لقاء بين عباءة الكتف و العباءة الساترة

ملتقى الإيمان

لقاء بين عباءة الكتف و العباءة الساترة

--------------------------------------------------------------------------------

العباءة الساترة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

• عباءة الكتف: أهلاً بك..

• العباءة الساترة: غريب أمرك يا أختاه، أحييك بتحية الإسلام، فتردين عليّ بغيرها !؟

• عباءة الكتف: وماذا في الأمر؟

• العباءة الساترة: الأمر جداً خطير.. لأنك تركت تعاليم الإسلام واستبدلت بها غيرها؟

• عباءة الكتف: كأنك تقصدين أمراً آخر غير السلام، أليس كذلك؟

• العباءة الساترة: نعم يا أختاه، لقد حزّ في نفسي أن أراك وقد لبسك بنات المسلمين، وتخلو عن حشمتهم وسترهم بعد أن كانوا أهل الغيرة والفضيلة !

• عباءة الكتف: مهلاً مهلاً، وهل ترين فيّ أني غير محتشمة أو غير ساترة؟

• العباءة الساترة: وأين الستر هداك الله وأنت تعلمين أن هذه العباءة ليست من صنع بلاد الإسلام، وأن أعداء الفضيلة قد صنعوها لإغواء بناتنا وفتياتنا؟

• عباءة الكتف: وأين السفور فيها؟

• العباءة الساترة: المشكلة أننا نخدع أنفسنا أو نكذب عليها، ونظن أنه بالإمكان أن نخادع الله جل وعلا.

• عباءة الكتف: بدأت أيها العباءة الفضفاضة تقولين كلاماً كبيراً وخطيراً أيضاً.

• العباءة الساترة: أنا عباءة مثلك، ولن تستطيعي أن تكذبي عليّ، صارحيني بالله عليك؛ ألا ترين أن هذه العباءة تلفت أنظار الرجال إلى المرأة المسلمة؟

• عباءة الكتف: الحقيقة نعم.

• العباءة الساترة: صارحيني بالله عليك.. ألم تصبحي الآن بالنسبة للمرأة التي تلبسك علامة على قلة الدين وضعف الإيمان وضياع المروءة؟

• عباءة الكتف: بلى.. بلى..

• العباءة الساترة: قولي بربك.. كم مرة كنت سبباً في مضايقة الشباب للفتيات؟؟

• عباءة الكتف: ربما يكون كثيراً؟؟

• العباءة الساترة: لا.. لا تترددي.. بل قولي كثير وكثير جداً.. ألم تعلمي أن نسبة مضايقة الرجال للنساء بسببك تصل إلى 86% في دراسة علمية دقيقة.

• عباءة الكتف: ما كنت أظن أن الأمر يصل إلى هذا الحد.

• العباءة الساترة: بل أشد وأعظم، فإن الأمر قد يصل إلى ما لا تتوقعه الفتاة التي اغترت بفتنتك وموضتك.

• عباءة الكتف: أراك قد بالغت كثيراً أيتها العباءة القديمة.

• العباءة الساترة: هذه مصيبتنا لا نشعر بالنار إلا بعد اشتعالها في أجسامنا، ولا نتقيها قبل وقوعها، ونشعر دائماً أن الأمر سهل وتافه، ونسينا أن أول النار عودُ كبريت صغير.

• عباءة الكتف: أنا لا أقصد الإفساد والانحلال والانحراف، كل ما في الأمر زينة وتقدم وعصرية وموضة جميلة.

• العباءة الساترة: هذا الكلام قاله غيرنا قبل عشرات السنين حينما أرادوا أن يسقطوا الحجاب عن رؤوس المسلمات، والآن ماذا ترين في كل بلاد الدنيا غير بلادنا حفظها الله من كل سوء؟

• عباءة الكتف: لا أحد يعرف العباءة إلا القليل.

• العباءة الساترة: وماذا بعد سقوطها أيتها الحبيبة؟

• عباءة الكتف: الفتنة، والانحراف، والانحلال.

• العباءة الساترة:هاأنت ذا قد قلتها بنفسك وبلسانك.

• عباءة الكتف: ألهذه الدرجة أكون قد أفسدت في بنات المسلمين.

• العباءة الساترة: غريب حقاً حالنا، نسرع في أخذ الأوامر والنواهي من غير ديننا، وما أشد غفلتنا عن تعاليم الله تعالى لنا.

• عباءة الكتف: ماذا تقصدين يا أختاه؟

• العباءة الساترة: ديننا - وفقك الله للخير والهداية - دين كامل ليس فيه أدنى نقص، وقد أمر الله تعالى نساء المسلمين أن يرتدوني أنا لكوني في قمة الستر والحشمة فقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا .

• عباءة الكتف: أواه.. لقد شدني قول الله تعالى: ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ، فكم مرة تسببتُ في إيذاء فتاة من قبل الشباب الطائش هداني الله وإياهم.

• العباءة الساترة: أراك قد علاك الندم حينما سمعت كلام الله تعالى.

• عباءة الكتف: بلا ريب جزاك الله خيراً، ولكن ماذا تريدين مني أن أعمل؟

• العباءة الساترة: أريدك الآن بعد أن اقتنعت بحرمة لبسك أن تتوجهي لبناتنا ونسائنا بالنصيحة من صميم قلبك ألا يلبسنك، وألا يلبسن أي شيء يثير الفتنة لهن وعليهن من عطر أو تطريز أو تخصير أو نحو ذلك، وأن تغيري الآن من ملامحك لتكوني مثلي، فهذا البلد طيب لا يقبل على أرضه إلا الطيب، ولن يسمح للفساد بكل صوره أن ينشر ألوانه القاتمة على رباه الطاهرة.

• عباءة الكتف: حسناً حسناً.. أخواتي.. يا بنات المسلمين.. يا أهل الغيرة والحشمة.. يا حفيدات عائشة وفاطمة، وزينب ورقية.. احفظن على أنفسكن الستر والفضيلة، لا تغتررن بأمثالي، احذرن أن يغويكن الشيطان فتزل أقدامكن عن طريق الهداية، واعلمن أن الفتاة يجب عليها أن تفتح آذانها وقلبها إلى داعي الإيمان، وأن تصمها عن داعي السفور والرذيلة، وإني والله أخشى عليكن من جرح الأعراض الذي سببته لكثيرات منكن، فلا تقعن يا أحبتي فيه أنتن أيضاً، فجرح الأعراض بدايته حقيرة يسيرة كأمثالي، ولكن فضيحته عظيمة تسري على الألسنة كسريان الماء عليها، وإني أعلن توبتي حينما جثمت على أكتافكن التي تعودت الركوع لله تعالى والسجود له، وواندماه على ذلك وواحسرتاه على فعلتي المشينة.. فتاة الصلاة والعبادة.. والأسرة المؤمنة.. تظهر بمثلي لا حشمة فيّ ولا ستر.. حتى تصبح الفتاة وقد لبستني شيطاناً يجول في الأسواق بالفتنة والبلاء..

اللهم اهد فتياتنا إلى الحشمة والوقار، واهدهم أن يلبسن العباءة الساترة الفضفاضة، واحفظ عليهن دينهن وأعراضهن، ووفقهن إلى الخير والصلاح، إنك سميع مجيب.
الدكتور فيصل سعود الحليبي

منقووول
0
375

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️