كيف نحصل على السعادة؟
تحقيق: عواطف إدريس إسماعيل
الخبراء يؤكدون وجود آليات ومهارات تولد السعادة ..
كثيراً ما نتكلم عن مفهوم ومعنى السعادة، من دون أن نصل إلى مقاييس محددة لذلك. وعلى الرغم من محاولة الكثير من العلماء الوصول إلى الطريق الذي يؤدي إلى السعادة الحقيقية، غير أن مهمتهم لا تبدو سهلة، لأنهم لم يتوصلوا إلى الوصفة السحرية التي تقود إلى السعادة. فمن السهل أن يستحضر أي منا 10 أمور تقوده إلى الغضب، ولكن في الوقت نفسه من الصعب على أيٍّ منا أن يحدد 3 نقاط تؤدي به إلى طريق السعادة. ومع ذلك، يستطيع بعض الأشخاص خلق وسائل مختلفة للوصول إلى السعادة، التي أصبحت صعبة المنال.
فما هي تلك الوسائل التي يحقق من خلالها البعض السعادة الغائبة؟ وما هي كلمة السر التي تجلب السعادة؟
التسوق
يعتبر عبدالله بن مانع المنهالي (موظف) أن «مشاغل الحياة تعددت، ولم يعد الإنسان يطيق نفسه في أغلب الأحيان، الأمر الذي يدفعه إلى البحث عن متنفس يشعر من خلاله بسعادة ولو مؤقتة. يقول: «عندما أشعر بالضيق والقلق، أذهب فوراً إلى أحد مراكز التسوق لشراء بعض الأشياء من ملابس وعطور وغير ذلك، كما أني أحاول أن أمنح نفسي قدراً من السعادة بالجلوس في المقاهي الموجودة في المركز التجاري، حيث أتأمل في الحياة من خلال مشاهدة الداخلين والخارجين منه». إلى ذلك، يتحدث المنهالي عن وسائل أخرى يحاول أن يخلق السعادة من خلالها، ومنها: الابتعاد عن ضغط المدينة بالذهاب إلى البر مع الأهل والأصدقاء، حيث الفضاء الواسع والهواء الطبيعي الذي يجعله يشعر «بالبهجة والراحة النفسية» كما يقول.
شراء الأحذية
أن يجد الإنسان متعة ليست بعدها متعة وسعادة لا تعادلها سعادة في شراء الأحذية فقط، فذلك أمر غريب ولا يصدق. لكن، علينا أن نتذكر أن «للّه في خلقه شؤوناً». وفي هذا السياق، تؤكد بينا ذو النون (ربة منزل) أن «التسوق، والتسوق فقط، والبحث عن آخر صيحة في عالم الأحذية، هو العلاج الوحيد لشعوري بالحزن أو الاكتئاب». تقول: «ربما يستغرب البعض إذا قلت إن في خزانتي عشرات الأحذية مختلفة الأشكال والألوان، لكني مازلت أذهب إلى السوق بين وقت وآخر لشراء المزيد من الأحذية كلما شعرت بالضيق والحزن، لأن شراء هذه الأحذية يمنحني نوعاً من الشعور بالسعادة».
التنزه مع الأصدقاء
الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يكره الوحدة، ويخلق لنفسه جواً من السعادة من خلال وجوده مع الآخرين، هذا ما تؤكده ياسمين شفا (موظفة) التي تشير إلى أن «السعادة ليست في أغلب الأحوال أمراً صعب المنال». تضيف: «ليس هناك ما يستدعي الخضوع لأي شعور بالضيق والقلق، مادام هناك إمكانية لخلق جو من المرح والسعادة، يساعد على إزالة التوتر الذي يكاد يشل عصب الحياة اليومية، ويُغرقنا في بحر من الهموم والتعاسة». وفي هذا الإطار، تتحدث ياسمين عن أهمية خروجها مع صديقاتها إلى المقاهي أو التنزه على شاطئ البحر عندما تشعر بالقلق، لافتة إلى أن هذا يساعدها على أن تستعيد توازنها وتخلق جواً من السعادة بالنسبة إليها وإلى صديقاتها.
هوايات
كرة القدم، الرحلات البرية، والذهاب إلى الـ«عزبة» مع الأصدقاء الشباب، أنماط مختلفة من الأنشطة التي تؤدي إلى الشعور بالسعادة بالنسبة إلى سالم راشد المنصوري (طالب جامعي)، الذي يشير إلى أنه ينحدر من عائلة بدوية، لافتاً إلى أنه يهرب مع أصدقائه أو أقاربه إلى الصحراء، كلما شعر بالضيق والضجر، وذلك بهدف الاستجمام وشرب القهوة، وتبادل السوالف والحكايات (القصص) عن أيام الطفولة البريئة مع الأصدقاء. يضيف: «رحلات البر والصيد هي جزء من تراثنا العريق الذي نسعى بكل الطرق للحفاظ عليه من الاندثار، وهو يهدف إلى إثبات هويتنا التي تمنحنا السعادة». من ناحية أخرى، يؤكد المنصوري أن السباحة في مياه الخليج الزرقاء تجدد نشاطه، وتمنحه جرعات كبيرة من الشعور بالسعادة.
أكل ورياضة
من جانبها، تختلف مكيلا مارتيني (ربة منزل) عن غيرها في أسلوب البحث عن أقصر الطرق التي تقود إلى السعادة، حيث تؤكد أنها تشعر بسعادة متناهية في التهام الطعام حينما يداهمها الحزن، أو تشعر بالضجر. تقول: «عندما أشعر بالضيق، أنهض من مكاني كي أبحث عن الطعام الذي أجد فيه متعة متناهية، ويزداد شعوري بالسعادة حينما ألتهم أطباقاً من المعكرونة أو السمك والبيتزا». ورداً على سؤال حول كيفية محافظتها على رشاقتها، في حين أنها تبدو مغرمة بالأطباق الدسمة؟ تجيب ضاحكة: «هناك وجه آخر للسعادة يتمثل في رياضة المشي في الهواء الطلق، وهذا ما يجعلني أصطاد عصفورين بحجر واحد: حرق الدهون والشعور بالراحة».
أحزان الغربة
يختلف أمر البحث عن السعادة الآنية بالنسبة إلى رائد الصوص (موظف)، الذي يقول إن سر سعادته يكمن في اللجوء إلى ذكرى الذين تركوا بصمات محددة في حياته «ولو عن طريق تذكرهم عن بُعد، إذا نأت الديار وعز المدار» بحسب ما يقول. يتابع: «حينما أشعر بالضيق، أبحث عن أناس لهم دور مهم في حياتي كزوجتي وأبي وأمي وأفراد عائلتي وبعض الأصدقاء، فوجودهم إلى جانبي ولو في الخيال، يمثل بالنسبة إليَّ شكلاً من أشكال السعادة». يضيف: «حينما أشعر بأن مشكلات الحياة تلف حبلها حول عنقي، أجلس في مكان هادئ لأستعيد شريط ذكرياتي الجميلة معهم، فأشعر بدفء وحب العائلة الذي يمنحني جرعات من السعادة والفرح، كما يسهم في تغيير الجو العام بالنسبة إليّ».
محبوبة رنودة @mhbob_rnod
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جبرني الوقت اصبر
•
جزاك الله خير يالغلا
الصفحة الأخيرة