لماذا أصبت بهذه من بين الناس كلهم ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندما يبتلى الإنسان بمصيبه ما في نفسه أو ماله أو أهله
وعندما تجتاحه بعض رياح الهم والقلق
وتطعنه بعض شوكات الحزن والألم
قد يتساءل بصوت مسموع لغيره ، أو خفي في نفسه :
لماذا أصبت بهذه من بين الناس كلهم ؟
لماذا أعيش مريضا ؟
لماذا لم انجب ذريه ؟
لماذا لم اتزوج ؟
لماذا أحيا فقيرا ؟
لماذا أوذى بالهم وأعذب بالقلق ؟ …الخ

يشك في عدل الله سبحانه للناس جميعا ، أو يتهم الله في قضائه وقدره !
حيث كان المفروض - على رأيه - ألا يمتحن بتلك المصيبة ، أو لا تقع له تلك النازلة !؟
ولا ريب أن مصدر إثارة هذه الأسئله الغريبه في عقله هو الشيطان ، الذي لا يألو جهدا ووسوسه في إذكاء مثل تلك الشبهات المضلله ، والأفكار الخاطئه ؛ لزعزعة مافي قلب المسلم من إيمان وتقوى ، ورضا ويقين ، وإشغال نفسه وتفكيره عن المفيد والنافع له في دنياه وأخراه ، إلى غير المفيد .

ولكن المسلم الحق يعلم يقينا
- ان الله سبحانه وتعالى لايظلم الناس مثقال ذرة ، إنما يتعامل معهم بالعدل والرحمه والاحسان ، قال تعالى : ( إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُون)

- وأن كل حدث يقع في هذا الكون ، صغيرا كان أو كبيرا ، لابد له من سبب وحكمه ، كما قال تعالى ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ بمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون )
سواء كانت أسبابا حسيه و كونيه ، او شرعيه ومعنويه

فالإنسان عندما يقع له ( مثلا ) حادث سير بسيارته ، فقد يكون السبب حسيا وكونيا وهو السرعه ، أو معنويا وشرعيا وذلك بما ارتكب من ذنوب ومعاص ومظالم ، وقد يكون السبب اجتماعهما معا.

المهم في ذلك ، أن يتأكد الإنسان من عدالة الله سبحانه وتعالى ورحمته للناس جميعا ، وأنه لا يظلمهم شيئا ، وان كل حدث في هذه الدنيا مهما صغر لا يأتي اعتباطا ، بل تدبير وحكمة ، إن عليه من جانب آخر أن يراجع حياته وأعماله وسلوكياته كلها ، لينظر ما وقع فيه من اخطاء أو محرمات أو نقائص ، ليتجنبها ويتوب منها ، ويكثر من الاستغفار ، إن الله كان غفورا رحيما .

اللهم اني ظلمت نفسي فغفرلي
استغفر الله استغفر الله ..