تأملي هذا الموقف
الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه حين يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيسأله الدعاء لكن بماذا؟ أبمال وعيال؟ أبمنصب أو جاه؟ لا والله إنما قال: ادع الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حبِّب عبيدك هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين.
إن حرص المسلم على التودد والتحبب إلى الناس لا ينبغي أن يكون لغرض دنيوي، بل امتثالاً لشريعة الله التي أمرت بالتآخي والمحبة بين المسلمين، ومن جانب آخر بدافع الحرص على فتح القلوب لقبول دعوة الحق، ولعل هذا المعنى العظيم هو ما تجلى في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: ثلاث من كُنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله...
بل إنه لن يستكمل الإيمان إلا إذا كان حبه وبغضه لله، كما في الحديث: من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان.
البشاشة وحسن الخلق
ولا شك أن حسن الخلق ورقة الطبع من أعظم أسباب التودد إلى الناس، كما أن البشاشة والتبسم عند اللقاء تزرع في القلوب محبة لا يعلم قدرها إلا الله، وقد جاء في وصف بعض الصحابة له صلى الله عليه وسلم: ما رأيت أحدًا أكثر تبسمًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
التواضع واللين والرفق
ومن أعظم أسباب التودد إلى الناس عند مخالطتهم التواضع لهم والسهولة معهم، ومن نظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وجده مثالاً رائعًا للتودد والتحبب إلى الناس بتواضعه ورقته ولينه معهم وصدق الله العظيم الذي قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) ( آل عمران 159) فقد كان إذا لقيه أحد أصحابه فقام معه لم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحدٌ من أصحابه فتناول يده ناوله إياها، فلم ينزع يده من يد الرجل حتى يكون الآخر هو الذي ينزع يده، وإذا لقي أحدًا فتناول أذنه ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي يفرغ من كلامه وينتهي.
وكانت الجارية تستوقفه في الطريق فتحدثه، فما ينصرف حتى تفرغ هي وتنصرف، وكان يخدم نفسه، ولا يضرب أمةً ولا خادمًا، وكان لا يمسح أن يُدفع عنه أحد، بل كل من أراد الوصول إليه ولقاءه تمكن من هذا.
وأرجو أن تتخيلي معي كيف محبة الناس لرجل اجتمعت فيه هذه كل الصفات الطيبة؟!
الهدية من أسباب المحبة
كذلك فإن من أهم أسباب المحبة والمودة التهادي بين الناس؛ فإن الناس قد جُبلوا على محبة من يعطيهم، ولهذا ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تهادوا تحابوا.
إفشاء السلام:
كذلك فإن إفشاء السلام بين أبناء المجتمع من أسباب المودة،.
إن التحبب إلى الناس يحتاج بعد توفيق الله إلى فقه في معاملتهم، ولو عملنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق. لكفانا.
الشبكة الإسلامية
__________________
ودي اشارك!! @ody_ashark
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حسن الخلق ...أعلى مرتبة في الجنة ...ولين الجانب والابتسامه والتواضع ..اصبحنا نفتقدها من ناس على درجة عالية من العلم
سبحان الله ....الاخلاق فن لا يتقنه الا القليل
جزاك الله خير واعلى من قدرك على طرح موضوع جميل في غاية من الاهمية والاجر
سبحان الله ....الاخلاق فن لا يتقنه الا القليل
جزاك الله خير واعلى من قدرك على طرح موضوع جميل في غاية من الاهمية والاجر
بروج الأمل :حسن الخلق ...أعلى مرتبة في الجنة ...ولين الجانب والابتسامه والتواضع ..اصبحنا نفتقدها من ناس على درجة عالية من العلم سبحان الله ....الاخلاق فن لا يتقنه الا القليل جزاك الله خير واعلى من قدرك على طرح موضوع جميل في غاية من الاهمية والاجرحسن الخلق ...أعلى مرتبة في الجنة ...ولين الجانب والابتسامه والتواضع ..اصبحنا نفتقدها من ناس على...
جزاك الله خيرا على الموضوع الرررائع
وجدوحنين
•
نسائم الاقصى :جزاك الله خيرا على الموضوع الرررائعجزاك الله خيرا على الموضوع الرررائع
موضوع جميل تقبلي مروري المتواضع:27:
الصفحة الأخيرة
شكرا لك ( ودي أشارك!! )