قصة للعظة والعبرة.....ذات الشكاااااااااال

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة معروفه نقلتها لكن للعظة والعبرة لإنها قصة مؤثرة جدا


حكاية أبي قدامة مع المرأة التي ظفرت شعرها شكالا للفَرس في سبيل اللـه حكاية مشهورة حكاها جماعة منهم أحمد بن الجوزي الدمشقي رحمه اللـه في كتابه المسمى بسوق العروس وأنس النفوس فحكى:

أنه كان بمدينة رسول اللـه صلى الله عليه وسلم رجل يقال له أبو قدامة الشامي، وكان قد حبب اللـه إليه الجهاد في سبيل اللـه والغزو إلى بلاد الروم، فجلس يوماً في مسجد رسول اللـه صلى الله عليه وسلم يتحدث مع أصحابه، فقالوا له: يا أبا قدامة حدثنا بأعجب ما رأيت في الجهاد؟ فقال أبو قدامة:

نعم إني دخلت في بعض السنين الرقة أطلب جملاً أشتريه ليحمل السلاح، فبينما أنا يوماً جالسٌ إذ دخلت علي امرأة فقالت: يا أبا قدامة سمعتك وأنت تحدث عن الجهاد وتحث عليه وقد رُزقتُ من الشَّعر ما لم يُرزقه غيري من النساء، وقد قصعته وأصلحت منه شكالا للفرس وعفرته بالتراب كي لا ينظر إليه أحد، وقد أحببت أن تأخذه معك فإذا صرتَ في بلاد الكفار وجالت الأبطال ورُميت النبال وجُردت السيوف وشُـرعـت الأسـنّـة، فإن احتجت إليه وإلا فادفعه إلى من يـحـتـاج إليه ليحضر شعري ويصيبه الغبار في سبيل اللـه، فأنا امرأة أرملة كان لي زوج وعصبة كلهم قُتلوا في سبيل اللـه ولو كان عليّ جهاد لجاهدت.

وناولتني الشكال. وقالت: اعلم يا أبا قدامة أن زوجي لما قُتل خلف لي غلاماً من أحسن الشباب، وقد تعلم القرآن والفروسية والرمي على القوس وهو قوّام بالليل صوّام بالنهار، وله من العمر خمس عشرة سنة وهو غائب في ضيعة خلفها له أبوه، فلعله يقدم قبل مسيرك فأوجهه معك هدية إلى اللـه عز وجل وأنا أسألك بحرمة الإسلام، لا تحرمني ما طلبت من الثواب.

فأخذت الشكال منها فإذا هو مظفور من شعرها. فقالت: ألقه في بعض رحالك وأنا أنظر إليه ليطمئن قلبي. فطرحته في رحلي وخرجتُ من الرقة ومعي أصحابي، فلما صرنا عند حصن مسـلمــة بـن عبـدالملـك إذا بفـارس يهـتـف مـن ورائي : يا أبا قدامة قف علي قليلاً يرحمك اللـه، فوقفت وقلت لأصحابي تقدموا أنتم حتى أنظر من هذا، وإذا أنا بفارس قد دنا مني وعانقني وقال: الحمد للـه الذي لم يحرمني صحبتك ولم يردني خائباً.

قلت للصبي أسفر لي عن وجهك، فإن كان يلزم مثلك غزو أمرتك بالمسير، وإن لم يلزمك غزو رددتك، فأسفر عن وجهه فإذا به غلام كأنه القمر ليلة البدر وعليه آثار النعمة. قلت للصبي: ألك والد؟ قال: لا بل أنا خارج معك أطلب ثأر والدي لأنه استشهد فلعل اللـه يرزقني الشهادة كما رزق أبي.

قلت للصبي: ألك والدة؟ قال: نعم. قلت: اذهب إليها فاستأذنها فإن أذنت وإلا فأقم عندها فإن طاعتك لها أفضل من الجهاد، لأن الجنة تحت ظلال السيوف وتحت أقدام الأمهات. قال: يا أبا قدامة أما تعرفني؟ قلت : لا. قال : أنا ابن صاحبة الوديعة، ما أسرع ما نسيت وصية أمي صاحبة الشكال، وأنا إن شاء اللـه الشهيد ابن الشهيد، سألتك باللـه لا تحرمني الغزو معك في سبيل اللـه، فإني حافظ لكتاب اللـه عارف بسنة رسول اللـه صلى الله عليه وسلم، عارف بالفروسية والرمي وما خلفت ورائي أفرس مني، فلا تحقرني لصغر سني، وإن أمي قد أقسمت عليّ أن لا أرجع وقالت : يا بُنيّ إذا لقيت الكفار فلا تولّهم الدُّبُرَ وهب نفسك للـه واطلب مجاورة اللـه تعالى ومجاورة أبيك مع إخوانك الصالحين في الجنة، فإذا رزقك اللـه الشهادة فاشفع فيّ فإنه قد بلغني أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله وسبعين من جيرانه، ثم ضمتني إلى صدرها ورفعت رأسها إلى السماء وقالت : إلهي وسيدي ومولاي هذا ولدي وريحانة قلبي وثمرة فؤادي سلمته إليك فقربه من أبيه.

فلـمـا سـمـعـت كـلام الغـلام بكـيـت بكاءاً شديداً أسفاً على حسنه وجمال شبابه ورحمة لقلب والدته وتعجباً من صبرها عنه. فقال: يا عم مم بكاؤك؟ إن كنت تبكي لصغر سني فإن اللـه يعذب من هو أصغر مني إذا عصاه. قلت: لم أبك لصغر سنك ولكن أبكي لقلب والدتك كيف تكون بعدك.

وسِرْنا ونزلنا تلك الليلة. فلما كان الغداة رحلنا والغلام لا يفتر من ذكر اللـه تعالى، فـتـأمـلـتـه فإذا هـو أفـرس منا إذا ركب وخادمنا إذا نزلنا منزلا، وصـار كلما سرنا يقوى عزمه ويزداد نشاطه ويصفو قلبه وتظهر علامات الفرح عليه.

فلم نزل سائرين حتى أشرفنا على ديار المشركين عند غروب الشمس، فنزلنا فجلس الغلام يطبخ لنا طعاما لإفطارنا وكنا صياما، فغلبه النعاس فنام نومة طويلة فبينما هو نائم إذ تبسم في نومه فقلت لأصحابي ألا ترون إلى ضحك هذا الغلام في نومه، فلما استيقظ قلت: حبيبي رأيتك الساعة ضاحكاً مبتسماً في منامك، قال: رأيت رؤيا فأعجبتني وأضحكتني. قلت: ما هي. قال: رأيت كأني في روضة خضراء أنيقة فبينما أنا أجول فيها إذ رأيت قصراً من فضة شُرفه من الدر والجواهر، وأبوابه من الذهب وستوره مرخية، وإذا جواري يرفعن الستور وجوههن كالأقمار فلما رأينني قلن لي: مرحبا بك فأردت أن أمد يدي إلى إحداهن فقالت: لا تعجل ما آن لك، ثم سمعت بعضهن يقول لبعض هذا زوج المرضية، وقلن لي تقدم يرحمك اللـه، فتقدمت أمامي فإذا في أعلى القصر غرفة من الذهب الأحمر عليها سرير من الزبرجد الأخضر قوامه من الفضة البيضاء عليه جارية وجهها كأنه الشمس لولا أن اللـه ثبت علي بصري لذهب وذهب عقلي من حسن الغرفة وبهاء الجارية. فلما رأتني الجارية قالت: مرحبا وأهلا وسهلا يا ولي اللـه وحبيبه، أنت لي وأنا لك فأردت أن أضمها إلى صدري فقالت: مهلا، لا تعجل، فإنك بعيد من الخنا، وإن الميعاد بيني وبينك غداً بعد صلاة الظهر فأبشر.

قال أبو قدامة : قلت له حبيبي رأيت خيراً، وخيراً يكون. ثم بتنا متعجبين من منام الغلام، فلما أصبحنا تبادرنا فركبنا خيولنا فإذا المنادي ينادي : يا خيل اللـه اركبي وبالجنة أبشري، انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا.

فما كان إلا ساعة، وإذا جيش الكفر - خذله اللـه - قد أقبل كالجراد المنتشر، فكان أول من حمل منّا فيهم الغلام فبدد شملهم وفرق جمعهم وغاص في وسطهم، فقتل منهم رجالاً وجندل أبطالاً، فلما رأيته كذلك لحقته فأخذت بعنان فرسه وقلت : يا حبيبي ارجع فأنت صبي ولا تعرف خدع الحرب. فقال : يا عم ألم تسمع قول اللـه تعالى : ]يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار
5
524

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

البسملة
البسملة
أم فـــراس
بارك الله فيك على هذه القصة الرائعة.. أنا سمعتها سابقاً في شريط للشيخ العريفي باسم المشتاقون للجنة.. وأعدت قرأتي للقصة لروعتها.
جزاك الله خيراً وأحسن الله حياتنا وخاتمتنا وأخرتنا..
المسلمه
المسلمه
حقا قصة رااااااااااااااااااااااااااائعة
اللهم بلغنا الشهادة في سبيلك
ريـــــم نجـــــد
جزاك الله ألف خـير على القصة الحلوووووة
قصة رائعة فعلاً


تحياتي
عصير الخوخ
عصير الخوخ
جزاك الله خير
أم فـــراس
أم فـــراس
حياك الله اختي البسملة
انا ايضا سبق ان سمعتها وقرأتها مرارا ولكن لا امل إعادتها لما
يكثر فيها من المواعظ والعبر
اللهم احسن خاتمتي وخاتمة والدي واخواتي والمسلمين جميعا
اختي المسلمة حيااااااك الله
اللهم بلغنا الشهادة جميعا

اختي القمر الوحيد77
حيااك الله وجزاك خيرا لمرورك

اختي عصير خوخ
حياك الله وجزاك خيرا لمرورك