد الله : ثم نشأت علاقة قوية بيني وبين هذا الطبيب واستطعت من خلال الذهاب والمجيء معه التعرف على كثير من الأمور في أمريكا في فترة قصيرة ويقول الدكتور عبد الله : وكنت أتمنى أن أتحدث عن الإسلام وأقوم بواجب الدعوة إلى الله في ذلك المؤتمر ولكن الفرصة كانت غير مناسبة لأن كل طبيب وطبيبة مشغول بالمؤتمر والاستفادة من البحوث والتوصيات من الأطباء والطبيبات .
وفي اليوم الأخير للمؤتمر كان هناك حفل ختامي يتخلله عدة فقرات وفوجئت بأن إحدى الفقرات عبارة عن طلب من اللجنة المنظمة للحفل أن يتكلم الدكتور (عبد الله) لمدة خمس دقائق عن أمرين :
الأول : ما هو سبب إصرار الدكتور عبد الله على التزامه بالملابس العربية التي يلبسها حيث جاءت أسئلة كثيرة من الأطباء والطبيبات في هذا الجانب ؟
الثاني : أن تتحدث عن تطور المملكة السعودية .. فقالت لهم : ( بالنسبة للملابس فكما أن لكم تقاليد وعادات تتمسكون بها فهذه الملابس من عاداتنا وتقاليدنا فنحن نتمسك بها ، وأما عن تطور المملكة فالحمد لله هناك نهضة حضارية وتطور ملموس ))
( يقول الدكتور عبد الله ) : وكنت أرغب في الحديث عن الإسلام ولكنهم حددوا الوقت بخمس دقائق وطلبوا الحديث عن الملابس وعن تطور البلد ووفقني الله لفكرة خطرت لي أثناء الحديث بأن أضع أمامهم علامة استفهام .. فقلت لهم إننا اجتمعنا للبحث الطبي عن سائل بداخل الجسم في مؤتمر يكلف كذا مليون دولار ولكن هذا الإنسان بأكمله ما الحكمة من وجوده في هذه الدنيا ؟؟!
يقول الدكتور عبد الله : ثم انتهت الخمس دقائق وأردت أن أرجع إلى مكاني ، فلاحظ المخرج الذي يصور الحفل عن طريق الفيديو أن الأطباء والطبيبات مشدودون مع السؤال الذي طرحته فأشار لي بيده أن استمر لمدة خمس دقائق إضافية ، وهنا وجدت الفرصة لأتحدث عن الإسلام .. وبمجرد أن بدأ الحديث عن الإسلام .. وقفت طبيبة غربية وقالت تسمح يا دكتور بسؤال لماذا تزوج رسولكم إحدى عشرة امرأة أن هذا يدل على شهوانية ؟؟
فأجبت الطبيبة بأن سألتها هي وجموع الأطباء سؤالين ، وقلت في السؤال الأول :
أخبريني يا دكتورة .. الذي يتزوج عن شهوة هل يأخذ بكراً أو ثيباً ؟ فاجمعوا أنه يأخذ بكراً . فقلت لهم : أول امرأة تزوجها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( وهي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ) كانت ثيباً وكان عمرها أربعين سنة .
وقلت لهم في السؤال الثاني : كم سن ثوران الشهوة ؟ فقالوا تقريباً من سن ستة عشر عاماً إلى سن الأربعين وهو سن اكتمال الرجولة والنضج العقلي فقلت لهم : إن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم لم يتزوج باقي نسائه بعد خديجة إلا بعد إكماله الأربعين سنة وذلك بعد أن نزل عليه الوحي ، فالمسألة إذن تشريع وحكمة وليست شهوة .. فقالت هذه الطبيبة إذا سلمنا لك بالنسبة لرسولكم فلماذا تتزوجون أنتم بأربع نساء، إن هذا تحقير للمرأة ؟ فحاورها د. عبد الله وقال لها:
(( إن المجتمع الغربي اليوم يتزوج الرجل بواحدة فقط لكن يعاشر بالحرام عدداً من النساء من الصديقات والخليلات والإحصائيات المعاصرة في الغرب تثبت أن عدد النساء أكثر من عدد الرجال .. وهذه المعاشرة من ذلك الرجل يجعل من النساء مكاناً للاستفراغ فقط ..ثم بعد قضاء الوطر لا قيمة لهن عنده .. فأي تحقير أعظم للمرأة أعظم من ذلك ..!؟ أما ديننا فيلزمنا أن نعاملهم كلهن بالمعروف ونؤدي حقهن بالعدل وأن تكون بضعة من الرجل وهي بيته ومسكنه وملبسه وهو ميثاق غليظ تجد فيه المرأة فيه كرامتها وتحقق منه أنوثتها..فأيهما يا معاشر الأطباء والطبيبات أعظم وأكرم ..!؟
فعجزت الطبيبة عن الرد المقنع وألقمت حجرا ..
وبعد ذلك بدقائق أعلنت أربعة طبيبات غربيات عن رغبتهن في الدخول في الإسلام .. فيا للروعة !
معاشر السادة النبلاء
إن الدكتور عبد الله ليس إلا واحداً من النماذج الرائعة التي تغص فيها شقيقتنا الكبرى السعودية .. وهو نموذج للعربي المسلم الذي يعتز بهويته ودينه ..ولو أنه خضع للغرب وانبهر به كما انصهر فيه كثير من مثقفينا وللأسف لما كان حتى لحديثه عن الإسلام ورده للشبهات أثراً على ذلك المجمع الطبي .. لقد تأثروا باعتزازه بذاته ودينه قبل أن يتأثروا في كلامه .. وهذه رسالة منا لكل من انبهر بهذا الغرب وذاب وأنصهر وأندثر بأن يتذكر مقولة فاروقنا وسيدنا وصهر رسولنا وحبيبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ( من أراد العزة بغير الإسلام أذله الله .. )
(منقول)
( شـــذراتـ الـذهـبـ) @shthrat_althhb_2
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
كايدتها
•
الله يجزاك الجنة
الصفحة الأخيرة