7esa @7esa
محررة
كيف نجيد استدعاء دعوات اللحظات الحرجة؟
مقام المضطر.. النقطة الحرجة:وهي النقطة الحرجة في حياة المؤمن؛ التي تؤذن بميلاد إجابة الدعاء من الخالق القوي العزيز للمخلوق الضعيف؛ وذلك عندما يمر بهذة اللحظات؛ ويبلغ مقام المضطر؛ الذ
ي لا يدرك سره إلا من عايش جو هذه الآية: (أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُوءَ..) ، "فالمضطر في لحظات الكربة والضيق لا يجد له ملجأ إلا الله، يدعوه ليكشف عنه الضر والسوء، ذلك حين تضيق الحلقة، وتشتد الخنقة، وتتخاذل القوى، وتتهاوى الأسناد، وينظر الإنسان حواليه فيجد نفسه مجرداً من وسائل النصرة وأسباب الخلاص. لا قوته، ولا قوة في الأرض تنجده.. في هذه اللحظة تستيقظ الفطرة فتلجأ إلى القوة الوحيدة التي تملك الغوث والنجدة، ويتجه الإنسان إلى الله، ولو كان نسيه من قبل في ساعات الرخاء، فهو وحده دون سواه، الذي يجيب المضطر إذا دعاه، فيجيبه ويكشف عنه السوء، وينجيه من الضيقة الآخذة بالخناق."
ولقد علمنا الحبيب- صلوات الله وسلامه عليه- وسائل استدعاء هذا اليسر الرباني؛ والتي منها:
1- أن نمتلك أملاً لا يغيب:وأن ندرك أن أبواب الأمل في تغيير الأوضاع إلى الأحسن مفتوحة دائماً: (... لا تَدْرِي لَعَلّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) .
ويملؤنا حسن الظن بربنا: قال الله عز وجل: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث ذكرني." وأن أقداره سبحانه هي دوماً إلى خير ويسر: (... سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً ) .
2- أن ندرك أن مع كل عسرِ.. يسرين:فهذا اليسر والخير القادم من القوة والكثرة بحيث لا يقف أمامه شدة أو ضيق، وهو دوماً لا يفارق العسر: (فَإِنّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنّ مَعَ الْعُسرِ يُسْراً ) .
فالوسائل والأبواب تخضع أيضاً لسنة التداول الإلهية، وهو باب ينساه بعض الناس، ويجهله أو لا يدركه بعضهم الآخر: (أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمّا يُشْرِكُونَ ) .
3- تقوى الله عز وجل، ومحاسبة الضمير:وهي أن ندرك أن بابنا إلى الفرج واليسر هو تقوى الله سبحانه: (... وَمَن يَتّقِ اللهَ يَجْعَل لَهُ مِنْ أَمْرِ يُسْراً ) .
4- استشعار عجز النفس أمام العسر:قال تعالى: (... حَتّى إِذَا ضَاقَتْ
عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُوا أن لاّ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَيْه ثُمّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنّ اللهَ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ ) (التوبة).
5- فن استخدام مخزون المؤمن الإستراتيجي:وهو أن نحسن توظيف المحن إلى منح نكتشف بها كنزنا السحري! وأهم محنة نحوّلها إلى منحة هي حسن توظيف حالة الشعور بالظلم؛ وأن نتذكر (وَكَذَلكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةُ إِنّ أخْذَهُ أَلَيِمٌ شَديِِدٌ ) (هود).
إنَّ منْ تعاسةِ العبد، وعثْرةِ قدمِهِ وسقوطِ مكانته: ظُلمُهُ لعبادِ اللهِ، وهضْمُهُ حقوقهم، وسحَْقَْه ضعيفهم، حتى قال أحدُ الحكماءِ:خفْ ممَّن لم يجْد له عليك ناصراً إلا الله.
6- أن نتيقن أن مع كل انسدادِ.. فتوحات مضاعفة:ولنتدبر أجمل نصيحة وصلت إلينا من أحد كبار المربين؛ وهي أيها السائر الحبيب، "فرغ خاطرك للهم بما أمرت به، ولا تشغله بما ضمن لك، فإن الرزق والأجمل قرينان مضمونان، فما دام الأجل باقياً، كان الرزق آتياً، وإذا سد عليك بحكمته طريقاً من طرقه، فتح لك برحمته طريقاً أنفع لك منه، فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه،وهو الدم، من طريق واحد وهو السرة، فلما خرج من بطن الأم، وانقطعت تلك الطريق، فتح له طريقين اثنين وأجرى له فيهما رزقاً أطيب وألذ من الأول، لبناً خالصاً سائغاً، فإذا تمت مدة الرضاع وانقطعت الطريقان بالفطام فتح طرقاً أربعاً أكمل منها؛ طعامان وشرابان، فالطعامان من الحيوان والنبات، والشرابان من المياه والألبان، وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ، فإذا مات انقطعت عنه هذه ...
منقول للفائده
5
420
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حكايه صبر
•
جزاااااااك الله خير
الصفحة الأخيرة