بالأمس القريب وكأنها قبل أيام معدودة كنا ننتظر شهر رمضان المبارك وكنا نتبادل فيما بيننا المسجات
والدعوات بأن اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان
وسرعان ما دخل علينا الشهر برحمات ربنا وعروض تخفيضات الجزاء على السيئات ومضاعفة الحسنات
ورفع المكانة والمقام لنا عند الله بها وفي هذا الشهر المبارك .
وبدأ اليوم الأول وما أن ختمنا صيامنا وأفطرنا على نعم الله تعالى وفضله إلا وتأتينا مسجات الأصدقاء والأحباء تقول (اللهم إن هذا أول شهر رمضان قد انقضى فأكتب الجنة لقارئ الرسالة) ..!
ثم بدأت الأيام تتوالى ومع روحانية الشهر وما تصدح به المساجد من أصوات المؤذنين والصلوات ثم بدأت النفوس ما بين محاولة للتقرب أكثر وما بين انشغال بمتع الحياة والملوثات الرمضانية ماظهر منها وما بطن
ومع كل هذا نحاول بأنفسنا الضعيفة ان نسدد ونقارب
ولكن النية واهية والهمة متراخية فكل يوم نقول :
غداً أختم الجزء الثاني ..!
ويأتي الغد ومازلنا على ذات الجزء والصفحة ونعتب على انفسنا ونردد بعد غدً اختم الجزئين معاً ..!
ونفس الشي ونفس التراخي ولا نمل من ترديد كلمة (سوف..!)
وعندما ينبض فينا الضمير ونتأكد بان حبل العبادة الحقة وفي شهرها المبارك بدأ يفلت منا وبدأ الشهر يدبر بأيامه
ولم يبقى منه إلا اقل مما ذهب
نبدأ نحاسب أنفسنا من جديد محاولين اللحاق بالركب ممن سبقونا وحضوا برضا الرحمن وفي شهر القرآن
وتأكدنا بأنه للآن لا مكسب لنا إلا الجوع والعطش والتعب بسبب تهاوننا في العبادة في هذا الشهر وتكثيفها ..!!
وسااار الركب لمسافات واصبح محال ان نقترب منهم ونتجاوز المسافات للحاق بهم .
***
وهنا دعونا نحاول مجددا وفي عبارة (سابق ولاحق ) وهي العبادة التي يكون حالنا عليها في العشر الاواخر من الشهر
دعونا نسابق من عمل للآخرة فيه اكثر
وتصدق في السر والعلن اكثر
وقرأ القرآن و أكثر
واتقى الله وترك المحرمات
هاجراً محراب الشيطان و المأمومين منه
إلى محراب الصالحين الأتقياء
دعونا نحاول ان نرضي الله تعالى
ونعوض ما فات بالتوبة والإنابة إليه.
ودعونا نلحق ونلاحق من هو أول الركب من عباد الله الأتقياء ممن عرفوا الشهر وروحانيته وعبدوا الله فيه حق عبادته
ممن فازوا بالخير الكثير بصلواتهم وقنوتهم بالليل وذكر الله بالنهار والصوم عن المحرمات قبل الطعام والشراب .
دعونا نسابق ونلحق بهم فلقد تجاوزونا بمسافات فجددوا النية الليلة واغتنموا فرصتكم فما زال من الوقت بقية
بأن نكون من اول الركب واسبقهم
ولا تيأس وتقول بان الفرصة ذابت فمازالت باقية فأجري واقفز وإن استطعت الطيران فعليك به
وإن تعبت فلا تلهث وتذوق حلاوة العبادة والوقوف بين يدي الله وحاول أن تعمل في هذه الأيام وتعوض ما فاتك واصطف امام الله مع الركب الصالح
وحين تلتقي بهم اسألهم كيف الحال ..؟!!
حينها متأكدة لن تنتظر الإجابة فستشعر أنت بالحال وستجيب على نفسك وبعقلك وضميرك وكل خلية في جسدك بعد ان استقرت واطمأنت بالتقرب إلى ربها
بـــ (أحسن حال) .
وهنا سيصل إلى سمعك كلمات ترددها وتشعر معها بالفرح والسعادة والرضا ولا تبالي بالموت من أي جانب يأتيك فلقد أرضيت ربك وكفى وستردد هذه الكلمات التي تصل بكل سرور ألا وهي تكبيرات العيد
(اللهأكبر .. الله أكبر .. الله أكبر كبيرا
والحمد لله كثيراوسبحان الله بكرة وأصيلا)
وكل عام وانتم في أحسن حال
بــــ قلمي
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
سبحان الله العظيم