بسم الله الرحمن الرحيــم
:: نقاط ملخصة من كتاب كيف تتعامل مع الشهوة::
لـ : (أحمد زين)
إلى كل من ضاق صدره...وغام بصره...
وتقطعت أنفاسه إذا أذنب...
إلى من تحسرت روحه...
وفاضت عيناه إذا أعصى...
إلى من شعر بحلاوة الطاعة تفلت من تحت وطأة المعصية...
إلى من صارع نفسه حتى لا تطرحه في الهاوية...
فهو بين نصر وهزيمة...
مقدمة الشهوة في دمك...والإثارة تحوطك ليست مشكله...صدقني...
فالإسلام قد دلك على أسلم طريق للاستفادة منها...وهو الزواج "من استطاع منكم الباءة فليتزوج " ]
أعلم أنك قد تقول :وماذا بيدي...والأوضاع قد انقلبت حتى أصبح طريق العفاف صعبا...وتمسك الناس بمظاهر فارغة يتشبثون بها...قبل إتمام هذه الخطوات"الأساسية" في حياة البشر...وكأنهم يتغافلون عن كونها أساسية وهامه جدا؟!.
أقول لك أعرف،وأزيدك:إن سبل الحلال قد صَعُبت...وذللت طرق الحرام وتيسرت...كما حورب الزواج المبكر،بينما رُوج للصداقات المشبوهة...واعتبر الزواج لدى الكثيرين "مسؤلية"و"هما" ينبغي تأخيره ،أما العلاقات غير الشرعية فهي "خبرات" لابد للشباب أن يمروا بها!!.
أعرف كذلك أن كثيرًا من الناس تناسي توجيهات الحبيب صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" ]
،وأن "أكثرهن بركه أيسرهن مهورًا" ]
ومثل ذلك من الإرشادات التي تفضي إلى تسهيل عمليه الزواج...
هذه صوره صادقة لواقعنا،يمكن أن نظل نزيدها سوءًا،وبالتالي تمتلئ نفوسنا ضيقا وأرواحنا تشاؤما،ولا نرى أنفسنا إلا ضحايا ومظلومين.
لكن السؤال ...وماذا بعد؟!
هل يدفعنا هذا إلى أن ننزلق وراء نداء الجسد فنـَعُبُّ من الشهوات ونسير خلفها ؟! أم نقف على أرض صلبة من مبادئ ديننا وندرك ما نحن فيه ونسعى إلى معالجته؟! فنتأمل معًا بعض الوسائل المعينة على تخفيف حده الشهوة..إلى أن يأذن الله بالفرج..وأعنى به الزواج..الذى سيظل هوالحل الأسهل والأسرع والأقوى والدائم لهذا الأمر.
الشهوة واقع فتعامل معه...
أولا.. لا تخف منها:
علينا ألا ترعبنا هذه الشهوة،ولا نصورها بــأنها وحش سيفترسنا لا محاله ،لكن علينا معرفة طبيعتها.
فالشهوة جواد جامح يقف رهن إشارتك..تستطيع أن تقوده فتتنزه به وتستمتع بين الرياض والبساتين..ويمكن أن يقودك هوفيضلك السبل ويخترق بك الأحراش فلا تجنى إلا الوحل...
ومن أروع التشبيهات حول الشهوة في الإنسان:"إن الشهوة في الشاب كإناء به ماء يغلي، فإن أغلقت عليه كل منفذ انفجرالإناء بأكمله،وإن نفست عليه بمقدار معقول خرجت منه القوة التى تُسَيِّرالقاطرات الكبار،أما إن فُتح غطاء الإناء لتبدد الماء ثم لا يلبث الإناء أن يحترق كله".
فهذا تمامًا الشاب الذى إن صرف الشهوة فيما يحل له استمتع بحياته وتفرغ لعمله ودوره في الحياة، لكنه إن كبت نفسه ولم يتزوج انفجر لأنه لم يُلبِّ داعى الفطرة، وهو إن أطلق لشهوته العنان خسر الدنيا والآخرة.
ثانيا..غض البصر:
والبصر هوباب القلب الأول،وأقرب الحواس إليه،ولذا كثر السقوط من جهته،وكان لزمًا علي من خاف علي قلبه –أن يتحرك نحو شئ ما-أن يغض بصرهويحفظه.
ولذا أراد الله أن يُحكم الإنسان رقابته علي هذا الممر،ويفحص ما يدخل منه لأنه سرعان ما يدخل إلي القلب،وما أصدق التعبير فى الحديث القدسي:"النظره سهم مسموم من سهام إبليس،من يركه مخافتى أبدلته إيمانًا يجد حلاوته فى قلبه".
فانظر إلي كلمته "مسموم" وتعبيرها الدقيق،لعلك لاحظت هذا السم في نفسك،تصلي فلا تشعر بحلاوة مناجاة،وتذكر ولا تتذوق طعم طمأنينة،وتقرأ القرآن ولا تطعم من الأنس بالله،وهذا السم الذي فب القلب فيفسد العبادات،هوذاته الذي يسرى في الجسد فلا تهنأ بطعم أكل ولا شرب..ويصبح الطعم الغالب هوطعم المرض والوهن
!!.
وفي توجيه الله سبحانه وتعالي:{قُل لـِّلمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } إشاره لطيفه لنا عن كيفية اتصال الفرج بهذه النظرة التي يستهين بها البعض،إن التعبير بالفعل:"يحفظوا"يشير إلى أن هذا الفرج امانة.
عرف ذلك أحد الشباب وهو يستعمل نظاره طبية فهو بــين الحين والحين –تأديبا لنفسه- يخلعها فيرى العالم حوله مشوشًا حتى إذا استعملها مرة اخرى شعر بقيمة هذه العين،ثم بقيمة أت الله مكنه من استعمال نظاره ولم يتركه هكذا،وقيمه أن نظره ليس أضعف من هذا فيقــول:إذًا لا أقابــل كل هذه النعم بالعصيان.ويعاهد نفسه علي عدم العوده للذنب.
وفي القابل فإن هذه العين التي صبرت عن الحرام ،يـُكتب لها السعاده والفرح ولا تعرف الدمع أبدًا فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "كل عين باكيه يوم القيامة إلا عينـًا غضت عن محارم الله ".
"لم يكتب سنده في الكتاب المنقول منه
"
كم يستغرق هذا القرار من الوقت..بسيط وسهــل ولايستغرق،لا يحتاج إلا لحظة تنزاح فيها الغشاوة من الأعين فتبصر الحقيقه..وما بعدها النعيم من الحلاوة في القلب،ورضا في النفس،وسعاده بالانتصار ..
ولذا فقد أعجبنى شاب كان كلما حدثته نفسه بــالنظر إلي ما لا يحل فإنه يغمض ويردد:"لا إله إلا الله"ثلاث مرات،وهو يتذكر بَيْعَته مع الله وعهده لديه،أنه بهذه النظرة يكمن أن يُخل َّ بحقيقه :"لا إله إلا الله"،وبالتالي فإنه ممتنعًا عن المعصيه.
ثالثـًا .. الصوم:
إنه العلاج الذى وصفه الرسول صلي الله عليه وسلم لمن عجز عن الزواج.
وأعرف أن كثيرين يصومون ثم لا يجدون شيئـًا يتغير، فنار الشـهوة لا تزال تطاردهم..هؤلاء عليهم أن يتهموا أنفسهم، ويشكوا في صيامهم..
ولتسأل نفسك:هل صمت كما يحب الله ورسوله؟..
هل أديت الصوم الذي يقوى داخلك وازع الله؟!..هل أديت الصوم الذي يؤكد كلمات الله؛ حتي تنتصرعلي ايه أفكار خبيثة تنتشر؟!أم إنه صيام الجوع والعطش؟! هل صامت العيون والآذان مع المعدة أم غابت؟!.
رابعًا..إدراك طبيعة الصراع مع الشيطان..
فلا بد وأن يعي المرء أن الشيطان يريد أن يخدعه بـهذه الشهوة ويفوز بمعركته؛وفائدة هذا الإدراك أن يظل الإنسان منتبها واعيًا يقظـًا كالجندي علي برج المراقبة، لأن الشيطان لا يأتي للإنسان ويقول له:هيا إلي الزنا، ولكنه يفعل ذلك من خلال عمليات متواصلة وصراع لا ينقطع وخطوات مرتبة ومنظمة،وبالتالي فلا تتصور أنك تسـتطيع أن تقهره دون ترتيبات وتحصينات.فالأمر "جهاد"..
والجهاد لا يأتي بـزر تضغط عليه فينتهي الأمر..لكنه عملية مستمره من المجاهدة والتعبد والبذل..كما لا بد أن نعي طبيعة هذا الجهاد.
فيمكن مثـًلا في هذه المعركه أن يتقهقر الشاب قـليلا إلي الوراء لكنه لا ييأس بل يعاود الكَرَّة ويهجم،ولامشكلة أبـدًا إن أصابته بـعض الجروح من أثر التدافع والطعان، لكن الأهم ألا نستسلم ونبكى علي جراحنا؛لأن هذا هوما يريده العدو،وأعني بهذا ألا يهوِّل لنا الشيطان ما نقترفه من أعمال لا ترضى الله فنظن أننا قد هلكنا إلي الأبد.. فتضعف نفوسنا فيسهل علي الشيطان اختراقها.
ومن مداخل الشيطان في الأمر كذلك أنه يلجأ أحـيانًا إلي تهوين الأمر في عينك فتتصور أنه لا معركه ولا شئ من هذا القبيل وهوما فطن إليه بعض السلف فنبهوا علي ذلك بقولهم:"إذا فالانتصار فيها نصر عظيم وفتح من الله..كما أن الأمر ليس بالسهولة التي يهيئها لنا الشيطان".
خامسًا.. معرفة عظم الأجر الذي ينظر المنتصرين ..
ويكفيك-أخي الكريم-أنك ستنال مرتبة من الجهاد؛فالجهاد الذي يُعَرِّفه الرسول صلي الله عليه وسلم :"المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله" ]
بل إن مجاهدة نفسك تصل بك إلي مرتبة من أقصى درجات الجهاد..
وهذا ما أكده الحسن البصري حـين سُئل:أي الجهاد أفضل؟ قـال:"جهادك هواك"..وليس الأمر تهويل منه أو كذا ولكنها كلمةأحد المصلحين حين قال :"إن ميدانكم الأول أنفسكم،فإن انتصرتم فيه كنتم علي غيره أقدر، فمن جاهد هواه سهل بعد ذلك أن يجاهد عدوه".
ويكفيك أخي أن تعلم أن الله معك..إذًا فالنصر مضمون إن شاء الله..
وليس أدل علي ذلك من أن الله سبحانه وتعالي يقول في الحديث القدسي للشاب التارك لشهوته من أجل الله:" أنت عندى كبـعض ملائكتي".
إنها الجنة إنها الجنة يا أخي...أغالٍ هو ثمنها؟!
وقد يسَّره النبي صلي الله عليه وسلم حين قال:"من يضمن لي ما بين لحييه-أى لسانه-وما بين فخذيه-أى فرجه-ضمنت له الجنة"
].
وعن أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:"عُرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة: شهيد ، وعفيف مستعف ، وعبد أحسن عبادة الله "].
وكلنا يحب الشهادة ويتمناها، فإن حيل بيننا وبين تحقيقها فدعونا لانترك الباب الثاني وهو العفة.
ما أشد فرحتك يوم الزحام والعرق،و الشمس دانية من الرؤوس وانت تأتيآمنا مستمتعا بظل الله" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل ألا ظله"وذكر منهم:" ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إنى أخاف الله "].
البديل النار
!!..
كيف تتحمل أن يقبضك الله في موقف الزنا؟!والله إن هذا ليس محض افتراض لكنه حدث..
فمنذ سنوات قـرأنا عن شخصية شهيرة ماتت وهى علي الزنا وتركه رفقـاء المعصية وما درى الجيران إلا من رائحة نتنة من شقته،فدخلو فإذا به قد تحللت أجزاء منه وهو عارٍ، وآثار سهرات الخنا في غرفته..
عافانا الله وإياكم....
سادسًا..عزيمة الأحرار..
أن يكون لديك عزيمة حرة...تأبي أن ترعي في المزابـل،وأن تحوم حول القذر، فالنفس النقية الطاهرة تستقذر أن تأتي من هذا الحرام شيئَا،وتحتقر هذا الموقف.
فهذه هند بنت عتبة قبل إسلامها أخبروها أنها ستبايع رسول الله صلي الله عليه وسلم علي عدم الزنا،فتعجبت غير مصدقة وقـالت:" أوَتزني الحرة؟!!". فلم يخطر ببالها أبدًا أن يصدر هذا الفعل من "حرة".
وانظر إلي هؤلاء الأحرار "الرجال بِحَقٍّ"وهو الإمام الشافعي حين قال :" لو علمت أن الماء البارد يلثم مروءتي لما شربته"!!
وعجبًا للرجل الذى لو علم أن الماء البارد هو شراب أهل المعصية مثلاً مع علمه بنقائه وصفائه وطهارته فسـيمتنع عنه حرصًا علي مروءته...وما بـاله لو رأى الذين يهجمون علي حدود الله وينالون مما يغضبه ما يشاءون.
وهذا معاويه بن أبـي سفيان رضي الله عنه يُعرِّف هذه المروءة فيقول:"المروءة ترك الشهوات وعصيان الهوى".فالرجولة الحقة أن لا يستطيع أحد أن يُذِلَّك،وأسهل الطرق لإذلال إنسان أن يُعرف عنه مقارفته لذنب أو إتيانه لمعصية،وها هو أحمد بن حنبل حين يؤكد بقوله "الفتوة ترك ما تهوى لما تخشى".فهذه هى الرجولة والشهامة وأخلاق الأحرار.
سابعا..أن يخاف علي نفسه من الخروج من الدين
فإن إتباع الهوى يوشك بالمرء أن يشرك والعياذ بالله،وقد يقبل المسلم المفَرِّط أن يعصى الله لكنه أبدًا لا يقبل أن يكفر به،وربما لا يدرك العاصي أنه بفعله هذا قد يصل إلي هذه الهاوية، فالله سبحانه وتعالي شدد فى هذا الأمر{أَرَأَيْتَ مَنِ اِتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً}
43]
فإن الهوى معبود العصاة والمذنبين..
وصدق الحسن المطوعي حيــن قال:"صنم كل إنسان هواه"... وهذا منحني صعب وخطير،فمن ذا يرضي بالوثن من دون الله..فلنحطم أصنامنا..ولنكسر أوثاننا.
والرسول صلي الله عليه وسلم يقرع الأسماع في هذه الجزئية بالذات فيقول:"لَما يَزْنِيِ الزَّاني حينَ يَزْني وَهُوَ مُؤمِنٌ..فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ عُنُقِهِ فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَليْهِ"
]
ولا تعجب فقد أصبح من السهل جدًّا الآن أن يقول شـاب لفتاة"أعبدك"..
والأقبح-الذي أرويه والنفس تشفق علي أي مسـلم من هذا المصير المذري-
أن شابًًّا عربيًّا مسلمًا ذهب في رحلة سياحية إلي إحدي الدول غير المسلمة،واتفق علي شئ من الحرام مع فتاة،فلما صعدت إليه في غرفته بكامل زينتها،أعجب بـجمالها حتي سجد لها المسكين إمعانًا في الترحيب بها لكنه-كما يروي الثقات من مرافقيه في هذه الرحلة- قُبض علي هذه الحال!!وتاب أصحابه بعد ما رأوه...
لكن أين هو الآن؟وما مصيره؟!! الله أعلم بحاله.
ثامنًا.. إعمال العقل..
أنظر إلي رجل وامرأة التقيا فراودته المرأة عن نفسه فقال:إن أجلي ليس بيدي كما أن أجلك ليس بيدك فربمـا دنا الأجل فنلقي الله عاصيين.فتابت ورجعت إلي الله وهذا الرجل أعمل "عقله" بعض الوقت فصلح حاله كل الوقت..
فالعقل السليم يدلك علي الخير..إنك تغفد سلاحًا عظيمًا في معركتك إن تركت عقلك..فإن الشيطان سعد بذلك جدًا.
فالخليفة المعتصم كان دائمًا يردد:"يسود الهوى إذا ذهب الرأى"فإذا خرج العقل من المعركة تحـكم الهوى ففسـدت المعادلة،والعقل الراجح يعصم حتى أمام عواصف الشهوات.
فها هما رجل وامرأة يجتمعان وقد همَّا بالحرام،ولما جلس منها الرجل مجلس الزنا،أطرق قليلا ثم قام عنها فسألته:ماذا حدث؟!..فقال: "إن رجل باع جنة عرضها السموات والأرض بمثل هذا لقليل العقل".
تاسعا..الدعاء
هل تتذكر كم دعوت الله أن ينصرك في معركتك هذه وقد جمعت قلبك وأريت الله من نفسك الاضطرار الذى يؤدي إلي الإجابــة{أَمَّن يُجيِبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ} 62]
هل عاهدت نفسك أن تقوم من الليل فتنتهز الفرصة التي يتنزل الله فيها إلي السماء الدنيا فيجيب من يسأله؟!.
هل أسررت إليه بحاجتك وهو يسأل هل من طالب حـاجة فأقضيها له؟!.
هل قلت له:يا رب حاجتي ألا أقع في الحرام،وأن تسـهل عليَّ الحلال،وأن تملأ عيني وقلبي بك..وألا تتركني فريسـة سهلة للشيطان.
وإن كان الرسول صلي الله عليه وسلم أكرم الخلق على الله وأبعدهم عن الحرام كان يردد في دعائه:"اللهم إني أعوذ بـــك من الفتن" من منَّا يأخذ بالدعاء إلي هذه الدرجة؟!ومن منَّا يراقب نفسه إلي هذا الحد ويشفق عليها ان تقع في الحرام؟!.
عاشرًا..خوف الوقوع في الاستهزاء بالله
فمن يعص الله وهو يعلم أن الله يراه فلا شك أن مقدار الله في قلبه قليل.
وقد قيل لأحد المحبين:ما أنت صانع لو ظفرت بمحبوبتك ولا يراكما أحد.قال:"والله لا أجعله أهون الناظرين إليَّ"والله سبحانه وتعالي يأتي بالرجل يوم القيامة ويعاتبه:" يا ابــن آدم تختلي بـي وتعصاني..لِـمَ جعلتني أهون الناظرين إليك؟!".
هل تحتمل عتاب الله لك يوم القيامة وانت أحوج ما يمكن إلي ستره؟ هذا ما وعاه رجل وامرأة ففازا بــرضوان الله وانتهيا عن معصيه،فقد اختليا فقالت له المرأة:هل أغلقت الأبواب؟..قال أغلقتها كلها.فقالت له:إلا بابًا لم تغلقه،هوما بينك وبين ربك.فذهب عنها وتاب إلي الله.
حادي عشر..خوف الحرمان من محبة الله
وهي اللذه التي لا تعادلها لذة..ولو كنت محرومًا فلا تعرفها أو مذنبًا فحُرِمت منها فاسمع لما قاله هؤلاء المحبون:"إن حبه شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبـة غيره"... أي انعدمت عندهم فرحة الظفر بحرام فأصبح حبه هو حياتهم..
ولأننا بعدنا كثيرًا عن هذه الدرجة فإننا نسـوق كلام ولأننا بعدنا كثيرًا عن هذه الدرجة فإننا نسـوق كلام المحبين،لعله يقرب إلينا المسألة،فهذا الجنيد العراقــي كان في أحد المجالس وكان وهو أصغر الحاضرين سنَّا،وذكروا محبة الله وطلبوا منه الحديث،فأطرق رأسه ودمعت عيناه وقال:"العبد المحب لله هو عبد ذاهب عن نفسه..متصل بذكر ربه..قائم بأداء حقوقه..فإن تكلم فبـالله..وإن تحـرك فلله..وإن سكت فمع الله..فهو بالله ولله ومـع الله.." فبكي الجميع ومحبة الله ثمينة عند من يعرف الحقائق،ولا بــد أن تتذكر حين تهم بذنب أو تفكر فيه أين سيضعك هذا الذنب،كم منا يتذكر هذه المحبة عند الوقوع في الحرام.
وهذه امرأة وعت ذلك،قال لها رجل:"أقتربي مني"،يريد الزنا فقالت:"أخشي أن يكون اقترابي منك ابـتعادًا رب العالمين..فاللذات تنقطع ولا يبقــي إلا الحق"...فهذه امرأة"واعية" تعرف الأولويات فإن دفعتها الشهوة إلي منزلق، وقف دينها حائلاً بينها وبين النار.
وانظر إلي حديث الرسول صلي الله عليه وسلم :"المرء مع من أحب " ،فما بالك بمن أحب الله..ما أسعده وهو معه دائمًا!.
وهذا يحي بن معاذ الذي يقرر:"مثقال حبـة من حب الله أحب إليَّ من عبادة سبعين سنة بلا حب"
فالحب هو غاية العبادة الحقة ولكن ابـــن معاذ أيضًا يقــف أمام الأدعياء فيقول:"ليس بصادق من ادعى محبته ثم لم يحفظ حدوده"
ثاني عشر..دوام الذكر...
قد يتعجب البعض أن يكون الذكر مبعدًا عن الحرام،وكيف ينهي اللسان الفرجَ؟!!وهذا الكلام لمن لا يعرف...
فالذكر هو حصن المؤمن التي يحتمي بها، والذكر باللسان هو المفضي إلي ذكر أعلي وهو ذكر الجوارح..وذكر الجوارح هو الانتهاء عــن عصيانه...
ولذا قال ميمون بــن مهران:"الذكر ذكران، فذكر الله سبحانه وتعالي باللسان حسن،وأفضل منه أن تذكر الله سبحانه وتعالي عندما تشرف علي معاصيه"..
وتطبيق هذا هذه المرأة الذاكرة العظيمة التي اتفقت مع رجل علي الزنا...فسألته لما اختليا:"هل نامت عيون الرجال".فقال:"نعم".فقالت:"وعيون ربهم؟!"فبُهِت وتركها؛ فتابا إلي الله...
فكأن الله سبحانه وتعالي يقول:اذكرني عند طاعتك أذكرك وأنت في المعصية،اذكرني بنعمي أذكرك وأنت ضعيف فارغ القلب تهفو إلي الحرام فأحصنك وأقوي نفسك وأذهب عنك همزة الشيطان وأوفقك إلي التوبة.
ثالث عشر..الانشغال بمعالي الأمور...
إن الإنسان الضعيف خاوي الوفاض لا يرى الدنيا إلامن خلال شهوته،ويظل الشيطان يضخم له قيمتها حتي يشغله بها عن مهمته في الحياة..والإيقاع بهن..هل سمع هذا الشاب أنه خليفة الله في الأرض؟..وما أشقها من مهمة! وما أعظمها من رسالة!.
هل علم هذا الشاب أنه وريث النبي صلي الله عليه وسلم ؟! وما أشرفه من إرث!
هل عرف أنه مســئول عن هداية البشر من حوله؟!وما أروعها من مسئولية!.
هل أدرك حال الأمة من حوله وتدهور أحوالها وانتقــاص الأعداء من قدرها؟!.
هل يعحبه تخاذلنا تجاه ضياع فلسطين..وانتهاك قدســـنا الحبيب؟!أم أنه لايزال يعتقد أن الجنس هو قضيته الكبرى؟!!
ولكن حسبي أن اقول...
إن من لم يدرك غايته في هذه الحياة فإنه لايدرك شيئًا أبدًا..وإذ لم يدرك سر خلقه ووجوده فما يمنعه أن تطيش أفعاله وتتبد طاقته؟!!
رابع عشر..أدِّب نفسك...
في كثير من الأحيان نتناسي أنفسنا لننضم إلي أخطر صنف من البشر وهم الغافلين،فننسي أننا سنظل في كل من حياتنا في حملة تقويم و تهذيب لنفوسنا،فلا يصح أن نتركها وشأنها.
بل علينا في كل لحظة مراقبتها وسؤالها،فبهذا فقط تتم النجاة..
إن شابًا أغوته امرأة،وتمادى معها بعض الوقت إلي أن أوصد عليهما الباب فلما هم بـالمعصية وجد شمعة..فوضع إصبعه عليها وهو يـقول لنفسه:إذا صبـرتِ على هذه النار الضعيفة تركت وشأنك،وإن لم تصبري فكيف تقوين على نار وقودها الناس والحجارة؟!.
فهذا الشاب تحركت نفسه،لكنه زجرها وأعادها بقوة؛لا لشئ إلا لأنه يملك زمامها فاستطاع أن يقودها.
وبعد أن قرأت الموضوع مارأيك فيه؟؟ هل أفادك أم إنه لم يؤثر علي شئ؟؟
اللهم تقبل منا صالح الأعمال
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك و اغننا بفضلك عمن سواك
.
.
.
منقــــول
( يا حبذا النشــــر )
أمونـــة @amon_31
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
^ رنا ^
•
جزاك الله كــــ خييييييير ــــــــــل
الف شـــــــكــــــــر لك
...........................................................
الف شـــــــكــــــــر لك
...........................................................
الصفحة الأخيرة
لاحرمك ربي الاجر ..