قضية الانتسااااب... الخبر الأكيد

المحكمة الإدارية تحدد مارس المقبل جلسة مفصلية لتعيين طلاب الانتساب

المنتسبون حصلوا على درجات أعلى من طلاب الانتظام في المفاضلة


قضية طلاب الانتساب على طاولة القضاء السعودي («الشرق الأوسط»)
مكة المكرمة: طارق الثقفي
تسبب رد محامي وزارة التربية والتعليم القاضي بعدم علمه في تقديم خطاب اعتذار من قبل مسؤولي لجان المقابلة للمنتسبين في دفع قاضي النظر في القضية نحو تحديد جلسة مفصلية في الثالث من مارس (آذار) المقبل، بغية الفصل في النزاع في حال عدم تقديم وزارة التربية والتعليم مستندات رسمية تثبت أحقية دفاعهم في عدم تعيين المنتسبين.
وشهدت أروقة المحكمة الإدارية رحى جلسة ترافع فيها محامي وزارة التربية والتعليم، ومحامي المنتسبين، أمام القاضي الذي أبدى استغرابه من رد محامي التعليم الذي برر عدم قبول خريجي الانتساب بأنهم لم يدخلوا اختبارات المفاضلة أساسا، بحجة أن التبرير أتى معاكسا لما ذكر في لائحة الدعوة المقدمة من المنتسبين بأنهم خضعوا إلى اختبارات المفاضلة، بل واجتازوها بتفوق، وبنسب أفضل من بعض الخريجين المنتظمين.

ورد القاضي على محامي التعليم بعد أن اتهم وزارة الخدمة المدنية في التسبب بعدم تعيين خريجي الانتساب، بأن وزارة الخدمة المدنية رشحتهم من قبل، ووزارة التربية والتعليم هي من رفضتهم، بتقديمها لخريجي الانتساب خطاب اعتذار من قبل مسؤولي لجان المقابلات الشخصية، والتي تتضمن بأن سبب عدم قبولهم أنهم يحملون مؤهلات عن طريق الانتساب، وهو ما اعترض عليه المحامي بقوله إنه لا يعلم عن خطاب الاعتذار شيئا، مما حدا بالقاضي تزويده بنسخه من هذا الخطاب، على أنه في الجلسة المقبلة لا بد على وزارة التربية والتعليم تقديم مستندات رسمية تثبت عدم أحقية المنتسبين بالتعيين وإلا فسوف يصدر حكمه في هذه الجلسة. يشار إلى أن القاضي بعث بخطاب استفسار إلى وزارة الخدمة المدنية، عن سبب استبعاد المنتسبين من التعيين، رغم ترشيحهم من قبل الوزارة، وتظلم المنتسبين لدى ديوان المظالم، ولم يتم الرد على خطاب الاستفسار، وهذا الأمر يعد مخالفة للأوامر الملكية القاضية بضرورة الرد والتجاوب مع القضاء.

يشار إلى أن قضية عدم تعيين خريجي الانتساب قد بدأت منذ أكثر من عام، حيث حفلت بالكثير من الجلسات القضائية، بعد أن رفع المنتسبون دعاوى كثيرة في عدة مناطق في السعودية، محتجين على عدم تعيينهم أسوة بنظرائهم خريجي الانتظام، حيث إن تبريرات وزارة التربية والتعليم لم تقنعهم، خصوصا أنهم استشهدوا بوزراء ومسؤولين في الدولة وصلوا إلى مناصبهم الرفيعة من خلال الانتساب، وهذا الأمر مدعاة إلى أنهم مؤهلون بل أكثر من ذلك، حيث إنهم تجاوزوا اختبارات المفاضلة، بنسب أعلى وأفضل من نظرائهم خريجي الانتظام، وهو ما اعتبروه ردا واقعيا على وزارة التربية والتعليم.

وأبدى خريجو الانتساب استغرابهم، في مسألة تعيين الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، وكذلك وزارة الدفاع والطيران، لبعض من المنتسبين لديها كمعلمين، على الرغم من أن اشتراطات تلك الجهات أصعب من اشتراطات وزارة التربية والتعليم، وعلى الرغم من ذلك تم تعيينهم، مطالبين في ذات الوقت بأن يتم إنصافهم.

وقال جمعان الغامدي، أحد خريجي الانتساب، المتحدث عن الطلبة المطالبين بحل معضلتهم في التعيين، إنه أصر على استكمال تعليمه للحصول على شهادة البكالوريوس، وحين تقدم لوزارة الخدمة المدنية للالتحاق بالوظائف التعليمية، فوجئ برفض شهادته كونه حصل عليها انتسابا، وأن التربية والتعليم لا ترغب في تعيين خريجي الانتساب سوى تخصص اللغة الإنجليزية.

وأضاف الغامدي، أنهم تقدموا بعدة خطابات إلى جهات مسؤولة وجمعيات حقوقية، أملا منهم في معالجة وتحسين وضعهم، خصوصا أنهم قضوا سنوات عدة في الدراسة، وعدم حصولهم على الشهادة، ثم يفاجأون بتعسف وزارة التربية والتعليم في حقهم، وعدم مساواتهم بإخوانهم خريجي الانتظام، الذين لا يمتازون عنهم في شيء.

وأشار الغامدي إلى أن جميع طلبة الانتساب خضعوا إلى اختبار القياس، وتجاوزوه بينما يوجد عدد من طلاب الانتظام لم يجتازوا الاختبار، وهذا دليل على مدى أهلية طلاب الانتساب في التشرف بالتعيين معلمين أسوة بغيرهم، خصوصا أن هناك عددا من طلاب الانتساب خضعوا إلى دراسة دبلوم التربية الخاصة بانتظام لمدة سنتين، وسوف تذهب شهادتهم الجامعية مع شهادة الدبلوم سدى، ما لم تتدخل الجهات المسؤولة لحل معضلتهم مع التربية والتعليم.

وقال الغامدي «تقدمت بخطاب إلى وزارة التربية والتعليم، نطالب فيها بالنظر في موضوع تعييننا، وأن شرط الوزارة في التعيين، أن يكون الطالب منتظما، مجحف، ومصادرة لحقوقنا وآمالنا وطموحاتنا، فإذا كانت التربية والتعليم لا تريد تعييننا فلم سمحت لنا بالدراسة. وحفظ الخطاب في أدراج التربية والتعليم منذ ستة أشهر، ولم ترد على مطالبنا، الأمر الذي جعلنا نتقدم إلى جهات أخرى مسؤولة وحقوقية علّها تنصفنا في مطالبنا».

حسبي الله ونعم الوكيل