السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
طريقة أهل السنة والجماعة في عبادة الله
يعبدون الله .. لله ، وبالله ، وفي الله
أما كونهم يعبدون الله لله:
فمعنى ذلك الإخلاص يخلصون لله عز وجل لا يريدون بعبادتهم إلا ربهم لا يتقربون إلى أحد سواه ، إنما يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ، ما يعبدون الله لأن فلانًا يراهم ، وما يعبدون الله لأنهم يُعَظمون بين الناس ، ولا يعبدون الله لأنهم يُلقبون بلقب العابد لكن يعبدون الله لله .
أما كونهم يعبدون الله بالله:
أي مستعينين به لا يمكن أن يفخروا بأنفسهم ، أو أن يروا أنهم مستقلون بعبادتهم عن الله ، بل هم محققون لقول الله تعالى: <<إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ>> ، <<إِإِيَّاكَ نَعْبُدُ» يعبدون الله لله ، << وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ>> يعبدون الله بالله . فيستعينونه على عبادته تبارك وتعالى .
وأما كونهم يعبدون الله في الله :
أي في دين الله ، في الدين الذي شرعه على ألسنة رسله ، وهم أهل السنة والجماعة في هذه الأمة يعبدون الله بما شرعه على لسان رسوله ، لا يزيدون فيه ولا ينقصون منه ، فهم يعبدون الله في الله في شريعته في دينه لا يخرجون عنه لا زيادة ولا نقصًا لذلك كانت عبادتهم هي العبادة الحقة السالمة من شوائب الشرك والبدع ، لأن من قصد غير الله بعبادته فقد أشرك به ، ومن تعبد الله بغير شريعته فقد ابتدع في دينه والله سبحانه وتعالى يقول: << وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ>> (البينة:5) .
فعبادتهم لله في دين الله لا يبتدعون ما تستحسنه أهواؤهم لا أقول ما تستحسنه عقولهم لأن العقول الصحيحة لا تستحسن الخروج عن شريعة الله لأن لزوم شريعة الله مقتضى العقل الصريح ، ولهذا كان الله جل وعلا ينعي على المكذبين لرسوله عقولهم ويقول : <<بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ>> (العنكبوت:63) .
المصدر: منهاج أهل السنة والجماعة – محمد بن عثيمين رحمه الله
حروف الأخوة @hrof_alakho
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
ومن الجمعه نور وضياء
وأن تملأ حسناتك مابين الأرض والسماء