كـلـمـة أعـجـبـتـنـي .. أو .. فـعـلٌ أعـجـبـنـي ..

كـلـمـة أعـجـبـتـنـي .. أو .. فـعـلٌ أعـجـبـنـي ..

نصادف في دنيانا مواقفاً كثيرة ونسمع كلمات أكثر

وهذا شيءٌ لا بدَّ منه أن ترسخ في الذاكرة كلمات راقية

أو تصرفاتٍ أرقى؛ تجعلنا نُعجب بمن قال ومن فعل وقد نتخذُّ

هذا الشخص نموذجاً يُحتذى برقيه اللفظي والفعلي ..

في الفترة الماضية كنت في دولة أوربية لظروفٍ خاصة

وشاء الله سبحانه أن ألتقي بامرأة من جنسية عربية وأخذت

أتجاذب معها أطراف الحديث؛ فحدثتني عن ظروفٍ صعبة

مرت بها حيث كان ابنها بين الحياة والموت وكانت المستشفى التي

يُعالج فيها بعيدةً عن مكان سكنها فكانت لا تستطيع زيارته

يومياً؛ وذات يوم كانت في طريقها إليه فصادفت امرأة لا تعرفها

ولأولِ مرةٍ تراها وقد كانت تلك المرأة تركن سيارتها وتهم بالنزول

منها فسألتها المرأة العربية ولكني لا أذكر بالضبط عن ماذا كانت

تسألها ولكن أظنها قد قالت لي أنها كانت تبحث عن وسيلة للوصول

إلى المستشفى أو أنها تسأل عن إسم المنطقة التي يقع فيها المستشفى

وكم تبعد هذه المنطقة؛ الخلاصة من هذا أنها كانت تبحث عن وسيلة

للذهاب لزيارة ابنها في المستشفى؛ عندها فاجأتها صاحبة السيارة

وهي أوربية الجنسية تقول لها : اركبي السيارة أنا سأوصلك إلى

المستشفى بنفسي لأني هذا اليوم لم أفعل أي خير .. !! ..

ياالله كم أثرت كلمات هذه المرأة على المرأة العربية وعليَّ أنا في نفس

الوقت؛ ما أجمل نيتها وما أجمل رقيها الروحي حيث لا تريد أن يمضي

يوم من حياتها دون أن تصنع معروفاً أو تقدِّمَ خدمةً لأحدهم ..

أتمنى أن تجد سطوري هذه طريقها إلى عقول وقلوب من قرأها فكم نحن

بحاجةٍ لمثل هذه النوايا الراقية والأفعال الأرقى .. هذا الرقي أمرنا به

الخالق عزَّوجلَّ شأنه وحثنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

ويكفينا الإقتداء به في قوله وفعله لكي نرتقي بنوايا قلوبنا ورقي كلماتنا

وأفعالنا ..

أتمنى أن أجد في الردود على موضوعي هذا مواقفاً شبيهة لعلها تكون

قدوة حسنة يتخذها الغير في حياته ليس لشيء إلاَّ لله عزَّوجلَّ شأنه ..

هذه المرأة صاحبة السيارة قدمت معروفاً دون مقابل ودون مصلحةٍ

تنتظرها من هذه المرأة .. ونحن كمسلمين نعلم علم اليقين أن من كان

همه الآخرة أتته الدنيا راغمة وسخَّر الله له خلقه ويسَّر عليه رزقه ..