لماذا نموت؟(1)

عملتُ بحثا مبسطاً حول الموت..هذه الحقيقة التي تقض مضجعي بين الحين و الآخر ولا تهدأ نفسي إلا في يوم الجمعة من كل اسبوع فأقول الحمد لله الذي أحياني ليوم الجمعة..فإن مت فلا باس عليّ و ان ذهب يوم الجمعة كنت على وجل هل يأتيني الأجل في غير يوم الجمعة فأنا من النادمين و المعذبين؟؟؟!!!

قل هو نبأ عظيم* أنتم عنه مُعرضون

عجيب أمر الموت مثلما هو عجيب أمر البشر . هذا الموت الذي نفر منه ولا نرغب الحديث فيه أو مجرد الإحساس به لثوان معدودات . هذه الحقيقة التي لا نريد أن نصدقها رغم أنها حق لا ريب فيه . نتظاهر أننا نعرف الموت ، ولكننا في حقيقة الأمر لا نعرفه .

ترانا نصلي على الميت ومن ثم نتبعه إلى المقبرة ونتابع عملية الدفن لحظة بلحظة ونتألم قليلاً ، أو إن صح وجاز لنا التعبير ، نتظاهر بالحزن لدقائق معدودة . لماذا أقول أننا نتظاهر ؟ لأن الذي يجري والناس في المقبرة وهي الحدود غير الجغرافية بين حياتين ، حياة الدنيا وحياة البرزخ ، لا يدل أننا فقهنا حقيقة الموت ولا عرفنا رهبة الموت وما بعد الموت .

تجدنا ونحن نخرج من المقبرة وقد دخلنا حدود الدنيا مرة أخرى ، وكأن شيئاً لم يكن قبل قليل هناك على الحدود بين الدنيا والبرزخ .. هل لأن القلوب ماتت وتحجرت فلم تعد تعي ما يقع أمامها من أحداث ؟؟!