بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف ينال الانسان الخاتمة الحسنة؟
كيف يوفق لحسن الاقبال على الله؟
كيف يوفق لأن يموت موتة من اطمأنت نفسه ونودي (ياأيتها النفس المطمئنة)
هذا الذي ينبغي أن تجري في مضمار ادراكه أقدام الرجال,وهذا يصعب والله على مثلي أن يتكلم فيه, يحتاج الى رجل فيه من الصلاح ما فيه,لكنني جامع علم أقوله للناس,ما والله حمل من يعرف الله حقا شيئا على ظهره أثقل من كيف يقدم على الله؟
ولو أن الانسان كان له زيادة عقل لعلم أنه مامن شئ ينبغي التفكير فيه وتقضى الأعمار في ايجاده أعظم من الاجابة على سؤال, كيف سيكون قدومك على الله؟
فأما القدوم فهو واقع لا محالة, كرجل غاب عن أبويه ولا مرد له الا أبويه فهو أصبح أو أمسى سيعود اليهما,وان كان في المثال شبه نقص, ولله المثل الأعلى.
لكن المؤمن والله والكافر يعلم من أهل الكتاب أنه سيقدم على الله,وما من أحد يجهل أنه سيقدم على الله, والذي ينبغي أن تشغل فيه الأعمار ويكثر فيه الدعاء,على أي حال سيقدم المرء على ربه:
أولا:حالة قلبه,وهي الفيصل,كيف سيكون القلب عند قدومه على الله,هل سيقدم قدوم مشتاق؟ هل يقدم قدوم محب؟ هل يقدم قدوم موحد؟ هل يقدم قدوم خاضع خاشع لربه جلا وعلا؟ وهذا هو الفيصل
ثانيا:حالة الجسد,على أي حال سيقدم على الله؟ هل يكون حينها متلبس باحرام؟ هل يكون الجسد حينها واقف في الصلاة؟ هل يكون الجسد حينها ساجدا لله؟ هل يكون الجسد حينها ذاكرا لله؟
أم يكون الجسد حينها في أحوال يجل المسجد عن ذكرها.
الحالة الثالثة:الوطن الأرض التي يقبض المرء عليها, على أي أرض يقبض؟
هل يقبض بين الكفار؟ هل يقبض بين مؤمنين؟ هل يقبض بين من يلقنه الشهادة,أو يقبض لوحده؟ أو يقبض في أرض تعمر بالفحشاء؟ أو يقبض في ارض تعمر بالصلاح والتقوى؟ هل يقبض في مسجد؟
وربما يوجد من يقبض في حانة عياذا بالله, هي يقبض وهو ذاهب لبيوت الله؟
أو يقبض وهو ذاهب الى ملهى أو ما أشباه؟ أو يقبض وهو يقلب في مصحف؟ أو يقبض وهو يقلب عينيه في الشاشات والفضائيات؟ هل يقبض وقد ترك أثراطيبا في والديه؟ هل يقبض وقد ترك أثرا سيئا في والديه؟
والحالة الرابعة:في اليوم, في أي يوم يقبض, وان كانت الأيام سواء, لكن من قبض ليلة الجمعة أو يومها أومن فتنة القبر,هذه كلها هي التي ينبغي أن يشغل بها المرء,واذا شغل بها حقا أول شئ يصنعه اللجوء الى الله أن يحسن وفادتنا عليه, كل منكم اذا رأى في نفسه قربى من الله وزيادة ايمان, وشعر بأن هذا الدعاء حري أن يسمح,فلا يلح على شئ يريده من ربه أعظم من أن يحسن الله وفادتك عليه,والله ما سأل سائل شئ في الدنيا أعظم من حسن الوفادة على الله, لأن حسن الوفادة على الله لازمه ظاهرةأن ما بعده خير منه
أما العياذ بالله,ان ساءت الوفادة على الله لا يلزم أن يكون ما بعدها أسوأ منها فقد يغفر الله من عنده, لكن المقصود طلب معالي الأمور, فينبغي أن لا يكون هناك هم نحمله أعظم من كيف نقدم على الله؟ القدوم على الله شئ عظيم هذا الذي ينبغي أن يعتبر به المؤمن وهو يقرأ(كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق)
القدوم على الله هو خلاصة عملك في هذه الدنيا. وهو الذي تفنى الأعمار في تحقيقه وتحصيله وارادته من رب جلا جلاله, وهذا من أسبابه بعد الدعاء, العمل الصالح, فالعمل الصالح مع دعاء الله جلا وعلا برحمة الله تكون به الخاتمة الحسنة,فغالب من يحيى على شئ أن يموت عليه,فوالله لاأحد يدري ما الذي يضمره فؤاذك وما تكنه نفسك وما الذي أسر عليه قلبك الا ربك, والصدق مع الله تبارك وتعالى مورث معط لحسن الخاتمة,
أسأل الله عز وجل باسمه الأعظم الذي اذا دعي به أجاب واذا سؤل به أعطى وأسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وأسأله بأني أشهد أنه هو الله الذي لا اله الا هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ,ان يرزقني واياكم حسن الخاتمة وحسن الوفادة على أرحم الراحمين.
ترف$$$$ @trf_55
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
متجر ضي القمر
•
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة