{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
إن هذا الوجود من الدقة والتقدير بحيث لا يقع فيه حادث إلا وهو مقدر من قبل في تصميمه ،
محسوب حسابه في كيانه ..
لا مكان فيه للمصادفة ..
وقبل خلق الأرض وقبل خلق الأنفس كان في علم الله الكامل الشامل الدقيق كل حدث
سيظهر للخلائق في وقته المقدور ..
وفي علم الله لا شيء ماض ، ولا شيء حاضر ، ولا شئ قادم ..
وهذا الكون وما يقع فيه من أحداث وأطوار منذ نشأته إلى نهايته كائن في علم الله جملة لا حدود فيه ولا فواصل من زمان أو مكان .
ولكل حادث موضعه في تصميمه الكلي المكشوف لعلم الله .
فكل مصيبة - من خير أو شر فاللفظ على إطلاقه اللغوي لا يختص بخير ولا بشر -
تقع في الأرض كلها وفي أنفس البشر أو المخاطبين منهم يومها ..
هي في ذلك الكتاب الأزلي من قبل ظهور الأرض وظهور الأنفس في صورتها التي ظهرت بها ..
( إن ذلك على الله يسير )
.. وقيمة هذه الحقيقة .???
. قيمتها في النفس البشرية أن تسكب فيها السكون والطمأنينة عند استقبال الأحداث خيرها وشرها .
فلا تجزع الجزع الذي تطير به شعاعا وتذهب معه حسرات عند الضراء
. ولا تفرح الفرح الذي تستطار به وتفقد الاتزان عند السراء :
( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ، ولا تفرحوا بما آتاكم ) ..
فلا يأسى على فائت أسى يضعضعه ويزلزله ، ولا يفرح بحاصل فرحا يستخفه ويذهله .
ولكن يمضي مع قدر الله في طواعية وفي رضى .
رضى العارف المدرك أن ما هو كائن هو الذي ينبغي أن يكون !
وهذه درجة قد لا يستطيعها إلا القليلون .
فأما سائر المؤمنين فالمطلوب منهم ألا يخرجهم الألم للضراء ، ولا الفرح بالسراء عن دائرة التوجه إلى الله ، وذكره بهذه وتلك ، والاعتدال في الفرح والحزن . قال عكرمة - رضي الله عنه - "ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا
الفرح شكرا والحزن صبرا"
.. وهذا هو اعتدال الإسلام الميسر للأسوياء
مودتـــــــي
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
المبدعه القادمه
•
سبحان الله
الصفحة الأخيرة