لا جسدَ واحدا ولا بنيانَ مرصوصا ؟!
تحتضن دول الغرب بما فيها دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية عشرات الملايين من المهاجرين القادمين من آسيا وأفريقيا ونسبة كبيرة منهم من دول عربية وإسلامية ويكون سبب هجرتهم ــ في الغالب ــ ما يعانونه في بلدانهم من فقر وأمراض وقهر وخوف بعد أن أصبحت معظم تلك البلدان في قبضة أنظمة شمولية فاسدة والغة في الدماء والانتهاكات لحقوق الإنسان فتكون الهجرة إلى دول الغرب حيث يجد المهاجرون أمامهم أنظمة رحيمة تمنحهم حق الحياة الكريمة، فلا تمضي سنوات قليلة على وجودهم فيها حتى يحصلوا على الإقامة الدائمة، ثم على الجنسية ليصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى لهم حق الانتخاب بل والصعود إلى أعلى درجات السلطة والحكم والأمثلة على ذلك كثيرة، مع أن غالبية أولئك المهاجرين لا يشاركون مواطني دول الغرب في الدم أو اللغة أو الدين، ولكنها حضارتهم التي جعلتهم يتعاملون مع الناس بمعايير إنسانية راقية ولذلك لا يعود المهاجرون إلى أوطانهم مرة أخرى وإن حصل ذلك ونادرا ما يحصل فإن النادر لا حكم له أو عليه.وفي المقابل فإن هناك هجرات تحصل من دول إسلامية أو عربية إلى دول عربية وإسلامية أخرى من أجل لقمة العيش، ويكون المهاجرون مشاركين لأبناء دول المهجر في الدين واللغة والدم أو في الدين على الأقل وهو أوثق رباط وأهم صلة بين أبناء المسلمين ولكن معظم هؤلاء المهاجرين يقيمون في بلدهم «الثاني» عشرات السنوات ويتوالدون ويصبح الجيل الثاني لا يعرف وطنا غير الوطن الذي ولد فيه ولا لغة غير لغته ولا انتماء غير الانتماء إليه، ولكن كل ذلك لا يشفع لهم في اكتساب الجنسية أو حتى الحصول على الإقامة الدائمة فأين هي روابط الدين واللغة والدم التي يتم الحديث عنها ليل نهار عبر وسائل الإعلام والمنتديات، وكيف تصبح دول الغرب «الكافرة!!» التي لا تربطها بالمهاجرين المسلمين إلى أرضها لغة أو دين أو دم أكثر حنانا وسخاء وإنسانية من دول المهجر العربية والإسلامية، وكيف تلام دول الغرب إن هي تساءلت عن أسباب عدم قيام دول المهجر العربية والإسلامية بواجبها نحو جزء من أبناء أمتها هاجر إليها اكتسابا للقمة العيش حتى أصبح الحمل كله أو جله ملقى على أكتاف دول المهجر في الغرب، ومن أحق باحتضان المهاجرين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية دول الغرب أم الدول العربية والإسلامية، وأين البنيان المرصوص والجسد الواحد يا عبدالماجد؟!.
للكاتب محمد أحمد الحساني جريدة عكاظ
لاتعليق........
إيمو* @aymo_7
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
هللو كيتي
•
كلام سليم
الصفحة الأخيرة