لكل شيء في هذه الحياة ثمن..
إلا "الصداقة" .. فإن ثمنها الوحيد هو "الوفاء"..
فإذا سقط "الوفاء"..
وتحولت "العلاقة الإنسانية" إلى "مزاد" لمن يدفع أكثر.. لمن يجتذبنا أكثر.. لمن يدغدغ مشاعرنا أكثر..
لمن يستهوينا أكثر..
فإن هذا المزاد يكون "رخيصاً" بكل المقاييس..
وعندما ترخص الصداقة إلى هذا الحد..
ويتحول أحد طرفيها عنها..
ويبدأ في رحلة تجارب جديدة.. وفقاً لمقاييس "الأكثر" و"الأفضل" و"الأقرب" إلى تحقيق الراحة..
وتبني الأحلام..
فإن صداقة هذا النوع "العابث" من البشر تصبح"رجساً" لا يجب تحمله.. أو الاحتفاظ به.. أو الحرص عليه..
والأصدقاء الأوفياء لبعضهم البعض..
والأصدقاء الذين يخلصون لبعضهم البعض..
والأصدقاء الذين تجمعهم الكثير من المشتركات.. وإن أصاب صداقتهم بعض الملل أوالفتور أو الخلافات العابرة، يظلون مدينين لسنوات العمر التي جمعتهم.. وغير مستعدين للتضحية بتاريخ صداقاتهم الطويل.. ثمناً لأعراض دنيوية أو مغريات "هلامية" أو قوة جذب "سرابية" أو ثمناً لوعود لا تلبث أن تموت وتتلاشى..
ذلك - فقط - يحدث لدى من تحكم القيم والأخلاقيات والثوابت الإنسانية علاقتهم..
وتكيّف تصرفاتهم.. وتوجه قراراتهم..
أما الذين يبيعون عقولهم.. وقلوبهم.. وكرامتهم "للهواء"..
أما الذين يمارسون الصداقة.. وكأنها نوع من السياحة.. والاستكشاف.. والتغييرالمستمر..
أما الذين يخطف عقولهم المال.. أو الرغبة.. أو الأحلام والأوهام..
فإنهم لا يستحقون تسميتهم بالأصدقاء..
ولا يمكن الثقة بهم.. أو الاعتماد عليهم.. أو التعامل معهم "بخصوصية" متناهية.. إذ أن علاقتهم بالمكان.. والزمان.. والإنسان.. تظل مؤقتة.. تماماً كمن يستأجر "شقة" هذا اليوم ليتركها بعد فترة وجيزة من الزمن إلى شقة أخرى..
ليس شرطاً أن تكون الأفضل.. أو الأنسب في كل الأحوال..
والذين يغيرون أصدقاءهم.. كما يغيرون ملابسهم..
والذين يتغيرون في طبيعتهم.. أو في التعبير عن "مكنوناتهم" النفسية بصورة مؤذية لمشاعر أصدقائهم.
والذين يتصفون "بالتقلُّب" المفاجئ في مواقفهم.. وأحاسيسهم.. واختياراتهم.. دون حساب.. أو تفكير..
أو "خجل" حتى من أنفسهم.. يصبحون غير جديرين باحترامنا.. وبمودتنا.. وتضحياتنا الكبيرة والمتواصلة من أجلهم..
وسوف يأتي اليوم الذي يكتشفون فيه.. بعد سياحتهم في كل الأرجاء.. والاتجاهات.. على مختلف المستويات.. أنهم فقدوا الكثير.. وكسبوا اللحظة فقط..
فقدوا آدميتهم..
وفقدوا كرامتهم..
وفقدوا ثقة الآخرين بهم..
وفقدوا الاستقرار..
وفقدوا الأقربين.. والأبعدين..
لأن أحداً لا يمكن أن يأمن جانبهم.. أو يعوّل عليهم.. أو يطمئن لهم..
فمن يبيع قلبه اليوم..
ويبيع عقله غداً..
ويبيع إنسانيته بعد غد..
كيف يكون حفيلاً بالثقة ..
وقانا الله وإياكم شرور.. وآثام.. وخطايا هذا النوع من البشر.. ونحمد الله سبحانه وتعالى أن "عافانا" منهم.. وأبعدنا عن طريقهم..
.......
:
(تخطئ مشاعرنا في بعض الأحيان.. في اختيار من لا يستحقون.. على حساب من يستحقون).
.......
من زاوية د. هاشم عبده هاشم
ناشرة دواء السنة @nashr_doaaa_alsn
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️