للمرض سببان...
كثير من الناس لايتوقى الظلم ولا دعوة المظلوم ويتناسى أن دعوة المظلوم ليس بينها و بين اللـــه حجاب وأن اللـــــه يرفعها فوق الغمام ويقول :وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين فلله كم هلك بسببها من هالك وكم شقي بسببها من سعيد وكم افتقر بسببها من غني وكم زال بسببها من ملك
إليكم القصـــــــــة~~~
صاحبي كان مشهورا بقراءة الرقية الشرعية على المصابين بالأمراض النفسية و ربما قرأها على المصابين بالسحر والعين
قال لي:جاءني يوما أحد كبار التجار يشكو ألما شديدا في يده اليسرى
كان واضحا أن الألم شديد وجه شاحب وعينان زائغتان
جلس بين يدي بكل كلفة ثم قال:ياشيخ اقرأ علي!!
قلت:مم تشكو؟!
قال:ألم شديد لاأعرف سببه راجعت الأطباء المستشفيات التحاليل كل شيء سليم لاأدري ما أصابني لعلها عين سبقت إلي...
قرأت عليه الرقية ودعوت له وجاءني في اليوم الثاني وقرأت ودعوت
واليوم الثالث كذلك والرابع وطالت الأيام والمرض لايزداد إلاشدة..
فصارحته يوما:يافلان قد يكون ماأصابك بسبب دعوة من مظلوم آذيته في ماله أو نفسه أو عرضه فتغير وجهه وصرخ بي:أظلم!!أظلم ماذا أنا رجل شريف هدأت من غضبه واعتذرت ثم خرج
جاءني بعد عشرة أيام فإذا هو في صحة تامة أصر على أن يقبل رأسي ويدي ثم قال:أنت واللـــــه سبب شفائي بعد توفيق اللــــــه..
قلت:كيف والقراءة لم تنفع معك
قال:لما خرجت من عندك جعل الألم يزداد وجعلت كلماتك ترن في أذني نعم قد أكون ظلمت أحدا أو آذيته
فتذكرت أني لما أردت أن أبني قصري كان هناك أرض ملاصقة له فأردت شراءها لأجعلها حديقة للقصر
وكانت الأرض ملكا لأيتام وأمهم
أرسلت إليها أطلب شراء الأرض فرفضت وقالت:وما أفعل بالمال إذا بعتها بل دعوا الأرض على حالها حتى يكبر الأولاد ثم يتصرفون بها حاولت إقناعها أغريتها بالمال فأبت لكن الأرض كانت نهمة بالنسبة إلي.
قلت: فماذا فعلت؟
قال:أخذت الأرض بطرقي الخاصة واستخرجت لها إذن بناء من الجهات المختصة أيضا بطرقي الخاصة وبنيتها
قلت:والمرأة؟والأيتام؟
بلغها الخبر فكانت تأتي وتنظر إلى العمال يشتغلون في أرضها وتسبهم وتبكي وهم يظنونها مجنونة فلا يلتفتون إليها
وأذكر أنها كانت ترفع يديها وتدعو وهي تبكي ومنذ ذلك الحين بدأ في يدي آلام لاأنام منهافي الليل ولا أرتاح في النهار
قلت:طيب وماذا فعلت لها؟
قال:ذهبت إليها واعتذرت منها وبكيت وأعطيتها أرضا في موقع آخر أحسن من الأرض الأولى فرضيت ودعت لي واستغفرت
وخرجت من عندها ولجأت إلى اللــــــه بالدعاء وطلب المغفرة حتى بدأ الألم يتلاشى شيئا فشيئا حتى زال ولله الحمد
إنتهت القصة ولا أعني بإيرادي لها أن كل مرض يقع فهو عقوبة من اللـــــه لعبده كلا فلقد مرض النبيون والصالحون ولكن الذي أعنيه أن المرض يخرج اللـــــه به من العبد الكبر والعجب والفخر فلو دامت للعبدجميع أحواله لتجاوز وطغى ومن هنا سلط اللـــــه على العبد الأمراض والآفات لينكسر ويقبل على اللـــه وهذا هو السر في استجابة دعوة هؤلاء:المريض والمظلوم والمسافر
والصائم وذلك لقربهم من اللــــــه وانكسار قلوبهم
فسبـــــحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه
7
487
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أم سلطان؟
•
الصفحة الأخيرة