الصدقة
حكى أحد الشباب قصة حدثت له منذ زمن
فيقول
كنت مشتركا في الكشافة
وكان عندنا ذات مرة مخيماً في الدمام
فسافرت من الرياض إلى الدمام
لأجل هذا المعسكر
ومكثت 3ليال
وحين العودة ركبت مع أحد الزملاء
ليوصلني إلى المطار
وحينها لمست جيبي
فتذكرت أنه لم يبق معي إلاخمسون ريالاً
لكني قلت تكفيني فأنا الآن راجع لبيتي
أوصلني زميلي للمطار وذهب
تفاجأت حين دخولي أن رحلتي
تأجلت تقريباً يوماً كاملاً
جلست أفكر هل أعود إليهم في المعسكر
أم ابقى في المطار أقضي بقيت اليوم
جلست فترة في المطار
ثم مللت فقررت أن أعود إليهم
خرجت أبحث عن سيارة أجرة
وبعد عدة محاولات وجدت من يوصلني ب30ريالاً
فلم يتبق معي إلا20ريالاً
وحين أوصلني السائق
للمكان المتفق عليه
قضيت الباقي مشياً لأصل إليهم
لكني حين قربت من المكان تفاجأت أن لا أثر لهم أبدا
حملوا الخيام والمعدات ورحلوا
خفت كثيراً فكيف سأتصرف
ومن سيوصلني للمطار ولامال معي يكفي
فجلست أمشي حائراً مذهولاً
وحينها أصابني الجوع
فوجدت مطعماً
وأخذت أبحث عن أرخص وجبة
إلى ان اشتريت وجبة ب10ريالات
وحينها لم يتبق عندي
إلا 10ريالات
بعدها أذن المغرب فذهبت أصلي
وبعد الصلاة بقيت في المسجد
أفكر في محنتي وأبحث عن مخرج
وحين أذن العشاء صلينا
ثم بعدها خرجت مضطراً
لأن الحارس سيقفل المسجد
فقابلني عند الباب رجل فقير
وأخذ يسألني المال بإلحاح شديد
ويشكي وضعه
وأنا اقول في داخلي
لست أحسن منك حالاً
فرددته بلطف لكنه ألح
فأحسست من تعابير وجهه
أنه محتاج حقاً ومضطر
فرحمته
وأخرجت من جيبي العشرة المتبقية
وأعطيتها له
فلهج لسانه يدعو لي
وبقيت أسير هائماً على وجهي
لامال ولا مأوى
والحزن يشتد
حينها سمعت من ينادي باسمي
فالتفت فإذا هو
أحد الشباب المسؤولين في المعسكر
قال لي فلان الحمد لله أني وجدتك
وزعنا المكافآت على الطلاب
وأنت كنت قد رحلت
هذه مكافأتك معي خذها
ومدها إلي وكانت 500ريال
فجلست مذهولا
مرة أضحك
ومرة أتكلم وانا أكاد أبكي
فشعر المسؤول أني لست طبيعيا ً
فحكيت له قصتي
فأخذني لمنزله
وقال تبيت الليلة عندي وأكرمني
وتناولت عنده العشاء
وحين أصبحنا أوصلني بنفسه للمطار
وبقي معي لحين تأكد من صعودي للطائرة
ودعني حينها ورحل
فلمست جيبي وقلت
سبحان الله
سبحان الشكور
الذي يشكرنا على القليل
سبحان الكريم
الذي يخلف على عباده
بالامس حين هممت العودة كان معي 50ريالا
وها أنا أعود الآن ومعي 500 ريال
شمعة خير @shmaa_khyr
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ميعاد77
•
جزاك الله خيرا
الصفحة الأخيرة