@@ كل ما ترغبين بمعرفته عن سن اليأس @@

الأسرة والمجتمع

كل ما ترغبين بمعرفته عن سن اليأس (الضهي) والتأثيرات النفسية والعقلية:


تتناول الخُرافة الشعبية النساء في سن الضهي على شاكلة أصحاب تقلبات وأمزجة غريبة حيث يتأرجحن بين نوبات من الغضب والسخط إلى نوبات من الاكتئاب والتفجع.


على أية حال، أظهرت الدراسة النفسية أن الضهي لا يؤدي إلى اكتئاب أو تأرجح في المزاج أو حتى شدة عند معظم النساء، وفي الحقيقة قد يحسن من المستوى النفسي العقلي عند البعض مما يُعطي دعماً إضافياً للفكرة القائلة: "الضهي ليس بالضرورة تجربة سلبية".

دراسة بتسبرغ تعاملت مع ثلاث مجموعات من النساء:
* مجموعة أولى من النساء: الدورة الطمثية ما زالت سارية.
* مجموعة ثانية من النساء: يوجد ضهي ولكن غير مترافق مع معالجة هرمونية.
* مجموعة ثالثة من النساء: هناك ضهي ومترافق مع معالجة هرمونية.

أظهرت هذه الدراسة أن نساء المجموعة الثانية لا تعاني من الاكتئاب، القلق، الغضب، مشاعر الشدة أكثر من نساء المجموعة الأولى ذوات نفس العمر. وعلى الرغم من أن الهبات الساخنة قد ذُكرت بنسبة أكبر بين نساء المجموعة الثانية لكن وبشكل يدعو للحيرة كانت الحالة العقلية العامة أفضل من كلي المجموعتين.

إن النساء اللواتي كانوا يستخدمن المعالجة الهرمونية كانوا أكثر قلقاً وتوجساً حول أجسامهن وكانوا إلى حدّ ما أكثر اكتئاباً وقد يكون السبب نتيجة لتأثير الهرمونات بحد ذاتهم ولكن على الأغلب أن هؤلاء النساء أكثر ميلاً لاعتبار الاهتمامات المتعلقة بالجسد الأولوية الأولى في حياتهن وفضلاً عن ذلك أشارت الدراسة إلى أن نسبة الاكتئاب لدى النساء في سن الضهي تشبه نسبتها في المجتمع ككل، تقريباً 10% يكون الاكتئاب لديهن عابراً ومقطعاً و5% مستمراً والاستثناء الوحيد كان فقط عند النساء ذوات الضهي الجراحي حيث تضاعفت نسبة الاكتئاب عن مثيلتها لدى النساء ذوات الضهي الطبيعي.

وكذلك أشارت الدراسة أن معظم حالات الاكتئاب ترتبط بشدات الحياة أو ما يسمى بأزمات الحياة المعتدلة أكثر من إرتباطها بالضهي. تتضمن هذه الشدات جوانباً مختلفة من الحياة سواءاً على الصعيد الأسري أو الاجتماعي فمثلاً تغير في وظيفة الأسرة عندما يكبر الأطفال ويبدأ محل واحدٍ بالبحث عن استقلالية خاصة حيث يخف اعتمادهم على وجود الأم أو تغير في الدعم والوظيفة الاجتماعية كما يحدث عقب الطلاق حيث تخسر الزوجة كثيراً من أصدقائها وعلاقاتها الاجتماعية أو فقدان لأحد الأشخاص الحميمين كوفاة أحد الوالدين أو الزوج أو لدى الإصابة بمرض حيث ينتاب المرأة شعوراً بالهرم والكبر، كلّ هذه التغيرات قد تُحدث شدة لدى المرأة.

ماذا عن الجنس...؟

لدى بعض النساء، الضهي يسبب نقصاً في الفعالية الجنسية. إن النقص الحاصل في إفراز الهرمونات يُسبب تغيرات خفية في الأنسجة التناسلية حيث يُعتقد أنها مسؤولة عن إنحدار الرغبة الجنسية. تنقص التروية الدموية للنسيج المهبلي والأعصاب والغدد المُحيطة عندما يقلّ إفراز الأستروجين مما يجعل النسيج المهبلي أرقاً وأكثر جفافاً وأقل قابلية لإفراز المواد المزلّقة التي تجعل الجماع عملية مُريحة. على الرغم من أن التغيرات الحاصلة في الإنتاج الهرموني قد أتُهمت كعامل رئيسي لهذا التغير في السلوك الجنسي إلاّ أن بعض العوامل النفسية والثقافية والذاتية قد تلعب دوراً في ذلك، فمثلاً أشارت دراسة سويدية أن بعض النساء يستخدمن الضهي كعُذر للامتناع عن ممارسة الجنس بشكلٍ كامل بعد سنوات عديدة من فقدان الرغبة الجنسية في حين أنّ قسماً آخر يشعرن بحرية أكثر بعد الضهي وبازدياد في الرغبة الجنسية وخاصة أنّ الحمل لم يعد يُشكل مصدراً حقيقياً للقلق والخوف بالنسبة لبعض النساء، تُعتبر حبوب منع الحمل مشكلة مُربكة، ينصح الأطباء النساء اللواتي دوراتهن الطمثية ما زالت فعالة حتى لو كانت غير منتظمة خلال السنة الفائتة بمتابعة استخدام حبوب منع الحمل. ولسوء الحظ، الخيارات المتوفرة لمنع الحمل ما زالت محدودة. فمستحضرات الفم الهرمونية وحتى مستحضرات الزرع المانعة للحمل تحمل عوامل خطورة عند النساء المتقدمات في السن وخاصة المدخنين والتأثيرات طويلة الأمد الناجمة عن نقص هرمون الأستروجين

(1) تخلخل العظم:

يعتبر تخلخل العظم واحد من أهم القضايا الصحية التي تحمل خطراً على النساء عندما يصبحن في منتصف العمر. تخلخل العظام هي تلك الحالة التي يصبح فيها العظم رقيقاً وهشاً وأكثر قابلية للكسر. هناك دراسات عديدة، خلال السنوات العشرة الماضية ربطت عوز الأستروجين بهذا المرض المُعقد وفي الحقيقة إن تخلخل العظم مُرتبط بشدة بالضهي أكثر من ارتباطه بالعمر الزمني للمرأة. تتألف العظام من أنسجة حية تمارس عمليتين هامتين: تحطيم العظام القديمة وتشكل عظاماً جديدة وهاتان العمليتان مرتبطتين بشكل وثيق. فإذا تجاوز انحلال العظم معدل التشكيل فإن العظم يصبح رقيقاً وضعيفاً وعاجزاً عن دعم فعاليات الجسم اليومية.

في كل سنة تقريباً 500 ألف امرأة تعاني من كسرٍ عظمي في إحدى فقرات العمود الفقري و300 ألف تتعرض للإصابة بكسر في الحوض وتبلغ كلفة علاج الكسور العظمية الناجمة عن تخلخل العظم في الولايات المتحدة أكثر من 10 مليار دولار في السنة وتعتبر كسور الحوض من أكثر العلاجات كلفة. كسور الفقرات تقود إلى انحناء العمود الفقري وفقدان الطول الطبيعي بينما كسور الحوض تسبب آلاماً مبرّحة والشفاء يتطلب ملازمة الفراش لفترة طويلة. 12 – 20% من النساء المُصابات بكسر في الحوض لا يعيشوا أكثر من 6 أشهر بعد الكسر وعلى الأقل 50% من هؤلاء النساء يحتجن إلى مساعدة أثناء قيامهن بالفعاليات اليومية 15 – 25% قد يتطلبن الدخول في برامج إعادة التأهيل لفترة طويلة من الزمن. نادراً ما تُعطى النساء المتقدمات في السن والمصابات بكسور فرصة كاملة في برامج التأهيل وعلى أية حال معظم المرضى يستردوا عافيتهم ويعودوا إلى فعاليتهم اليومية المعتادة في حال توافر الزمن الكافي والتأهيل المناسب.

بالنسبة لتخلخل العظم، معظم الباحثين يؤمنون بالمثل القائل "درهم وقاية خير من قنطار علاج". إن حالة الجهاز الهيكلي العظمي عند النساء المتقدمات في السن يعتمد على مبدأين: كمية الكتلة العظمية الأعظمية الموجودة قبل الضهي ومعدل الفقدان العظمي بعد حصول الضهي. تلعب العوامل الوراثية دوراً هاماً في تحديد القيمة العُظمى للحجم العظمي فمثلاً النساء السود يكتسبن كتلة عظمية في العمود الفقري أكثر من النساء البيض ولهذا تكون الكسور العظمية الفقرية بفعل تخلخل العظام أقل. عوامل أخرى تزيد من الحجم العظمي وتضمن الوارد اليومي من
الكالسيوم وفيتامين د وخاصة عند اليافعات قبل سن البلوغ، كمية التعرض لأشعة الشمس، مقدار التمارين الفيزيائية. وهذه العوامل تساعد أيضاً في التقليل من معدل التحزب العظمي.

هناك شدات فيزوحيوية يمكن أن تسارع الضياع العظمي مثل الحمل – الإرضاع – عدم الحركة. ويبقى المذنب الأكبر في عملية الفقدان العظمي عوز الأستروجين. يزداد الضياع العظمي في فترة ما قبل الضهي حيث تعتبر مرحلة انتقالية تهبط فيها مستويات الأستروجين بشكل هام. يعتقد الأطباء أن أفضل طريقة لتدبير تخلخل العظم الوقاية لأن الطرق العلاجية المتوفرة حالياً تؤمن فقط من الضياع العظمي ولا تساهم في إعادة البناء العظمي وعلى أية حال يأمل الباحثون أنه في المستقبل القريب سوف تصبح مسألة الضياع العظمي قضية معكوسة. إن أكثر الطرق العلاجية فعالية في تدبير التخلخل العظمي عند النساء ما بعد سن الضهي حالياً يرتكز على إعطاء الأستروجين وبشكل ملحوظ يحمي الأستروجين النسيج العظمي من الضياع أكثر من الوارد اليومي للكالسيوم وحتى لو كان بالمقادير العالية.

(2) أمراض القلب الوعائية:
معظم الناس يتصوروا أن الرجل المسن وزائد الوزن أكثر الأشخاص مرشحاً للإصابة بأمراض القلب الوعائية وفي الحقيقة يشكّل الرجال نصف القصة. تعتبر أمراض القلب الوعائية المرض القاتل الأول عند النساء ومسؤولة عن 50% من الوفيات لدى النساء اللواتي تجاوزن سن الخمسين. وبشكل يدعو للسخرية تم استبعاد النساء من الدراسات القلبية السريرية خلال السنوات الماضية ولكن أخيراً أدرك الأطباء أن النساء تصاب بأمراض القلب الوعائية بنفس النسبة التي تصيب الرجال.

يُقصد بأمراض القلب الوعائية تلك الاضطرابات التي تصيب القلب والجهاز الوعائي الدوراني وتتضمن تمسك الشرايين أو ما يعرف بالتصلب العصيدي، ارتفاع الضغط الشرياني، الخناق الصدري والسكتة. ولأسباب غير معروفة يساعد الأستروجين في حماية المرأة من الإصابة بأمراض القلب الوعائية خلال فترة نشاطها الجنسي. ويبقى الأمر صحيحاً حتى بوجود عوامل الخطورة التي تؤهب الرجال للإصابة وتتضمن هذه العوامل التدخين، ارتفاع الكوليسترول في الدم قصة عائلية لأمراض قلبية وتبقى هذه الحماية عابرة ومؤقتة. بعد سن الضهي تزداد وقوعات الإصابات القلبية الوعائية ومع تقدم العمر يزداد خطر الإصابة ولكن ما يبعث على التفاؤل أنه يُمكن إنقاص من معدل الإصابة القلبية الوعائية من خلال التشخيص الباكر وتغير نمط الحياة وتطبيق المعالجة المُعيضة بالهرمونات. يُسبب الضهي تبدلات في المواد الدسمة الجارية في دم المرأة وهذه المواد تُعرف بالليبيدات. كمية المواد الدسمة الموجودة في كل وحدة دموية تحدد مستوى الكوليسترول في المصل. يتألف الكوليسترول من مكونتين: الدسم البروتيني ذو الكثافة العالية HDL والدسم البروتيني ذو الكثافة المنخفضة LDL. يُعدّ الدسم البروتيني ذو الكثافة العالية كوليسترولاً مفيداً حيث يترافق بتأثيرات إيجابية وصحية بينما الدسم البروتيني ذو الكثافة المنخفضة يترافق بتأثيرات سلبية وضارة حيث يشجع المواد الدسمة على التراكم في جدران الأوعية مُحدثاً في النهاية تضيقاً وانسداداً.

ومن الواضح أن الدسم البروتيني ذو الكثافة العالية LDL ينخفض والدسم البروتيني ذو الكثافة المنخفضة يرتفع لدى النساء بعد سن اليأس كنتيجة مباشرة لإنحدار مستوى الأستروجين في الجسم. إن ارتفاع LDL والكوليسترول الكلي قد يقود إلى حدوث السكتات الدماغية والاحتشاءات القلبية، وأخيراً الوفاة.

تم بحمد الله
اسال الله لكم الاستفاده ولي الاجر
6
798

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

(alwan)
(alwan)
مشكورة أختي :)

جزاك الله خير
ملكه النحل
ملكه النحل
سلمت يمناك ياعسل

وكان الله بعون كبار السن
رشفة حنين
رشفة حنين

جزاك الله كل خير على الموضوع المفيد للجميع





¯¨'*•~-.¸¸,.-~*' ¯¨'*•~-.¸¸,.-~*'
رشفة حنين ¯¨'*•~-.¸¸,.-~*' ¯¨'*•~-.¸¸,.-~*'
¯¨'*•~-.¸¸,.-~*'رشفة حنين ¯¨'*•~-.¸¸,.-~*'
سعودية اصلية
سعودية اصلية
موضوع جدا مهم لكل امراة

الف شكر لك اختي
mona shabani
mona shabani
شكرا لكن جميعا على المرور وجزاكن الله خيرا.