قصه وفاة والدى الحزينه الذى كتبها اخى

الحمد لله مقدر الأقدار القائل في كتابه ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) .صدق الله العظيم
في صبيحة يوم الاثنين الموافق 2/8/2010م، توفى الله أبي الحبيب بعد أن كان مريضاً منذ سنوات بمرض داء السكري أعاذنا الله وإياكم منه ، ولقد تعب رحمه الله من المرض وبذلنا أسباب العلاج بأنواعه، ولكن إرادة الله وحكمته قضت بموته رحمه الله، ولعل الله تعالى أراد أن يجازيه في الدنيا فيبتليه ليكفر عن ذنوبه فيلقى ربه بلا ذنب يحاسب عليه، وإنما يبتلى المرأ على قدر إيمانه … فرحمه الله وغفر له .. حيناً أراه يذكر الله، وحيناً يأخذه التفكير بعيداً وحيناً يرفع يديه إلا السماء ويردد ” ربي أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ” ولا أتمالك نفسي إلا وأبكي لدعائه ولحاله ، كيف كان يعيين الناس ويقف بجانبه ولم يستريح حتى يسد حاجة من سأله واليوم لا يستطيع أن يطعم نفسه من التعب .. عز علي رؤيته بهذه الحال وتجلت لي في هذه الأيام مواقف وعبر وكأني اختبرت حياةً غير حياتي وتجارباً غير تجاربي .. رأيت القريبين منا والبعيدين يزورنه كل يوم ، ومنهم من يدعوا له ومنهم من يقرأ عليه ومنهم من يبكي عنده ومنهم من يقبل يده ومنهم من يقبل رأسه، فقدت يا أبي رحمة الله عليك.
وعدت لمدونتي وأنا حزين القلب والمشاعر، وكل حرف مني يبكي الفراق المفاجئ، فأبى قلمي أن يسكت وأبت دموعي أن تكف آه و آهات أحس فيها تخرج من قلبي نعم أشتاق إليه نعم أحس بغيابه الكبير في حياتي أحس أني لازلت افتقده لازلت احن له لازلت احتاج لحنانه لن أنسى لحظة وجوده على فراش المرض مغمض العينين فكم تعذب وكم تألم بسبب الغرغرينة والسكري، الحمد لله في الأولي وفي الآخرين، الحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لعظيم وجهه وجليل سلطانه، الحمد لله على ما أعطى والحمد لله على ما أخذ ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
رغم أن الموقف مثخن بجراح الحزن والنفس منكسرة لفراق أبي والمقام لا يتسع في هذه الأثناء إلا لتقبل أنبل الدعوات الصادقة في مصابنا الجلل من محبيه بأن يتغمد الله أبي بمنه ورحمته وكرمه, فالذهن شارد والخيال يسرح في فيافي الذكريات مستعيداً شريطاً طويلاً من صفحات الماضي الموسومة بعفوية وصدق أبي رحمه الله في محطات متعددة من حياتنا كان فيها نعم الأب والخل الوفي، أبي افتقدك افتقد كلامك افتقد كل شي فلن يكفيك أن أظل طول عمري أدعو لك بالرحمة والمغفرة، ولن تكف دموعي ولن تجف فأنت هنا هنا يأبي في قلبي أبي لم يشفع مرور السنين على نسيانك مازلت أتذكرك وأنت تجلس على سجادة الصلاة تصلي وعندما تنتهي ترفع يديك إلى السماء وتدعوا لنا مازلت أتذكر لحظة دخولك للبيت وفرحتنا بقدومك وتجمعنا، رحمك الله يا والدي رحمة واسعة، وما كنت احسب أني سأكتب يوما بهذا الاتجاه ولهذا الحدث بل أني لازلت أحيانا أهم بطلب الاتصال على والدي رحمه الله، ولكن حال دون ذلك، أبي لازلت في عيني وفي قلبي وفي كل ذكرياتي تركت لي ذكرك الطيب وتركت لي كل ما يتمناه الابن من أباه بل أكثر كنت والدا وأخاً كنت حبيبا وصديقاً كنت شامخاً كنت رحوما للصغير والكبير، قلبك الكبير أحب الجميع وأحبه الجميع رحمك الله وغفر ذنبك واسكنك فسيح جناته، رحمك الله يا أبي وأنزلك جنة الفردوس نزلاً مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا … وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فاللهم احبه كما أحبك وارحمه وأرضى عنه وأسكنه فسيح جناتك، وأنت يا رب ارحم الرحمين ..وبعد موته دفن رحمه الله وتوافد الناس على دفنه في المقبرة رحمك الله أبي رحمة واسعة وجمعنا معك في عليين .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
واسكنه فسيح جناته
وغفر له وأوسع مدخله
وانعم عليه الفسحة والنور
اللهم ارحمه بواسع رحمتك
واغفر له واسكنه فسيح جناتك
اللهم أغفر له و أرحمه
وأسكنه فسيح جناتك
وأجعل قبره روضه من رياض الجنة
وأسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه ويكرم نزله ويوسع مدخله وأن يجازيه بالحسنات إحسانا وعن السيئات عفوًا وغفرانا .. وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ..
وأن يخلف عليه بدار خير من داره وأهل خير من أهله .. اللهم آمين
رحم الله موتانا وموتى المسلمين
حفظكم الله جميعاً
ولا أراكم مكروهاً
في آبائكم وأهليكم وأحبابكم
إنه سميعٌ قدير
،’،
اللهم أحفظ آباء المسلمين وأبنائهم
وآمن روعاتهم
الرجاء منكم الدعاء له بالرحمة والمغفرة
أتمنى من كل من يقرأ هذه الكلمات أن يقرأ الفاتحة على روحه الطاهر