"جيتـــــارا @quotgytara
كبيرة محررات
قـــلوب خائـــفة ( رأيتها بعيني )
قلوب خائفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحبة جميعا
هذه صور من قلوب ... رأيتها بنفسي سمعت كلماتها بأذني .. مازال بيننا أناس فيهم من الخير الكثير .. لم ينقطع الخير بذهاب الرعيل الأول ... ( اشتقت لأخواني ) .. نعم هناك أخوة بيننا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... اشتاق لهم ... مشتاقين إليه ... جميعنا بإذن الله فينا من الخير الكثير .. ولكن .. نحتاج فقط .. كلمات .. تذكرنا .. تثيرنا .. تحثنا على الخير
(وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
قلوب خائفة
كانت الساعة حوالي الحادية عشر ليلا ..في متجر سيتي ماكس الشهير .. حين رأيته ومعه مجموعة أطفال .. أيقنت منذ النظرة الأولى أنهم ليسوا بأطفاله .. لون البشرة .. الملابس الرثة للغاية .. علامات كثيرة تجعلني اجزم أنهم إما أيتام أو فقراء قد أحضرهم إلى هنا
رغم ذلك توجهت إليه مباشرة لعلمي انه حتى البارحة كان يرقد على السرير الأبيض في المستشفى .. فقد زرته بنفسي .. سلم علي وسألته عن صحته فقال بخير ولله الحمد
فجأة لاحظت يده اليسرى .. ويالهول ما لاحظت .. إنها الإبرة التي يوضع فيها المغذي .. ولا يتم نزعها حتى يخرج المريض من المستشفى .. وتبقى في يده حتى يتم تغيير المحلول بإستمرار وبسهولة ودون الحاجة لوضع الإبرة من جديد .. فسألته .. ما هذا
فقال .. خرجت ونسيت أشيلها
نظرت إليه متعجبا .. معقول !!! .. نسيت !!! ... غير معقول .. إذا أنت نسيت .. الممرضات لن ينسوا
فقال وكأنني أحرجته للغاية ... بعدين أقول لك
قلت ... والله ما اسيبك حتى تخبرني
فقال .. خلاص ... روح الحين .. الله يرحم والديك ... و تعال زورني في مستشفى عرفان العام في نفس الغرفة بعد ساعتين ... انا ماني فاضي الحين .. وماني قايل لك أي كلمة زيادة
قلت خير
بعد ساعتين .. كان الوقت متأخرا ... بعد ساعتين ... كان بلغ بي القلق والحيرة حدا لا يوصف ... فهو صديق عزيز وما رأيته يكفي لإثارة ألف سؤال في ذهني
كنت هناك على الموعد .. ودخلت إليه وكان يرقد على السرير الأبيض .. والمغذي موصولا على جسده وتبدو عليه أمارات الإعياء الشديد
قلت له .. الحين تعلمني وإلا هي آخر ما بيني وبينك .. الله يهديك .. ويش سويت في نفسك
قال و التعب يبدو واضحا في صوته ... وما اشد ما قال
اتصل بي احد الزملاء وحدثني عن عائلة هؤلاء الأطفال ... ولا يعلم انني في المستشفى ولا اريد احد ان يعلم ... حتى لا يصل الخبر لوالدتي فتجزع أو يشتد بها القلق فأحمل أثم ذلك .. وكنت أريد أن أزورهم حين أخرج .. ولكنه قال لي بالحرف الواحد .. تكفى الحقهم يا فلان .. أنا في جده الآن و حسب ما سمعت ... حتى العشاء يمكن ما عندهم اليوم
جلست أتقلب على السرير .. العشاء أمامي .. وفي نعمه كبيرة ( لاحظوا كيف يحمد ربه على المرض ) ... وغيري لا يجد العشاء في بيته .. ماذا سأقول لربي لو سألني .. صحيح ليس على المريض حرج .. ولكن إلى أي درجة يجب أن يكون المرض ... لعل ربي ينظر إلي ويقول .. يا عبدي من آخرك عن الأيتام .. أما علمت .. أما علمت
لعل الأطفال يشعرون بالجوع ... لعل امهم تدعو ... يا رب افرجها ... تذكرت حديث الرسول صلى الله عليم وسلم ( من يشتري بئر رومه وله الجنه ) ... تخيلت وقلت ... لعل الله يقول ... من لهؤلاء في هذه الليلة وأنا أدخله الجنة
فانتفض جسدي ... وطلبت من الممرضة أن لا تدخل الغرفة لأنني سوف أغير ملابسي .. ونزعت المغذي ولبست ثوبي ... ثم هربت من المستشفى وأنا أقول قولة موسى عليه الصلاة والسلام
( وعجلت إليك ربي لترضى )
ذهبت واشتريت كل ما يحتاجه البيت من طعام وفرش .. ثم نظرت إلى الأطفال وملابسهم الرثة وقلت .. وعزة ربي وجلاله لا يبيتون إلا وملابسهم مثل ملابس أطفالي ..فأخذتهم إلى هناك ... حيث رأيتني
فقلت له ... وما أعجلك ... لو انك اتصلت بي فكفيتك ... أو جعلتها حتى الغد فقال
( إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا )
قلوب خائفة
اتصل بي وقال ... يا بوعبدالمجيد تعرف بيت فلان الفلاني .. قلت إيه اعرفه
فقال دلني عليه
فقلت ... والله صعب لأنه وسط حارة ومشوار بعيد .. لكن لو حبيت أروح معاك
فرد قائلا ... طيب سوف امر عليك بعد صلاة العشاء وانتظرني
ذهبت معه إلى ذلك المنزل والذي تقطن فيه أسرة من أفقر الناس ... وبعد أن أنزلنا كافة احتياجات ذلك المنزل وداعبنا أطفاله وركبنا في طريق العودة وإذ بصاحبي يترقرق الدمع من عينيه
سألته ... خير يا فلان ؟
فقال ... حاسس أن عملي غير مقبول ومردود علي
سألته ليش ؟؟؟
فقال ... ويش خلاني بس أخذك معي ... والله إني غلطان
قلت ... لأنك ما تعرف العنوان ولو أوصفه لك لبكره ما كنت حتدله
فقال .. لا .. يمكن لو اجتهدت كنت لقيته .. أكيد إني منافق .. أكيد أن العمل غير مقبول .. وما كان لازم اخلي الأطفال يشوفوني ... أكيد كنت أريد أن يثنوا علي
قلت ... يا أخي أرفق بنفسك .. هذا كلام إبليس
فقال .. ما أظن ... أكيد نيتي سيئة وعملي غير مقبول ... بدور لي شغله ثانيه هالليلة مالك شغل فيها .. وأنت الله يجزاك كل خير بوديك البيت
جلست أفكر في هذا الشخص العجيب .. غيره يفتخر .. سويت كذا وسويت كذا .. فيسأل الله بعمله الذي وفقه الله إليه .. ولا يسأله برحمته وعظيم مغفرته ... بينما هذا الشخص يشك في عمله انه غير مقبول ومردود عليه لمجرد أني دريت
(و الذين يؤتون ما أتوا و قلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )
قلوب خائفة
كنا ثاني ايام عيد الأضحى الماضي في مخيم لقضاء أجازة العيد ... ( بعيدا عن البلد بأكثر من مئة كيلو) ... وبعد صلاة العصر وبينما كنا في إنتظار طعام الغدا .. فإذا به يقف فجأة ويصرخ
لا حول ولا قوة إلا بالله
سألناه .. خير .. ويش فيك
قال .. نسيت رجال مواعده ضروري
قلنا خير ... اتصل فيه وريح نفسك
فقال .. ابدا ما ينفع .. عنده ظرف جدا مهم
قلنا يا ابن الحلال .. اجلس طيب تغدا .. وبعدين روح
قال ... ابدا والله لازم اروح الحين الرجال ظرفه حياة او موت .. وأنا وعدته اكون عنده قبل صلاة المغرب وماني رايح اخلف وعدي ابدا
قلنا طيب ولا يهمك .. بنحط غداك على جنب
ذهب .. وغاب طويلا .. ثم عاد بعد صلاة العشاء متهلل الوجه .. يبدو عليه السرور .. فقلت في نفسي .. خير إن شاء الله .. آخر الليل باعرف الموضوع
انتحيت به جانبا .. وقلت له .. ودي اسألك عن شئ بس اخاف تكذب
نظر إلي قائلا .. الله يسامحك .. مثلي يكذب !!!
قلت طيب ... اسألك بوجه الله تجاوبني بصراحه
فقال .. ابشر
سألته وين رحت اليوم .. ويش سويت ؟؟؟ .. سالفة صاحبك وحياة أو موت ما دخلت راسي ابدا .. حتى الغدا ما جلست معنا
زعل .. وقال .. ما أتفقنا انك تسألني عن هذا الشئ
قلت .. ويش خسران ... إن كان خير دليت الناس عليه وسوينا مثلك ولك الأجر إن شاء الله .. وما أعتقد انه شر ولا ما كان وجهك يبان فيه الفرح
تهلل وجهه وكأنني ذكرته فقال أعلمك بس .. اسمي لا يطلع
قلت .. هذا وعد وعلى هالخشم
يقول ... كنا جالسين العصر الغدا على النار وفرحانين بالعيد ... تذكرت قوله تعالى ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) .. والله خفت لأني أدري إنه وعد حق
راح تفكيري في المحرومين من العيد ... جلست افكر .. بكره اروح ازور إلي في المستشفى .. بعدين قلت لا .. كل أهل الخير يزوروا المستشفى ... وين اروح ...وين اروح .. وما جاء في بالي غير مركز التأهيل الإجتماعي .. ( يضم أطفال معاقين وكبار السن من العجزة ) .. وقلت خلاص على بركة الله .. إلا وشويه جلست أفكر .. طيب وليه بكره !!! اليوم ثاني العيد .. وبكره بتروح حلاوة العيد .. قوم الحق وفرحهم عسى الله يفرحك دنيا وآخره
يقول .. رحت لمحل أبو عشرة .. واشتريت كمية طيبة من الألعاب .. وبعدين على محل حلويات واشتريت ما يكفي من الكراتين .. وعلى المركز مباشرة
قضيت الوقت كله هناك مع الأطفال المعاقين .. نمزح ونضحك وسواليف ما حصلت ابدا .. وصليت بيهم امام لصلاة المغرب .. والله يا بوعبدالمجيد أجمل صلاة صليتها في حياتي .. بعضهم يضحك وبعضهم ماسك الحلاوه يأكل فيها وسط الصلاة ... بس تحس ان الله عز وجل ينظر لنا راضي
تمنيت لو كنت مكانه .. أترك الغدا .. واصحابي وأهلي وجماعتي في يوم العيد لجل ادخل الفرحة على هؤلاء .. تمنيت حتى لو اني كنت معاه ... تمنيت لو حتى إني كنت في صف الصلاة خلفه
سألته حتى أذهب بعيدا عن هذه الأماني .. كنت خليتها لبكرة .. ولا بعد العشاء واروح معاك
قال ... بغيت اخليها لبكرة بس والله خفت
سألته خفت من ايش ؟؟؟
فقال
( يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار )
...
منقول من شريط دمعة من هنا ودمعه من هناك لاابرهيم المرواني
49
3K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جداجدا رائعه واثرة فيني
يعطيك العافيه يارب