بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي الأمين
- عليه الصلاة والسلام الى يوم الدين –
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأحكي لكم قصة حقيقية من واقع هذه المجتمع الذي فيه الخير والشر
فيه الطيب والسيئ ,
وفيه العاقل والمجنون ,
وفيه الذي يفكر قبل أن يـُـقدم , والذي يدرسها بعقلانية وينتبه إلى مشاعر وأحاسيس الذي أمامه حتى لو كان حيوانا ً أو نباتا ً أوجمادا ً ..
سأروي قصة طفلة بريئة لم تتعدى الخمس سنوات ؛ كانت ضحية قلب أب ٍ قاس ٍ
قسى قلبه بلحظات من غضب ٍ ساوره بنفسه لأجل دنيا دنيئة وحرمته من أجمل إحساس يراه بوجه طفلته أو بوجه أسرته ...
v
v
v
v
v
v
v
في ذلك اليوم وكما هي عادتها تلعب وتجري وتضحك وتتشاقى مع إخوتها
وقد أخذت تلون بالألوان المائية والخشبية فرحة بأنها كبرت وبأنها تدرس بالمدرسة ولها شأن كبير وببراءة طفولتها تتخيل نفسها بأنها أصبحت كبيرة ولها شأن وأخذت تقلد إحدى المدرسات التي تعلمهم الحروف والكتابه والقرآءة بمدرستها, وهي بسعادتها تلك أخذتها اللهفه بالكتابه على االأوراق وعلى المجلات وعلى بعض الصحف , وأخذتها الأفكار لكي توسع مجال كتاباتها فأخذت تكتب على الجدار وعلى السوفات – الكنبات – وعلى الكراسي ...
وإذ بها وهي على تلك الحال من التفكير ومن السعاده الغامرة التي هي بها من أنها أصبحت ذات اهمية وبأن كتاباتها قد أصبح لها شأن بوضوحها على تلك الكنبات وتلك الجدران ,, رآها والدها وهو داخل من الخارج ,,
فأخذه الغضب من منظر تلك الرسومات والكتابات على ذلك الجدار وتلك الكنبه وهذا الكرسي الذي بين عينيه ...
فلم يستوعب مع غضبه العارم والشديد الذي تملكه وأعماه ..
ذهب الى تلك البراءة وأخذ يضربها بكل ما أوتي من قوة وأخذ يجلدها جلدا ً ويحذفها بكل أركان تلك الغرفه التي أخذت تتلقفها من جميع النواحي .. ولم يكفي ما أحدثه من ضربات بجسمها الصغير بل أحضر حبلا ً ولف به يديها الصغيرتان الدقيقتان وحبسها بغرفة الملابس بذلك البيت الواسع وقال لزوجته : لا تدخلي عليها ولا تطعميها ولا تسقيها ولا ولا ولا .... جمييييع الأشياء محرمه على تلك التي كانت من قبل لحظات في أوج سعادتها وهي تكتب وترسم .. فقد أصبح كل شيء مسودا ً ولا ترى أي شيء ولا تتذكر أي شيء عملته سوى ظلام في ظلام , ,,,
وتـُـركت هكذا الى صباح اليوم التالي ولكن قلب الأم كما يقولون أحست بها بذلك الصباح وذهبت لتراها وهي على نفس حالها كما تركوها بالأمس , فلمست جبهتها وإذ بها مثل الذي أخرجوه من فرن ساخن , ويداها المربوطتان لونهما مثل الليل الذي قضته بالظلام قد أصبح لونهما أسودا ً ...
وقد رأف بها قلب الأم وأخذتها إلى أقرب مستشفى وهناك جآئت المفاجأة الموجعة والمؤلمة ... يجب بتر وقطع يدي ّ الطفلة لأن الدم أحتبس بها وقد أصبح بها مرض ( الغرغرينا ) , وإذ بهم يوافقوا لأن الحالة مستعجلة ولا يجب بها التفكير , فبعد أن قرروا العملية وبتر اليدين الدقيقتين والصغيرتين ,
أتى الأب بعد يومين من عملته السوداء وهو كما يظهر على وجهه ندم وحيره , دخل على البراءة والطفولة التي تنوح بقهر على افتقادها لأهم الأعضاء بجسمها ,, وبكائها الذي يوقظ الجماد ويجعله ينوح بدلا ً عنها , فما أن رأت ذلك الوجه الذي يقف بباب الغرفة ,,, خرجت منها كلمات لو جائت على الفولاذ لأذابته ,,,,
بكل براءة وبكل ندم واضح على وجهها وبكل تعب الدنيا
باباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
أرجوووووووووووووووووووووك
أرجوك لن أفعل ذلك مرة أخرى ,, لن أرسم ,,, لن أكتب ,,, لن أتشاقى ,,, سأجلس مؤدبه ,,, سأسمع كلامك ,,,
سأسمع كلام ماما ,,, لن أفعلها ,,, لن أفعلها مرة أخرى
فقط
فقط
فقط
أجعلهم يرجعووووا إليّ يداااااااااااااااااااااااااااي
دعهم يرجعونهااااااااااااا
أريدهاااااااااااااااااااااااا
قل للذي اخذها فليرجعها فليرجعهاااااااااااااااااااا
ودموعها ملأت وجنتيها الناعمتين تبكي وتسأل وتستفسر !!؟؟
كيف سأمسك القلم ?
كيف سألعب مع إخوتي وأمسك دميتي وأداعبها?
كيف سأذهب إلى المدرسة?
كيف سأأكل?
كيف سأمسك الكأس لأشرب?
كيف وكيف وكيف وكيييييييييييييييييف ???????????????????????????????????????
يالله سامحني أنا التي جعلته يغضب ياليتني لم اكتب يا ليتني لم أرسم على تلك الجدران والكراسي
ياريتني ياريتني لم افعل ما أغضب أبي ياليييييييييييتنيييي
----------------------
انظروا ماذا فعل غضب دقائق او ساعه أو يوم
ظلم يعقب ظلم
وبالنهاية هذه ستكون العواقب
وكم من قصص مأساوية مثل هذه القصة وكم من غضب أورث ندم وحرقه على أنفسنا بالمرتبة الأولى ثم على فلذات أكبادنا
لماذا أنتزعت تلك الكلمة أو ذلك المعنى من قلب بعض الأشخاص وهي ( الرحمة ) الرحمة التي يجب أن تكون بقلب كل إنسان وبكل وقت أو تحت أي ظرف ,,,,
لماذا أصبحنا عبيدا ً للغضب وللظلم ,,
نعم ظلمممممممم ,,,
نعم سأطلق عليها تلك الكلمة القاسية لأن الغضب سيولد ظلما ًعلى أقرب الناس إلى قلبك أو محبيك , فقد صدق الصادق المصدوق عندما حذرنا من الغضب ...
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : " أوصني " ، فردّد ، قال : ( لا تغضب ) رواه البخاري .
وبهذه الكلمة الموجزة ، يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطر هذا الخلق الذميم ، فالغضب جماع الشر ، ومصدر كل بليّة ، فكم مُزّقت به من صلات ، وقُطعت به من أرحام ، وأُشعلت به نار العداوات ، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم .
إنه غليان في القلب ، وهيجان في المشاعر ، يسري في النفس ، فترى صاحبه محمر الوجه ، تقدح عينيه الشرر ، فبعد أن كان هادئا متزنا ، إذا به يتحول إلى كائن آخر يختلف كلية عن تلك الصورة الهادئة ، كالبركان الثائر الذي يقذف حممه على كل أحد .
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء : ( اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا ) رواه أحمد ، فإن الغضب إذا اعترى العبد ، فإنه قد يمنعه من قول الحق أو قبوله ، وقد شدّد السلف الصالح رضوان الله عليهم في التحذير من هذا الخلق المشين ، فها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : " أول الغضب جنون ، وآخره ندم، وربما كان العطب في الغضب " ، ويقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما : "مكتوبٌ في الحِكم: يا داود إياك وشدة الغضب ؛ فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم " ، وأُثر عن أحد الحكماء أنه قال لابنه : "يا بني ، لا يثبت العقل عند الغضب ، كما لا تثبت روح الحي في التنانير المسجورة، فأقل الناس غضباً أعقلهم "، وقال آخر : " ما تكلمت في غضبي قط ، بما أندم عليه إذا رضيت ".
فلاتغضب أيها الانسان الضعيف
لا تغضب
لا تغضب
لا تغضب
اتمنى أن يتعظ كل قلب يرى أن به ولو قليلا من غضب
@ اللهم أنر قلوبنا وعقولنا إلى ما فيه صلاح أنفسنا وصلاح حالنا وما فيه رضاك عنا يا أرحم الراحمين @
أمين
مناااااااااااوي @mnaaaaaaaaaaaoy
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️