كلمة سمعتها في حفلنا في التحفيظ

ملتقى الإيمان

مـــحـــــــاسـبــــــة النفـــــــس
الحمد لله بارِئِ النسمات، والحمد الله مصوِّرِ المخلوقات، والحمد لله فاطر الأرض والسموات، والحمد لله فالقِ الحبِّ والنوى و فالق الإصباح، وجاعلِ الليلِ سكنًا، والحمد لله على ما أسبغ من النِّعم، ودفع من النقم، والحمد لله على ما تفضل من الهبات والعطايا، وعلى ما صرف من البلايا والرزايا، يخفض ويرفع، ويُعطي ويمنع، فله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى، فله الحمد كله، وله الثناء كله، وله المجد كله، كما يحب ربنا ويرضى، {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)}
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، مقلِّبُ الليل والنهار، ومكوِّرُ النهارِ على الليل، ، يحيي ويميت، وهو الحي الذي لا يموت، وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا، وإليه يرجعون.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أحيا الله به القلوب الميتة، وأضاء به الطرق المظلمة، وأنقذ به من المسالك المهلكة، فما من خيرٍ في الدنيا ولا فضلٍ ولا نعمةٍ ولا سعةٍ ولا راحةٍ إلا من بركة الله ثم دعوته صلى الله عليه وسلم ، وما من شر وبلاء وقحط وفتنة إلا من الإعراض عن دعوته ودينه وشرعته.. صلى الله عليه عدد ما مدحه المادحون، وعدد ما ذكره الذاكرون، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا، أما بعد: فهذه دعوة لمحاسبة النفس فالأيام تمر والصفحات تنطوي والأعوام تتوالى وكلاً منا يستطيع أن يحاسب نفسه قبل أن يُحاسب ويأخذ من سنين عمره المنصرمه المواعظ والعبر وأن يراقب الله ،فها هي الأيام تركض من غير أن نحس إلا عند قدوم العيد أو الشهر الكريم أو بداية السنة والسؤال المهم ماذا سُجِلَ في صحائفنا ؟ مااااذا أعددنا للرحلة النهائية ؟ماذا قدمنا لأنفسنا من الخير لنجده عند الله خيراً ثواباً وخيرأ أملا ؟ ماذا أعددنا للحفرة التي سنوضع فيها ؟ فهذا قلبُكِ ينبِض بالإرادةِ والحياة، وهذهِ أنفاسُكِ تترددُ في جوفِكِ، وهذه عينُكِ تُبصِر، وأُذُنُكَ تسمع، ورِجلُك تَمْشي، ويدك تبطش،

وهذه شمسٌ تشرِقْ، و بعدها هلالٌ يهِل، وهذا نهارٌ يُضيء، وبعده ليلٌ يظلم، فهل شَعرْتِ يومًا.. أن هذه جميعًا تتعاون وتتعاضد لتقودَكِ إلى أجلكِ المحتوم.
بعد أن ودعنا أعواماً كثيرة مضت من أعمارنا، واستقبلنا ليلةً جديدة، يلزم الإنسان منا أن يقف وقفة تساؤل، وتأمل وتدبر، تعقبها وقفة طويـــلة يحاسب فيها الإنسان نفسه عما اقترفه خلال حياته، أعوام مضت وانقضت، لا ندري ما الله صانعٌ فيها، ثم وقفة استعداد للإنطلاقة إلى الله في حياتنا المقبلة اللتي لا ندري مالله قاضٍ فيها.
إن أول ما يجب أن يلفت انتباهنا السرعة العجيبة التي تمر بها الأعوام، فبالأمس القريب كنا نستقبل أحد الأعوام ، وها نحن وبهذه السرعة ودعناه، وفي هذا ما يدل أولي الألباب على سرعة انقضاء الأعمار، وسرعة فناء هذه الدار،
ما بين الولادة والكهولة، والشباب والشيخوخة، والهرم ثم الموت، ينتهي شريط الحياة في عجالة و كأنها غمضة عين، أو ومضة برق، فيا عجبا لهذه الحياة كيف خدع بها الناس، وغرهم طول الأمل فيها، وهي كما قال الله: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
هذه هي الدنيا التي يستغرق فيها كثير من الناس ويضيعون من أجلها الآخرة لينالوا بعض متاعها ويتمتعوا ببعض ملذاتها وشهواتها، هي والله سراب خادع، وبريق لامع، ولكنها سيف قاطع، وصارم ساطع، كم هرم فيها من صغير، وذل فيها من أمير، وارتفع فيها من حقير، وافتقر فيها من غني، واغتنى فيها من فقير، ومات فيها من صغير وكبير وعظيم وحقير وأمير ووزير وغني وفقير.
فاعلموا رحمكم الله أن الدنيا أيام محدودة، وأنفاس معدودة، وآجال مضروبة، وأعمال محسوبة، هي والله قصيرة، وإن طالت في عين المخدوعين بزخرفها، وحقيرة وإن جلت في قلوب المفتونين بشهواتها. (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَار)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مالي وللدنيا ،،ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم قام وتركها".
فمن هنا استدل أرباب البصائر على أن الله تعالى لهم. بالمرصاد... وأنهم سيناقشون الحساب، ويطالبون بمثاقيل الذر من الخطرات واللحظات، فتحققوا أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة وصدق المراقبة، ومطالبة النفس في أنفاسها وحركاتها ومحاسبتها من خطراتها ولحظاتها
فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه، قال عمر: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، وتزينوا للعرض الأكبر (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)، وإنما يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا.
ومن ترك لنفسه هواها، وسعى لها في تحقيق مناها وتركها من غير مؤاخذة ولا محاسبه فوجئ بغدراته و خطيئاته، وكثرت زلاته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته فحبسه هول ما يرى من سوء الأفعال أن يجد لله جوابا عند السؤال، فثقل حسابه، وساء مآله ومآبه، اللهم إنا نسألك حساباً يسيراً.،
فهلموا بنا من الآن نتساءل عن أيامنا كيف قضيناها، وعن أوقاتنا كيف أمضيناها، فإن كانت في خير حمدنا الله وشكرناه، وإن كانت الأخرى تبنا إليه واستغفرناه.
يقول ميمون بن مهران: "لا يكون العبد تقياً حتى يحاسب نفسه كما يحاسب الشريك الشحيح شريكه: من أين مطعمه وملبسه؟".
إن المؤمن ليفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول: ماذا أردت بهذا ؟ والله لا أُعذرَ بهذا، والله لا أعودُ لهذا أبداً إن شاء الله.
فكم عملنا في دنيانا من أعمالٍ قد نسيناها، لكنها عند الله محفوظة، وفي صحائف الأعمال مرصودة، وغدًا سنوفاها، قال تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً)
كل شئ سينقضي ولهذا علَّق الله قلوب المؤمنين بالآخرة الباقية،وزهدهم في الدنيا الفانية وكثيراً ما يُذكرهم بهذا المعنى في مثل قوله تعالى:{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}
إن مجرد التفكر في اسم الدنيا يُشعر أصحاب الألباب الحية _ نسأل الله أن نكون منهم _ بدنوِّها وحقارتها وأنها لا تستحق أن تتعلق بها النفوس الشريفة، ولا الأطماع العريضة ولذا ترفَّع عنها الصحب الكرام _ رضي الله عنهم وأرضاهم _ ومن تبعهم بإحسان لأنهم عرفوا حقيقتها لكنهم في ذات الوقت لم ينزووا عن حضارتها، ولم يستنكفوا عن مشاركة الأخيار بناءها فسطروا أروع المُثُل وبنوا أعظم امبراطورية عرفها التأريخ لأنهم فهموا معنى الاستخلاف وأن الدنيا إناءٌ لابد من أن يمتلئ إمَّا بحق أو بباطل وإما بخيرٍ أو شرٍّ فملأوا الدنيا بعبير إنجازاتهم وصلاح أعمالهم فهل نترسم خطاهم؟ نرجو ذلك.


إن حياة المرء الحقيقية هي ما يُخلفه خلفه من إنجازات الخير ، وصروح العطاء،وعندها يعيش المرء وهو مفقود، ويُذكر وهو غائب، فما أعظم العطاء إذا كان لله، وما أجمل عبيره إذا كان من نسيم الآخرة.
تعالي معي إلى صفحات أناس نمر عليها مرور الكرام لعلنا نعتبر فهذا سعد بن معاذ رضي الله عنه {اهتزّ عرش الرّحمن لموته}،وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية خلّف ألفاً من الكتب والمجلّدات ,, تفرّغ الواحدة منها في أشهر !
وعطاء بن أبي رباح نام في المسجد { ثلاثين سنة } يطلب العلم. وهل تأملت كيف تُوفّي رحمة الله عليه ,, وآثاره تعيش بيننا كأنّه معنا ،،عاش عظيما ومات عظيما ,, رحمة الله عليه

مات قومٌ وما ماتت مكارمهم *** وعاش قومٌ وهم في النّاس أمواتُ
ولا زال قومٌ يكتبون في صفحات التأريخ فهذا الدكتور عبد الرّحمن السّميط أسلم على يديه أكثر من خمسة ملايين نفس !!! بارك الله في عمره ونيته.
إن المتفكر في حياة البشر لا يجد أعظم من حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ملأت الأزمان والعصور من عبير أنفاسهم، وآثار أفعالهم وللمطالع لحياتهم أن يعي الدرس الذي ربَّى به المولى سبحانه أفضل خلقه – صلى الله عليه وسلم _ وهو يحثه على ترسم خطاهم واتباع سنتهم فيقول له عقب أن ذكر له ثمانية عشر نبياً من أفاضلهم :{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ } أما والله لو استغنى عن الاقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام أحدٌ لكمال عقل وتمام دينٍ وصلاح عملٍ لاستغنى محمد بن عبدالله _صلى الله عليه وسلم_ بأبي هو وأمي ونفسي فهل من متفكر؟!

نعم لقد سطروا _ عليهم الصلاة والسلام _ تاريخهم بأحرفٍ من نور ، فهل فكرتي _أختي _ أن تكتبي تاريخ حياتك بنفسك وتتركين أثارك التي تُذكر فتُشكر ؟ الجواب لديكي.


فأوَّاه ما أجبنَ النفس إذا أُطيعت ، وما أشجعها إذا قُيِدت لله فإنها تصنع العجائب.
فما يوم تُعرضُ الأعمالُ على الله ؟
ماهي الآثار التي ستنسب إلينا بعد الموت ؟
وهل سيبقى ذكرنا مخلداً بها مابقيت السّموات والأرض,,
أوّاه يا دنيا من { كثرة الرّاحلين ولا معتبر}
باتت حكايات الرّحيل معروفه للجميع
تتباين الأحداث ،تتغيّر الأسماء
والنهاية فراق في فراق ،لكن ماذا بعد الفراق ؟! و ماهي البذرة اللتي بذرناها ؟؟!!
أحبتي : أليس في دارنا جاهلٌ لم نعلمه ؟ أليس بيننا محتاجٌ لم نواسه ؟ أليس في نواحينا بؤساء لم نخرجهم من تيههم ؟ أليست بيننا أفكارٌ دخيلة لم نواجهها ؟ أليست في ديارنا آثار الأعداء بدت ولا محارب؟ فمتى نكتب آثارنا ؟!!
أنحن نوقن بأن الأجل محتوم ؟ إذن فلماذا نسوِّف والنهاية تقترب؟
أحبتي إني لم أسطر هذه السطور إلا من أجل غصةٍ في صدري ، وحسرةٍ في نفسي على أحبةٍ لي أخاف عليهم من هول ذلك اليوم، إن كان العيش لنأكل فوالله أن النملة أشد اجتهاداً منا في ذلك وإن كان لتحصيل قوة فالفيل أقوى منا ، وإن كان لصبر على بلاء الدنيا فالجمل سيتبوأ مكانه فوقنا.


آآآآآهٍ لعيش العظماء وحياة الأتقياء وفوز السعداء !!!


متى أحبتي نعرف قدر أنفسنا ، ونعي دور أمتنا والله لقد خُلقنا عظماء بهذا الدين والفطرة التي فطر الله الناس عليها فلماذا نرضى بالدون ، ونحيا على فتات البشر.فنحن بحاجة إلى تربية أنفسنا على الإيجابية وتربية أبنائنا وبناتنا عليها .
تربيتهم على النفع وليس على الضر، على الإصلاح لا على الإفساد ،على الخير لا على الشر .
تربيتهم على أن يكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر فأبنائك نعمة من الله تُسألينَ عنها يوم القيامة

قال تعالى:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عن النَّعِيمِ )،
فمن السائل هنا ؟؟
انه الله رب العالمين في يومٍ لا تملكِ نفسٌ لنفسٍ شيئا والأمرُ يومئذٍ لله...فهل أعددت لهذا السؤال جواب ؟؟
أجل سنسأل يوم القيامة عن كل شيء عن أبنائنا وعن أعمارنا التي هي الدقائق و الثواني هي الأنفاس التي تخرج ولا تعود

• عن ابن مسعود قال :ما ندمت على شيء ندمى على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلى ولم يزد فيه عملي

• وقيل للإمام أحمد رحمه الله :كيف أصبحت ؟ فقال :في عمر ينقص وذنوب تزيد
• و كان السلف يقولون: من علامة المقت إضاعة الوقت و كانوا يحرصون كل الحرص على ألا يمر يوم أو بعض يوم دون أن يتزودوا منها بعلم نافع أو عمل صالح حتى لا تتسرب الأعمار سدى و تضيع هباء

فعليك أختي بمراجعة نفسك ......كيف تقضى يومك ؟؟؟فإنما الإنسان ساعاتٌ يعيشها فان أضاعها أضاع نفسه فكم نُضَيَّع من أعمارنا بدون أي زيادة في العلم و العمل و بدون أي ندم



إذاً أختي الحبيبة ما هي واجباتك نحو وقتها

- أن تحافظين عليه كما تحافظين على مالك بل أكثر و تحرصين على الاستفادة من كل وقتك فيما ينفع في دينك و دنياك و قد كان السلف رضي الله عنهم أحرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس بقيمتها و كانوا يحرصون كل الحرص على ألا يمر يوم أو بعض يوم أو حتى لحظات و إن قصرت دون أن يتزودوا منها بعلم نافع أو عمل صالح أو مجاهدة للنفس أو إسداء نفع للغير حتى لا تتسرب الأعمار سدى و تضيع هباء و هم لا يشعرون
اليوم نفعل ما نشاء و نشتهي .............. و غدا نمووووت و تُرفعُ الأقلامُ

- أن تنتفعي بوقتك بالأهم ثم المهم و لا تشتغلين بالأدنى عن الأعلى

- أن تتخذي من مرور الليالي و الأيام عبرةٍ لنفسك فإن الليل و النهار يبليان كل جديد و يطويان الأعمار
: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ)

- أن تعرفين ما يتطلبه الوقت من عملِ القلبِ و اللسانِ و الجوارح فتتحرينه و تجتهدين في القيام به حتى يقع موقعه من القبول عند الله عز و جل فليس المهم غاليتي أن تعملي أي شيء في أي زمن بل المهم أن تعملي العمل المناسب في الوقت المناسب فأذكار الصباح والمساء مثلا ينبغي أن تقع في أوقاتها ولا تنشغلي بأي شيء عنها حتى تأخذي الأجر المترتب على القيام بها في وقتها وهكذا في سائر الطاعات والقربات التي تتقربين بها إلى الله تعالى.

- أن تحذري من الآفات القاتلة للوقت وأهمها طول الأمل في الدنيا والاغترار بالعمل وحسن الظن بالنفس

- من حق يومك عليك أختي الحبيبة أن تعمريه بالنافع من العلم و الصالح من العمل و لا تسوفي إلى الغد حتى يفلت منك حاضرك فيصبح ماضيا لا يعود أبداً فازرعي في يومك لتحصدي في غدك و إلا ندمت حيث لا ينفع الندم

تزود من التـقـوى فإنك لا تـدري ...........إذا جنَّ ليـلُ هل تعيـش إلى الفـجـر
فكم من سـليم مـات من غير عـلة ...........و كم من سقيمٍ عاش حيناً من الدهر
و كم من فتى يمسي و يصبح آمناً ...........و قد نسجت أكفانه و هو لا يـدري

غاليتي كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة
فإضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله و الدار الآخرة ، و الموت يقطعك عن الدنيا و أهلها .

فاليوم عمل و لا حساب و غداً حساب و لا عمل والإنسان لا يزال يلهو و يلعب حتى يأتيه الموت بغتة
فالله الله في الوقت فإنما الإنسان ساعات يعيشها فإن أضاعها أضاع نفسه


اعلموا أيها الأحبة أن من ثوابت هذا الدين أن الأعمال بالخواتيم كما ثبت في أحاديث المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم: "وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها"
ومن أصول الشرع استحباب الاستغفار وكثرة ذكر العزيز الغفار
إننا في بداية ليلة جديدة ... فلماذا لا نعزم من الآن على الإكثار من النوافل ؟! لماذا لا نعزم على أداء الواجبات وإعطاء الحقوق ؟! هل فكرنا من الآن أن نخلص في أعمالنا ؟! فما أجمل أن نبغي الخير جهدنا وطاقتنا ! ما أجمل أن نعيش لغيرنا كما نعيش لأنفسنا ! ما أجمل أن نجعل المصلحة العامة فوق مصالحنا الخاصة !

فأحسنِِي السعيَّ .. بالجنانِ تُجزى.. وتُوبي إلى الله من قبل أن تفني
قال تعالى :"وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى(39)وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى(40)ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى(41)"

وكوني فطينه..( لا تبخسي النفس حقها)..
قد مضى ما مضى.. فجددي العزم ..وحُثَي الخُطى.. من تاب وأصلح فيما بقى غفر الله له بمنه وفضله ما مضى وما بقى، ومن أساء فيما بقى أخذه الله بما مضى وما بقى.
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر ...
4
581

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بهجة الحدايق
بهجة الحدايق
الله يجزاك خير ويوفقك دنيا وآخره
حكايه صبر
حكايه صبر
ام بودى68
ام بودى68
الفردوس أرجو
الفردوس أرجو
الله يبارك فيكم ويخليكم
أسعدني مروركم
تحياااتي