هذه مقتطفات من شريط "صراع مع الشهوات " للشيخ محمد المنجد حفظه الله
وكم بي معاصٍ نال منهن لـذة ومات فخـلاها وذاق الدواهـيا
تصرم لذات المعاصي وتنقضي وتبقى تباعات المعاصي كما هيا
فوا سوءتـاه والله راء وسامـع لعبد بعين الله يغشى المعاصـيا
أبو بكر المسكي، قيل: إن سبب تسميته بهذا الاسم أن امرأة استدرجته إلى بيتها وكان يبيع، فدخل، ثم أرادته بالحرام، فأغلقت الأبواب، ماذا يفعل؟ قال: أريد دورة المياه. فدخل الخلاء، قيل: إنه لطخ نفسه بالقاذورات، فلما خرج قرفت منه، وفتحت الباب، ومشى، فقيل: كان رائحته مسكاً بعد ذلك. وهذه المرأة في عهد عمر بن الخطاب، كما أن الرجال يصبرون على الحرام، كذلك النساء يصبرن، قال سعيد بن جبير: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أمسى أخذ درته ثم طاف بـالمدينة ، فإذا رأى شيئاً ينكره أنكره، فبينما هو ذات ليلة يعس إذ مر بامرأة على سطح وهي تقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه وأرقنـي ألا خلـيل ألاعـبه
فوالله لـولا الله لا رب غيره لحرك من هذا السرير جوانبه
مخافـة ربي والحـياء يصدني وأكرم بعلي أن تنال مراكبه
ثم تنفست الصعداء، وقالت: هان على عمر ما لقيت الليلة. لأنه أرسل زوجها في الجهاد، فضرب باب الدار، فقالت: من هذا الذي يأتي إلى امرأة مغيبة هذه الساعة؟ قال: افتحي. فأبت، فلما عرفت أنه عمر وجهر لها بصوته، قال: أعيدي علي ما قلتِه. فأعادت عليه، فقال: أين زوجك؟ قالت: في بعث كذا وكذا. فأرسل إلى الأمير فرده إلى المدينة ، ثم دخل عمر على حفصة، فقال: أي بنية، كم تصبر المرأة عن زوجها؟ قالت: شهراً واثنين وثلاثة، وفي الرابع ينفد الصبر. فجعل عمر أربعة أشهر وفي رواية: ستة أشهر الأمد النهائي، لا أحد يتغيب ويرسل للجهاد إلا ويرجعه مرةً أخرى.
نماذج مظلمة من الفحش:
كما أن هناك نماذج مضيئة فهناك أيضاً نماذج مظلمة، وقصص فيها عبر حصلت في الماضي.. يقول ابن كثير: في عام (278هـ) توفي عبدة بن عبد الرحيم قبحه الله - ابن كثير يدعو عليه- ذكر ابن الجوزي أن هذا الشقي كان من المجاهدين كثيراً في بلاد الروم، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون محاصرو بلدة من بلدان الروم إذ نظر هذا المجاهد المفتون إلى امرأة من نساء الروم في حصنها في العلو فهويها، بسبب نظرة، فراسلها: ما السبيل إلى الوصول إليك؟ قالت: أن تتنصر وتصعد. فأجابها، لأجل امرأة يترك دينه! فما راع المسلمين إلا وصاحبهم عندها، فاغتم المسلمون غماً شديداً، وشق عليهم مشقةً عظيمة، فتركوا الحصار بعد ذلك وذهبوا، فمروا عليه مرة أخرى على الحصن هذا فوجدوه مع المرأة، شاهدوه من بعد، فقالوا: يا فلان.. ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صيامك؟ ما فعل جهادك؟ ما فعلت صلاتك؟ قال: اعلموا أني أنسيت القرآن كله إلا قوله تعالى: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ . وذكر ابن النجار في تاريخه أن رجلاً كان يطلب العلم يقال له: ابن السقة ، كان عند الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ، فسأل الشيخ مسألة وأساء الأدب مع الشيخ، فقال أبو إسحاق : اجلس فإني أجد من كلامك رائحة الكفر.. هذه فراسة، ما تؤول إلا فراسة، فاستغرب الحاضرون؛ طالب علم يسأل شيخاً، والشيخ يقول: اجلس.. إني أرى منك رائحة الكفر! وكان حافظاً للقرآن، حصل أن خليفة المسلمين أرسل هذا الرجل بعد ذلك برسالة إلى ملك الروم، فذهب وافتتن ببنت ملك الروم وطلب زواجها، وامتنعوا إلا أن يتنصر فتنصر، ورئي في القسطنطينية مريضاً وبيده مروحة يذب بها الذباب عن وجه، فسئل عن القرآن فذكر أنه نسيه إلا آية واحدة: رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ . قال ابن القيم: وكان بـمصر رجل يلزم الأذان والصلاة، صعد المنارة يوماً على عادته وكان تحت المنارة دار لنصراني فاطلع فيها فرأى بنت صاحب الدار، فافتتن بها وترك الأذان، ونزل إليها وطرق الباب، فقالت: أنتم لستم من أهل هذه الأمور، أنتم مسلمون. النصارى يعرفون أحوال المسلمين في الغالب. قال: أريدك. قالت: لماذا؟ قال: لأنك سلبتِ لبي. قالت: لا أجيبك إلى ريبة أبداً. انظر.. النصرانية لا تقول بالحرام، قال: أتزوجك؟ قالت: أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك. قال: أتنصر. قالت: إن فعلت أفعل. فتنصر ليتزوجها، وصعد سطح الدار فزلت قدمه، فوقع على عنقه فمات. أيها الإخوة .. إن الذي يصبرنا أشياء: الفلاح، وابتغاء رضا الله، وابتغاء الأجر: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ثناء الله يكفينا، الجنة والنعيم المقيم.. أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ خذ الدليل، الجنة مقابل حفظ الفرج: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) رواه البخاري.. وهكذا اسأل هؤلاء الذين يريدون العبادات ما هي الغاية؟ الجنة ووجه الله.. طمأنينة وراحة البال إلى صبرنا.. لذة الانتصار على النفس، إذا كان أهل الحرام يجدون لذة بالحرام فأصحاب الإيمان والعبادة يجدون لذة أكبر
صبرت عن اللذات لما تولت وألزمت نفسي صبرها فاستمرت
وما المرء إلا حـيث يجعـل نفسه فإن طمعت تاقت وإلا تسلت
إذا صبرتها صبرت، وإذا أطلقت لها العنان انطلقت.. رب مستور سبته شهوة فتعرى ستره فانتهك.. صاحب الشهوة عبد فإذا غلب الشهوة أضحى ملكاً.. أي عبادة شاقة لو مارستها فترة ارتحت، وذهب عناء العبادة.. أي شهوة محرمة مهما كانت لذيذة لو مرت ماذا يحدث؟ تنسى لذتها، إذاً هذا ينسى وهذا ينسى، لكن ما الذي يبقى في الصحائف؟ أجر ذاك ووزر هذا، لذلك شعارنا "الموت ولا الحرام". جاء رجل إلى الشافعي برقعة كتب فيها:
سل المفتي المكي من آل هاشم إذا اشتد وجد بامرئ كيف يصنع
فكتب له الشافعي تحته:
يداوي هواه ثم يكتم وجـده ويصبر في كل الأمور ويخضع
فأخذها وذهب بها، ثم ردها للشافعي وكتب عليها:
فكيف يداوي والهوى قاتل الفتى وفي كل يوم غصةً يتجرعُ
فكتب الشافعي الجواب:
فإن هو لم يصبر على ما أصابه فليس له شيء سوى الموت أنفعُ
إذاً أيها الإخوة: لا بد أن نعظ أنفسنا بالموت و ما بعده..
قد كان عمرك ميـلاً فأصـبح الميـل شبـرا
وأصـبـح الشـبر عقـداً فاحفر لنفسك قبرا
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وارزقنا العفة والعفاف والصبر عن المحارم و المحرمات، واجعل بيننا وبين الحرام برزخاً وحجراً محجوراً. والحمد لله، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بنت الاموي @bnt_alamoy
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
قهوة الضيافة
•
بارك الله فيكَ على هذه المشاركة
وجزآك الله خيراً على هذا المجهود
وجعله الله في ميزان حسناتك
وجزآك الله خيراً على هذا المجهود
وجعله الله في ميزان حسناتك
الصفحة الأخيرة