جنوبيه

جنوبيه @gnobyh_1

عضوة نشيطة

قصه واقعيه من يسمعها يظن انها من نسج الخيال

الملتقى العام

مثل هذا اليوم من سنة 1415 هجرية, الجمعة 23 جمادى الأولى, كنت في طريقي إلى السوق حيث يعمل والدي, رجل سليمة والأخرى عرجاء ويد نصف سليمة والأخرى معاقة وقلب سليم صحيح بريء عمره خمسة عشر ربيعا يحمل الكثير من الحلم والطموح والبراءة والأمل.


مر بي شخص في سيارته, شخص من نفس الحي الذي أقطنه, وعرض علي أن يوصلني إلى أبي, وبحكم سني وحالتي ومعرفتي به .. ركبت معه.


وفي الطريق قال لي أنا مضطر أن أعرج على منزلي لآخذ غرض مهم, قلت له لا مشكلة, ثم وقف بنا أمام منزل ودخل قليلا ثم عاد وقال سيستغرق الغرض دقائق حتى يجهز هيا ننتظر بالداخل ونشرب القهوة!


دخلنا .. وإذا بإثنين آخرين!!
جلسنا قليلا ثم قلت له هيا بنا يا فلان ألم يجهز الغرض بعد؟
قال الآن الآن!


حتى تلك اللحظة لم يكن يخطر ببالي شيء ولم أكن أعلم معنى الغدر والشر!


إقتربوا مني ثلاثتهم بشكل غريب مريب, قلت ماذا هناك؟
قالوا نريدك!
قلت ماذا تريدون؟
قالوا نريد شرفك وكرامتك ورجولتك!!!
قلت خسئتم وخسئت دنياكم ثم خرجت هاربا في أرجاء المنزل وهم يلاحقونني مستغلين ضعفي وإعاقتي!


كانوا قد أوصدوا الأبواب ولم أجد سبيلا إلى الخارج, إقترب مني أحدهم وأمسك بي فطعنته عدة طعنات بسكين كانت في يدي, لم أشعر حينها بضعف أو إعاقة بل بقوة هائلة لا أعلم مصدرها!

سقط على الأرض مضرجا في دماءه وفر الآخران بعدما رأوا المشهد فاتحين لي طريقا للخروج!

إنطلقت مسرعا إلى الخارج لا أرى شيئا سوى سواد الدنيا, ركضت وركضت ووقعت وقمت وبكيت وضحكت حتى وصلت البيت في حالة يرثى لها.

وبعد خمس ساعات حضر أفراد البحث الجنائي إلى البيت وأخذوني بصحبة عمي إلى قسم شرطة الفيصلية!

مكثت هناك إلى يوم الأربعاء حيث نقلوني إلى دار الأحداث في أبها, قضيت فيها خمس سنوات تم استدعائي خلالها ست مرات إلى المحكمة, حضرها جميعها وكيل المقتول مطالبا بالقصاص في كل مرة وكان رد القاضي عليه ليس هناك قصاص فقد قتله دفاعا عن النفس والشرف, قال الوكيل نريد حكم الشرع فرد القاضي لك ذلك.

وفي شعبان 1420 تم نقلي إلى سجن أبها العام حيث مكثت سنتين ثم نقلوني إلى سجن نجران العام في شوال 1422 .. ولا زلت هناك.

اليوم أكمل ستة عشر عاما في السجن مليئة بما تعجز الصفحات عن احتوائه, لا أعلم شيئا عن العالم الخارجي سوى ما أسمعه عنه, قضيت مراهقتي وشبابي خلف الأسوار الشاهقة بعيدا عن أمي وأبي وإخوتي وأهلي حامدا لله وشاكرا له وصابرا على قضائه, فهو من شرع للإنسان حق الدفاع عن نفسه وشرفه وكرامته.

أحب الحياة وأحب الناس وأحب الخير للجميع.

ملف القضية الآن موجود بين يدي سمو أمير المنطقة الأمير الإنسان بن الملك الإنسان والذي هو أملي بعد الله.

ورسالتي إلى ذوي المقتول:

ماذا لو كان إبنكم في مكاني تلك الليلة؟ ماذا كنتم تريدونه أن يفعل؟

محمد بن علي القحص آل هتيلة



فزعتك ياخو نوره .. فزعتك يابو متعب .. فزعتكم يااهل الخير
2
604

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الياسمــــــــــن
والله انا انقهر لما الواحد يدافع عن نفسة ومع كذا يحبسونة ويبون يقصون به احكام غريبة الله يفرج كربتة
ام ليـــ an ـــان
لا حول ولا قوة الا بالله