القــــرآن في قلبي @alkran_fy_klby
عضوة شرف في عالم حواء
لعلاج أمراض القلوب
ا.د.صلاح سلطان
للقلب أهمية خاصة عند الله تبارك وتعالى ثم عند الناس، وإذا كانت أهمية القلب العضوية تتضاعف عند الناس، فإن الأهمية القصوى للقلب عند الله ترجع إلى جانبه المعنوي، ومن هنا يجب أن نبدأ بتعديل جانب الأهمية بالنسبة إلى القلب ليكون الجانب المعنوي الذي يبقى أولى من الجانب العضوي الذي يفنى، وهو العلامة الأولى على الموت الحقيقي للإنسان، بأن يتوقف القلب عن العمل، بينما القلب في جانبه المعنوي يبقى حيا عند الله تتضاعف آثاره، ويزداد أجره على قدر ما يترك وراءه من بصمات طيبات وآثارا رائعات.
قلبه المعنوي و العضوي
والحد الأدنى الذي نريده هو أن يتوازى اهتمام الإنسان بقلبه المعنوي، مع اهتمامه بقلبه العضوي، والحد الأعلى هو أن يكون الجانب المعنوي الأبقى هو موضع الاهتمام الأرقى على الجانب المادي الذي يبلى.
يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ
والسبب الأول الذي يدفعنا لذلك هو أننا يجب أن نظل دائما نعظِّم ما عظَّم الله ، ونقدِّر ما قدره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما روى مسلم بسنده عن أبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أن رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الله لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمُ وَلاَ إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ» (صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه، 16/103).
المُضْغَةً
ولما رواه البخاري بسنده عن النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا وإِنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسدُ كلُّه، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجسَدُ كله، أَلا وهِيَ الْقَلْبُ» (صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، 1/172)، ولا ينفع عند الله يوم القيامة: }إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{ .
فإن هذا يدفع تلقائيا كل ذي حس إيماني أن يجعل للقلب وطهارته، ونقائه، وصفائه، وقنوته، وإخباته، وتضرعه، وانكساره بين يدي الله، ورحمته بالخلق أجمعين، وعزته أمام الكافرين، أن تكون هذه الخِلال أولَى في حياة الإنسان من الاهتمام بشكله الخارجي وبقلبه العضوي.
إذا أردنا أن نضرب لذلك مثالا فالناس كلُّ الناس إذا أحس أحدهم بأي مرض عضوي في القلب، مثل: زيادة سرعة الضربات، أو النوبة القلبية، أو مرض الشريان التاجي، أو الذبحة الصدرية، فإن الناس يسارعون إلى الطبيب ويفرِّغون أنفسهم من الوظائف، والواجبات الأُسرية، والتجارية، والعلمية، والسياسية، ويوقفون كل شىء، ويمكثون في المستشفى أياما أو شهورا، ويتَّبعون تعليمات الأطباء بدقة، حتى يعود القلب العضوي إلى وظائفه الطبيعية.
وإذا خرج أحدهم من المستشفى يحتاج أن يستمر على علاج كل بضع ساعات، وأن يغير من السلوك، والانفعالات، والحركة والنشاط، فلا يملك
المريض إلا الاستجابة بكل دقة وثبات.
لعلاج أمراض القلوب
وتوجيهي هنا لنفسي أولا، ولإخواني وأخواتي وأحبابي في الله ثانيا، هل نصل في الاهتمام لعلاج أمراض القلوب وقسوتها إلى درجة لا تقل - إن لم تزد - عن مستوى الاهتمام بعلاج أمراض القلوب المعنوية، مثل القسوة، والنفاق، والرياء، والجُبْن، والخِسة، والحقد، والكبر، والغدر، والدناءة، والكسل،
والعجز، والضعف!.
النداء العلوي
وهي أمراض يستدعي بعضها بعضا، فيكون الإنسان عند الناس حياً لبقاء حركة القلب العضوي، وميتاً عند رب الناس لقسوته وبعده عن ربه، فيحتاج إلى هذا النداء العلوي: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ{ ، فإذا ما عاد إلى الله استحق هذا الوصف الرباني: }أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ{ .
لكن هذا المستوى يحتاج بالفعل إلى مثل ما يجري في علاج الأمراض العضوية، من الانتقال إلى مستشفى الإسلام العظيم، واستفتاء طب القلوب ودوائها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلماء الأمة الربانيين أطباء القلوب، وينبغى أن يَحْرِمَ المريض نفسَه مما ألِفَه من الذنوب والمعاصي.
ويتفرغ للمعالجة
كما يَحْرم مريض القلب العضوي نفسه من طعام يحبه، وانفعال اعتاد عليه، ويتفرغ لهذه المعالجة بالاعتكاف في المسجد، أو الخلوة مع الكتاب المسطور، أو الكون المنظور، بالعقل تدبرا، وبالقلب تأثرا، وبالنفس تغيرا، أو يشدَّ الرِحال إلى المساجد الثلاثة (المسجد الحرام، والنبوي، والأقصى).
ويستروح بين اعتكاف، أو طواف وسعي، وتضرع وبكاء، ودعاء وثناء على الله تعالى، غير مشغول إلا بالإقبال على ربه وتطهير قلبه، وتزكية نفسه، ليعود بوجه غير الذي ذهب به، صاحب أوراد وعبادات، وثوابت للإيمان في كل الأوقات، كما يعود مريض القلب العضوي بأدوية وتعليمات لا يتركها حتى يبرأ من الآفات.
وحتى تعلو في النفس أهمية القلب المعنوي أُورد طرفاً من هذه الأهمية القصوى للقلب، كما توضحه النصوص الشرعية بجلاء يزيد عن سطوع الشمس في رابعة النهار:-
وعاء الإيمان أو الكفر
1ـ القلب هو وعاء الإيمان أو الكفر: لقوله تعالى: }وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ{ ، وقوله تعالى: }بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا{ .
وعاء الإخلاص أو النفاق والرياء
2ـ القلب هو وعاء الإخلاص أو النفاق والرياء: للحديث الذي رواه البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى: فَمَنْ كانتْ هِجْرَتُه إِلى دُنْيَا يُصِيبُها، أَوْ إِلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُه إِلى ما هاجَرَ إِلَيه» (صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله، 1/15).
والمعروف قطعا أن النية والإخلاص من أعمال القلوب، كما أن النفاق والرياء من أعمال القلوب، لقوله تعالى: }فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ{ .
وعاء ذكر الله أو الغفلة عنه
3ـ القلب هو وعاء ذكر الله أو الغفلة عنه: لقوله تعالى: }وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ{ ، ولقوله تعالى: }وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا{ .
9
959
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بقلم الداعية: الشيخ يوسف فرحات
القلوب أنواع أو أوصاف، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الأنواع وكذلك السنة النبوية، أما القرآن فقد قال تعالى: ﴿ يوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ *ِ إلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم *يَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * َلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾.
أما السنة فقد قال حذيفة رضي الله عنه: (القلوب أربعة: قلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن، وقلب أغلف، فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس، فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر، وأبصر ثم عمي، وقلب تمده مادتان: مادة إيمان ومادة نفاق، وهو لما غلب عليه منهما ).
أما القلب السليم
فهو القلب الحي الذي امتلأ بنور الإيمان كما قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ﴾ وهذا القلب مثل نُورِ الإيمان الذي يقذفه الله سبحانه وتعالى فيه: ﴿ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾.
القلب السليم
هو الذي سلم الشرك، لأن أكثر ما يفسد القلب هو الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر فالأكبر لقوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾. فكما أن الكون لو كان فيه إله آخر مع الله لحل فيه الفساد لأنه سيحدث تنازع في الإرادة، كذلك القلب السليم هو الذي لا يكون فيه إلا الله، لذا كان الرياء مفسداً للأعمال وهو من الشرك الأصغر، وقد جاء في الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ( أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ).
والقلب السليم
هو الذي سلم من الحسد والحقد والغل، وهو الذي سلم من كل شهوة ومن كل شبهة، فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسول الله، كما قال تعالى : ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾.
والقلب السليم
هو يحب لله ويبغض لله، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ أَحَبَّ للّهِ، وَأبْغَضَ للّه فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمان ). وهكذا فالقلب السليم هو الذي يكون دائماً في حالة اتصال بمصدر النور الحقيقي الله سبحانه وتعالى، لأنه قلب أجرد مزهر بنور الإيمان مصداقاً لقوله تعالى: ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾.
القلب السليم.
اللهم اصلح قلبي واذهب قسوته وطهره من النفاق والرياء واجعله قلبا مطمئنا لينا مخبتا منيبا ولاتنزع منه الرحمة
القلوب أنواع أو أوصاف، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الأنواع وكذلك السنة النبوية، أما القرآن فقد قال تعالى: ﴿ يوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ *ِ إلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم *يَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * َلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾.
أما السنة فقد قال حذيفة رضي الله عنه: (القلوب أربعة: قلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن، وقلب أغلف، فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس، فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر، وأبصر ثم عمي، وقلب تمده مادتان: مادة إيمان ومادة نفاق، وهو لما غلب عليه منهما ).
أما القلب السليم
فهو القلب الحي الذي امتلأ بنور الإيمان كما قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ﴾ وهذا القلب مثل نُورِ الإيمان الذي يقذفه الله سبحانه وتعالى فيه: ﴿ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾.
القلب السليم
هو الذي سلم الشرك، لأن أكثر ما يفسد القلب هو الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر فالأكبر لقوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾. فكما أن الكون لو كان فيه إله آخر مع الله لحل فيه الفساد لأنه سيحدث تنازع في الإرادة، كذلك القلب السليم هو الذي لا يكون فيه إلا الله، لذا كان الرياء مفسداً للأعمال وهو من الشرك الأصغر، وقد جاء في الحديث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ( أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ).
والقلب السليم
هو الذي سلم من الحسد والحقد والغل، وهو الذي سلم من كل شهوة ومن كل شبهة، فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسول الله، كما قال تعالى : ﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾.
والقلب السليم
هو يحب لله ويبغض لله، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ أَحَبَّ للّهِ، وَأبْغَضَ للّه فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمان ). وهكذا فالقلب السليم هو الذي يكون دائماً في حالة اتصال بمصدر النور الحقيقي الله سبحانه وتعالى، لأنه قلب أجرد مزهر بنور الإيمان مصداقاً لقوله تعالى: ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾.
القلب السليم.
اللهم اصلح قلبي واذهب قسوته وطهره من النفاق والرياء واجعله قلبا مطمئنا لينا مخبتا منيبا ولاتنزع منه الرحمة
صبرين 12
•
اللهم اصلح قلبي واذهب قسوته وطهره من النفاق والرياء واجعله قلبا مطمئنا لينا مخبتا منيبا ولاتنزع منه الرحمة
جـــــزااااكيالله خـــير الدنـــيا والاخـــرة يالغاليـةوبارك الله فيك
اللهم ارزقنا شفاعة نبيك محمد وأوردنا حوضه، وارزقنا مرافقته في الجنة،
اللهم استرنا في الدنيا والآخرة
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم لا تحرمنا فضلك بسوء ما عندنا
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
اللهم ارزقنا شفاعة نبيك محمد وأوردنا حوضه، وارزقنا مرافقته في الجنة،
اللهم استرنا في الدنيا والآخرة
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم لا تحرمنا فضلك بسوء ما عندنا
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
زهرة سرف
•
الامــيــرة01 :جـــــزااااكيالله خـــير الدنـــيا والاخـــرة يالغاليـةوبارك الله فيك اللهم ارزقنا شفاعة نبيك محمد وأوردنا حوضه، وارزقنا مرافقته في الجنة، اللهم استرنا في الدنيا والآخرة اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم لا تحرمنا فضلك بسوء ما عندنا أستغفر الله العظيم وأتوب إليه أستغفر الله العظيم وأتوب إليه أستغفر الله العظيم وأتوب إليهجـــــزااااكيالله خـــير الدنـــيا والاخـــرة يالغاليـةوبارك الله فيك اللهم ارزقنا شفاعة نبيك...
الصفحة الأخيرة
4ـ القلب هو وعاء السعادة أو الشقاء: لقوله تعالى: }فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ{ .
وعاء التقوى أو الجرأة
ـ5 القلب هو وعاء التقوى أو الجرأة على حرمات الله: لما رواه مسلم بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَبِـعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ. وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخْوَاناً. الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ. لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقْوَى ها هُنَا». وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: «بِحَسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِم. كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ. دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» (صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه، 16/103).
وعاء الرحمة أو القسوة والغلظة
6ـ القلب هو وعاء الرحمة أو القسوة والغلظة: لقوله تعالى: }فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ{ .
وعاء العلم أو الجهل
7ـ القلب هو وعاء العلم أو الجهل: لقوله تعالى: }بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ { ، ولقوله تعالى: }كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ{ ، ولما رواه البخاري بسنده عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الأمانة نزلتْ من السماء في جَذْرِ قلوبِ الرجال، ونزلَ القرآنُ فقَرَؤوا القرآنَ وَعَلموا منَ السُّنَّة» (صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنة رسول الله،15/174).
وعاء الشجاعة أو الجبن
8ـ القلب هو وعاء الشجاعة أو الجبن: لقوله تعالى: }إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ{ .
ويقول الشاعر أحمد شوقي:
إن الشجاعة في القلوب كثيرة
ورأيت شجعان العقول قليلا
وعاء الحب والبغض
9ـ القلب هو وعاء الحب والبغض: لقوله تعالى: }وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {
ه
وعاء التواضع أو الكبر
10ـ القلب هو وعاء التواضع أو الكبر: لما رواه مسلم وأبو داود بسنده عن عِيَاضِ بنِ حِمَارٍ ، أَنَّهُ قال : قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لا يَبْغِي أَحَدٌ إِلَى أَحَدٍ وَلا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» (صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة ـ ، حديث رقم: 2865 ـ ، سنن أبي داود، كتاب الطلاق، باب التواضع، 13/238).
كما أن الكِبْر في القلب، لقوله تعالى: }إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ{ ، ولما رواه مسلم بسنده عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» (صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه، 2/74).
وعاء الاطمئنان أو القلق والاضطراب
11ـ القلب هو وعاء الاطمئنان أو القلق والاضطراب: لقوله تعالى: }الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ
بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{
وعاء الفلاح أو الخسران
12ـ القلب هو وعاء الفلاح أو الخسران، لقوله تعالى: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ* إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (الشعراء: 88-89)، ولما رواه البخاري ومسلم بسندهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه : (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) (صحيح مسلم، كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات، حديث رقم: 1599).
وفي الحق لو استرسلنا وراء النصوص المحكمة قرآنا وسنة حول أهمية القلب فربما احتاج منا بحثا مستقلا، وإنني أدعو من يريد السير إلى الله ممتطيا سفينة قلبه أن يختم القرآن مرة باحثا عن أهمية القلب وأنواعه في القرآن الكريم فسيجد فيوضات ربانية، ودقائق إيمانية، تحمله على أن يسعى بجد نحو إصلاح قلبه.
سبيلنا إلى السعادة في الدارين
ثم يشفع ذلك بجمع ما تيسر له من الأحاديث النبوية، – وقد صار ذلك ميسورا باستعمال البحث الإلكتروني – فسيجد كثيرا من الوسائل العملية التي تصلح القلب وتنعشه وتجعله عامرا بالنور والرحمة والعفة والمروءة والوفاء والسعادة والأمان والاطمئنان والتواضع والحب والشجاعة والإخلاص والتقوى، ومن فيض هذا الوحي الرباني قرآنا وسُنة، نتذوق رشفة من بحاره، ونسمة من رحيقه، وومضة من نوره؛ عسى أن نصل إلى هذا القلب السليم التقي النقي، أملاً أن يكون ذلك سبيلنا إلى السعادة في الدارين.
منقول للفائده