بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله
فُجعنا بخبرٍ أليم لكاتب أديب أريب في موقع ....، حيث نعى مدير الموقع الكاتب رحمه الله وغفر له
وقد تفاجأت كغيري بقراءة آخر موضوع كتبه قبل أيامٍ قليلة من وفاته وكأنه أحس بدنو أجله ، فأراد أن يودع زملاءه وأحبابه في الموقع
فاللهم اغفر له وارحمه ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة لا حفرةٍ من حفر النار يا أرحم الراحمين
اللهم واربط على قلب ذويه وأجرهم في مصيبتهم وخفف عنهم أحزانهم
إنا لله وإنا إليه راجعون..
وهذا نقل عن موضوعه الأخير .. رغبت في أن يدعوا له من قرأ هذا النقل
----------------------------------
أزورُ سُكَّانَ البَقيع بينَ الفينَةِ والأُخْرى, لأدْعُو لِمَن تحتَ الثَرى ولأعْتَبِرَ بمآلاتِهِم وسُكْنَاهم...ولأتَذكَّر أنَّني وإنْ طَالَ بي الزَمَان فإنَّني في يومٍ مَا سأتَّخِذُ مِن القَبْرِ مُضطَجَعا...
لقَد أَوْصانا صلوَاتُ رَبي وسلامهُ عليهِ بهذا عِنْدَمَا قال:
.(كُنتُ قد نَهيتكُم عَن زِيارَةِ القُبُور، ألاَ فزُورُوهَا؛ فإنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُنْيا وتُذَكِّر بالآخِرَة )
وكَانَ صَلى اللهُ عليهِ وسلّم يَخْرُج ليَزورَ قُبورِ شُهداءِ أُحُد ويَدعُو لأهلِ المَقابِر هُنالِك فيَقُول: ( السَلامُ علَيكُم دَارَ قومٍ مُؤمنِين وأتَاكُم مَا توعَدُون).
طلبتُ مِن أصْحَابي الذينَ اتَّخَذوا مِن حَمْلِ البَشرِ هِوايَة إجْبَاريَّة أنْ يَحملوني إلى البقيع...فأبَوا وامتَنَعوا بُحُجَّةِ سوء حالَتي الصِحيَّة...فأقسَمْتُ عليهِم فرَضَخوا...وهَل يَملِكونَ غيرَ تَلْبيَةِ طَلَبَاتي...
أوقِفتُ في المَكانِ الذي حَدَّدتهُ لهُم...ذلكَ المَكان الذي أستطيعُ مِن خلالهِ رُؤيَة قَبْر العَزيْزَة التي واريْتُها هُنا قبلَ عِشرينَ سَنَة...فأنَا أعْرفُ قَبْرَها كَما أعْرِفُ رَاحَةَ يَدي...
واريتُها هُنا وبيَدَيَّ هاتين اللتَانِ أتْعَبَتْهُما الدُنْيَا...
دَعَوْتُ لأهلِ القُبور بمثلِ ما كَانَ يَدعو بهِ رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم...ثُمَّ نظَرْتُ لقبرِ أُم مُحمَّد وخصَصتُها بدُعاء الزوجِ لزوجته...
طأطأتُ برأسي إلى الأرْض ولا أدْري لماذا...أطأطَأتُ لأنظُرَ إلى قَدَميَّ اللتَانِ أرهَقَهُمَا السَعيُ وراء الدُنيا حتَّى أصبَحَتا مُعَطَّلَتين!!
أم أنَّ هَامَتي قَد ثَنَاها الزَمَن فأرخيتُها رَغْمَاً عَنّي وعَنها !! أم أنَّ عَينِي قَد كُسِرَت خَجَلاً مِن تَقصيْري مَعْ مَن التَحَفَ الثَرى...
أخَذَتني رِعْدَةٌ شَديدَةٌ...وكَأنَّني للتَّوِ بَدَأتُ أنفُضُ عَن كَاهِلَيَّ رُكَام الدُنيَا وأعْبَاء السِنين...
رِعْدَةٌ ذَكَّرَتْني باقْتِرَابِ الرحْلَة...آآآه وما أشَدَّها مِن رِحْلَة ومَا أطْوَلهُ مِن سَفَر...ولا زَادَ مَعي...ولا زَادَ مَعي...
فأنا إنْ نَظرتُ عَن يَميني لَم أجِد إلا صُحُفاً خَاويَة...وإنْ نَظرتُ على شِمَالي وَجَدتُ صُحُفَاً مِلؤها الذنوب والمَعَاصي ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله...
...وأنَا في غَمْرَةِ أحْزَاني على نَفسي سألني صاحَبي...ماذا تَرَى؟ قُلت لهُ أرى الحَقيقَةَ التي لا مِرَاءَ فيها...الحَقيقَة الماثِلَةُ نُصْبَ عَيْنَيَّ كَمَا أنِّي أراكَ مَاثِلاً أمَامي الآن...
إخْتَفَت عَيْنَا صَاحبي خَلْفَ حائطٍ مِن دُموع بَعْدَ أن أجبته...فتعجَّبْت وضحكت...
أعلمُ بإنّهُ يُحبُني...لكن لَم أعلَم أنَّهُ يُكِنُّ لي كُلَّ هذا القَدر من المَحبَّة !! فَهوَ لَم يَكُف لسانهُ عَنّي منذُ عرَفْته...ولكن يظهر أنَّ محبتهُ لي تأتي مِن باب (من حبَّك سَبَّك)...
عُدتُ لأغْرَقَ في الحُزنِ على نَفْسي...وإذا بي أسمعها تُناديني...أو هكَذا خُيِّلَ إليَّ...يا أبا مُحمَّد أما آنَ لكَ أنْ تُنيخَ رَحْلَكَ وتَسْتَريح...
قلتُ لَها بلى واللهِ يا أُمَّ مُحمَّد...بَلى والله...
ثُمَّ قُلتُ لها:
أيَا جَارَتَا إنَّ المزَارَ قَرِيبُ ... وإنِّي مُقيمٌ ما أقامَ عَسيبُ
--------------------------------------
أستودِع الله دينكُم وأماناتِكُم وخوَاتيمِ أعْمَالكُم
---------------------------------------
وكان آخر ردٍ له في الموضوع :
07-04-2011, 09:58 AM
أرجو مِنكُم عدَم إضافَة أي تعليق الآن...وذلك بسبب عدَم استطاعتي على الرد...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم ارحم اموات المسلمين وانزل على قبورهم النور والضياء والسرور
وبلغنا اللهم صيام شهرك الفضيل
ووفقنا فيه الى مرضاتك
والفوز بجنانك
شيبه مرتزه @shybh_mrtzh
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بوتيك مودرن
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة