قوات الاحتلال الصهيوني تغتال براءة الأطفال بأسلحة محرمة دوليا
إعداد/ خالد بن رمضان
لا تتركونا نموت بالدخان الأبيض... لم تتمكن الطائرات الصهيونية من قتلنا بالصواريخ؛ فلجأت لتلك السحب البيضاء (الفسفور الأبيض) لقتلنا خنقا".
هكذا يوجه أطفال غزة استغاثة( لزعماء الدول العربية) والمنظمات الحقوقية، وبصوت متقطع يملؤه الرعب، يواصل الأطفال استغاثتهم: "تحركوا من أجل أطفال غزة... ناشدوا منظمات حقوق الطفل... وقولوا لهم نحن أطفال لا قيادات إرهابية.
بنبرة يغلفها الخوف والهلع يقول طفل غزة: "نخرج إلى الشارع لنجد السحب البيضاء التي تصيبنا باختناق وتشنجات... بينما أجساد بعضنا تظهر عليها حروق وإصابات لا نعرف سببها".
ويضيف طفل غزة : "الأطفال تصرخ من الألم.. لا نعرف ماذا نفعل.. لا تتركونا نموت... أرجوكم... أوصلوا صرخاتنا إلى منظمات حقوق الإنسان والطفل... أيقظوا ضمير العالم وأوصلوا صوتنا وقولوا لهم هذه أصوت أطفال فلسطين لا يحملون سلاحا، ...أطفال غزة يريدون العيش فلا تقتلوهم".
إباحة قتل النساء والأطفال
وقد دعا مجلس الحاخامات الحكومة الصهيونية إلى إصدار أوامرها لقتل المدنيين في غزة، مشيرا إلى أن "التوراة" تجيز قتل الأطفال والنساء وبقتل المدنيين الفلسطينيين بصفتهم موالين للعدو وذلك حسب ما تنص عليه "التوراة".
أطفالنا قربان الانتخابات
وقد نبه الأخ القائد" معمر القذافي " قائد القيادة الشعبية الإسلامية العالمية يوم 27 الكانون ديسمبر 2008 مسيحي ، قائلاً: في عام 1996 مسيحي كانت هناك انتخابات (إسرائيلية) فقام / بيريز/ بارتكاب مذبحة قانا في لبنان، قتل فيها مئات من الأطفال والنساء والشيوخ حتى يفوز / بيريز/ في الانتخابات، ويشن( الإسرائيليون ) الحرب على غزة هذه الأيام، لأن هناك انتخابات (إسرائيلية) قادمة، أطفال العرب قربان للانتخابات (الإسرائيلية)، أطفالنا يصبحون قرباناً على مذبحة الانتخابات (الإسرائيلية)، هذه يجب أن يفهمها العرب.
استهداف الأطفال بصورة مقصودة ووحشية
ومن جهتها أكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية استشهاد 335 دون الثامنة عشرة من العمر في قطاع غزة جراء الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
وقالت: قوات الاحتلال الصهيوني تستهدف الأطفال بصورة مقصودة ووحشية، ضاربة بآلتها التدميرية كل معاني الإنسانية، الأمر الذي ترتب عليه استشهاد 410 طفل برئ حيث خطفتهم آلة الحرب الصهيونية بوحشية وبدم بارد، وإصابة 1497 طفلاً بجروح جراء قصفهم بصواريخ طائرات /أف 16/ ، وشظايا قذائف الدبابات والمدفعية وقذائف القنابل الفسفورية المحرمة دولياً.
وأشارت الوزارة إلى التأثير النفسي على الأطفال جراء العدوان، وما يتركه من ظلال ثقيلة ومرعبة عليهم، حتى وان لم يقتلوا أو يصابوا بالإعاقات الدائمة.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والإنساني، بالعمل على إلزام قوات الاحتلال الصهيوني بوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني وأطفاله ومؤسساته، والعمل على محاسبتها دولياً ومحاسبة 'قتلة الأطفال عبر تقديمهم إلى المحاكم الدولية".
ضرب مدارس "الاونروا"
وفي واحدة من أخطر الهجمات التي تطال المدنيين أكدت مصادر إعلامية انه قتل 40 شخصاً على الأقل غالبيتهم من الأطفال نتيجة قصف الطائرات الصهيونية لمدرسة تابعة لوكالة غوث اللاجئين "الأونروا" بقطاع غزة.
وأكد مسئولو المنظمة الدولية أن قوات الاحتلال الصهيوني كانت تعلم أن مئات الفلسطينيين لجئوا إلى المدرسة للاحتماء بها من المعارك.
وقد اعتبر منسق الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية أن عمليات القتل في مدارس "الاونروا" تؤكد حقيقة مأساوية بأن المدنيين في غزة غير آمنين لا في منازلهم ولا في ملاجئ الأمم المتحدة.
انتهاك حقوق الإنسان
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الأنشطة الإنسانية إن قوات الاحتلال الصهيوني قتلت يوم الأحد الماضي في عملية قصف كبيرة ثلاثين مدنيا من بين 110 فلسطينيين متواجدين في منزل واحد في حي الزيتون (نصفهم من الأطفال) وأمروهم بالبقاء في الداخل.
وبعد 24 ساعة على ذلك قصفت القوات الصهيونية عدة مرات المنزل ما أدى إلى مقتل ثلاثين شخصا.
وأضاف ،الذين نجوا وتمكنوا من السير مسافة كيلومترين وصلوا إلى شارع صلاح الدين حيث نقلوا إلى المستشفى في سيارات مدنية، واستشهد ثلاثة أطفال وأصغرهم في شهره الخامس عند وصولهم إلى المستشفى.
وفي بيان له قال إن الحادث "هو من أخطر الحوادث منذ بدء العمليات الصهيونية في قطاع غزة.
ودعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان/ نافي بيلاي / إلى إجراء تحقيقات مستقلة وذات مصداقية بشأن انتهاكات قانون حقوق الإنسان الدولي في غزة.
الشعور بالصدمة
ومن جهة أخرى قال مسئولو صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) إن نحو 840 ألف طفل بقطاع غزة يعيشون في ظل ضغوط شديدة ويعانون من الشعور بالصدمة.
وأضاف أن هؤلاء الأطفال سيحتاجون للرعاية والعلاج النفسي على المدى الطويل حتى يتمكنوا من تجاوز آثار العنف والحرب
حرب مسعورة
من جانبه، قال طبيب أطفال في أحد مستشفيات غزة: "لا شيء في الدنيا أصعب من أن تخبر أما أن طفلها فارق الحياة".
وأضاف قائلا: "إنها حرب مسعورة، يقتلون الأطفال، ويشوهون أجسادهم، عشرة صغار رحلوا وأنا أتابع حالتهم الصحية ما أقسى هذا الوجع"!!
ويتساءل الطبيب بحرقة: "ماذا فعل لهم الرضيع ذو الأشهر الخمسة؟ وما ذنب طفلة في الرابعة من عمرها أن تبقى طوال حياتها على كرسي متحرك، هل حملوا مدفعا أو أطلقوا صاروخا؟!".
صورة بشعة
وفي نفس السياق، يقول مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة بغزة، ، إن ثلث ضحايا المحرقة في غزة هم من الأطفال والنساء.
وأضاف بألم "الصورة بشعة للغاية أطفال بلا رءوس، أجساد محروقة متفحمة، عشرات من الجرحى والشهداء"، ويتابع: " لو أن طفلا صهيونياً مات عن طريق الخطأ فستقوم الدنيا ولا تقعد، أما أطفال غزة فليس هناك من يبكيهم".
ثبات وصبر وتضحية
وقال أحد الأطباء بمستشفى الشفاء: "رغم حالة الدمار والقصف المستمر وتدمير الأعصاب الناتج عن تلك الحرب والتي جعلتنا لا ننام أو حتى نغادر المستشفى، إلا أن أطفال غزة أعطونا درسا عظيما في الثبات والصبر والتضحية".
سؤ تغذية
وتسببت صورايخ الموت وأصوات الدمار وطائرات الرعب الصهيونية التي لا تغادر سماء غزة في سوء التغذية للأطفال وما عادوا يعرفون للنوم والراحة طريقا، حيث ازدادت معدلات الخوف والقلق وينكمش الصغار في أحضان أمهاتهم وآبائهم.
إنقاذ أطفال غزة
من جانبها، قالت جمعية حقوق الطفل الفلسطيني في بيان لها أنها تنظر ببالغ الخطورة لاستمرار التصعيد العسكري الصهيوني تجاه أطفال غزة،واستنكرت الجمعية ما يتعرض له الصغار من حملة همجية دموية، موجهة نداء استغاثة إلى العالمين العربي والإسلامي، ومطالبة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بالتدخل بشكل عاجل لإنقاذ طفولتهم من براثن الموت.
أمراض نفسية
بدورها حذرت مؤسسات صحية من تفشي الأمراض النفسية لدى الأطفال، وقالت إن القصف الدائم تسبب في قلة نوم الصغار وسوء التغذية والتبول اللاإرادي والقلق الدائم والصراخ والبكاء.
وطالب أستاذ علم النفس بجامعة الأقصى بغزة، الأهالي بعدم مفارقة أطفالهم والبقاء إلى حوراهم دائما.
وناشدهم بإبعادهم قدر الإمكان عن شاشات التلفاز لعدم رؤية دماء الجثث والأشلاء، مشددا على أن هذا الوضع الجنوني تسبب للأطفال بأمراض نفسية مزمنة ودائمة.
وللتخفيف من هذا الوضع ولو قليلا قال: "الأهالي مطالبون بالتحلي بكثير من الشجاعة والقوة، لأن ضعفهم وارتباكهم سينعكس سلبا على أطفالهم... وعليهم بالرغم من الظروف القاسية أن يرسموا البسمة على وجوه أطفالهم من خلال اللعب معهم والترويح عنهم بطرفة أو نكتة".
فقدان الأمان
وقالت الدكتورة هيفاء اليوسف اختصاصية نفسية إن مشاعر عدم الاستقرار والخوف وفقدان الأمان التي يعيشها حاليا الطفل الفلسطيني في قطاع غزة بسبب مشاهد وصور الحرب ستترك آثارا نفسية طويلة عليه لن تزول بانتهاء العدوان الصهيوني.
ونبهت إلى "أن معايشة الطفل الفلسطيني للدماء والأشلاء وصور القتل والدمار ستراكم "خبرات صدمية مخزونة سيقوم الطفل باسترجاعها مرات عديدة كأنها حية قي الأيام القابلة للحرب".
وذكرت أن أعراض الحرب النفسية ستظهر على شكل "أحلام مفزعة ونوبات من الخوف والهلع والاكتئاب والقلق"، إضافة لميول الطفل وجنوحه لما أسمته "اللعب العنيف والابتعاد عن الناس وتولد رغبة في البكاء أو تدمير الأشياء وتخريبها إلى جانب اتسام عواطفه بالجمود وردود أفعاله بالشدة".
الخوف على أطفال غزة
ويذكر إلى أن الأطفال يشكلون نسبة 60% من سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون شخص، استشهد منهم منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 مسيحي قرابة ألف طفل.
وبحسب إحصاءات حقوقية، يعاني 36% من هؤلاء الأطفال من أمراض صحية ونفسية خلفها الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عام.
ويخشى حقوقيون وأطباء على أطفال غزة مما ستخلفه هذه الحرب الدائرة علي مستقبلهم.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️