بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي الحبيبات في عالم حواء ...قرأت كتاب جميل جدا ورائع ومؤثر جدا وسهل الفهم والشرح ,,,ويتحدث عن اعمال القلوب للشيخ : محمد المنجد ..جزاه الله خيرا ,,,واتمنى ان تشتروه وتقرأوه فهو يستحق القراة ..وهويقوي الأيمان ويرقق القلب ويسعد النفس ,, وهو مناسب لمن تعاني من قسوة القلب و لمن كانت قوية الأيمان ثم ضعف ايمانها ولمن فعلت الذنوب وتابت الى الله ولكنها لم تثبت وعادت من جديد وهو يتحدث عن عبادات القلب ...نعم فاللقلب عبادات خاصة اذا عملتيها راح يستقيم قلبك ويخشع ويتوب الى الله وبالتالي تتبعه النفس والجوارح لأنه اذا صلح القلب صلح الجسد والروح واذا فسد القلب فسد ت االجسد والروح ...واحببت هنا ان انقل مقتطفات منه لمن لاتستطيع شراؤه لتستفيد منه ...
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين ......فمع موضوع اخر من موضوعات اعمال القلوب الا وهي المحاسبه , قضيه مهمة للغاية تدور عليها السعادة ولايحصل الصلاح الا بها ..
منزلة المحاسبه وأهميتها :
محاسبة النفس أمر عظيم جدا , والمحاسبة لاتصلح النفس الا بها والمحاسبه هي التي من قام بها اليوم أمن غدا , المحاسبة أن تنظر في نفسك وتتأمل فيها وتعرف عيوبها , المحاسبة لانجاة بها ( يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد) المجادلة آيه 6
المحاسبة تصدر من التأمل في هذة النصوص والايمان بها (يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره *ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) الزلزلة آيه 6-8
المحاسبة انطلاقا من آثار قوله تعالى ( يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) آل عمران أيه 30
المحاسبه تنطلق من ايمان الأنسان بالهدف , وبالغرض الذي خلق لأجله , أن يعلم أنه لأي شيء خلق ( أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لاترجعون )
ولايبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك لشريكه , والشريكان يتحاسبان عند نهاية العمل .
قال الحسن البصري : المؤمن يفجأه الشيء يعجبه فيقول : والله انك لتعجبني وانك من حاجتي ولكن هيهات !حيل بيني وبينك ويفرط منه الشيء فيرجع الى نفسه فيقول ماذا أردت بهذا ؟؟؟!!!فيقول والله لا أعود الى هذا ...يفرط أي يسبق ويحصل ويقع ..
وقال مالك بن دينار : رحم الله عبدا قال لنفسه ألست صاحبة كذا ؟؟....يعني من السيئات التي عملتها ....ألست صاحبة الذنب كذا ...؟؟؟ ثم ذمها ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائدا , وهذا من حساب النفس .
وقد اتفق السالكون الى الله على اختلاف طرقهم وتباين سلوكهم على ان النفس قاطعة بين القلب وبين الوصول الى الرب , وأنه لايدخل على الله سبحانه ولايوصل اليه الا بعد الظفر بالنفس وكفها عن الشر , فان الناس قسمين :
1- قسم ظفرت به نفسه فملكته وأهلكته وصار طوعا لنفسه الشريرة الأمارة بالسوء تحت أوامرها ويعمل على هواها .
2- قسم ظفروا بأنفسهم فقهروها فصارت طوعا لهم منقادة لأمرهم .
قال بعض أهل الأيمان والحكمة : انتهى سفر الطالبين الى الظفر بأنفسهم , فمن ظفر بنفسه , أفلح ونجح , ومن ظفرت به نفسه خسر وهلك .
وقد وصف الله عزوجل النفس في القران الكريم بثلاثة أوصاف : المطمئنة واللوامة والأمارة بالسوء ..
فالنفس اذا سكنت الى الله واطمأنت بذكره وأنابت اليه واشتاقت الى لقائه وأنست بقربه فهي النفس المطمئنة ,
وهي التي يقال لها عند الوفاة ( ياأيتها النفس المطمئنة* ارجعي الى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي *وادخلي جنتي )
وعلى الضد النفس الأمارة بالسوء , تأمر صاحبه باتباع الشهوات من الغي والباطل فهي مأوى كل سوء تقوده الى القبيح والمكروه ..
وأما النفس الثالثة فهي النفس اللوامة .
وهي تلوم صاحبها على الخير والشر وهي نفس مخلطة فيها خير وشر فتلوم صاحبها على الخير , لماذا لم تزدد منه ؟ وتلومه على الشر , لماذا وقعت فيه ؟؟
قال الحسن البصري : ان المؤمن والله ماتراه الا يلوم نفسه على كل حالاتها , يستقصرها في كل مايفعل فيندم ويلوم نفسه , وان الفاجر ليمضي قدما لايعاتب نفسه .
فالنفس قد تكون تارة أمارة بالسوء وتارة لوامة وتارة مطمئنة ,,,,,,ومحاسبة النفس من علاج مرض القلب , لأن مرض القلب لايمكن ازالته وعلاجه الا بمحاسبة النفس ومخالفتها .
قال الحسن : ان العبد لايزال بخير ماكان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همته .
ويوجد واعظ في قلب كل مسلم اذا اراد ان يدخل في باب حرام قال : ويحك لاتفتحه , انك ان تفتحه تلجه , لاتزيح الستار عن باب الحرام , لأنك لو نظرت انجذبت , ويحك لاتفتحه , انك ان تفتحه تلجه .
ان المسلم عليه ان يسوس نفسه سياسه تؤدي الى نجاتها فيجاهدهاىويراغمها , فاذا رآها أمنت ذكرها الخوف من الله واذا راها تصل الى اليأس ذكرها بالرجاء والأمل في الله .
والنفس محتاجة الى حزم ووعظ وتأديب والتأديب يكون بالزامها بمزبد من الطاعات , هذا تأديب السلف لأنفسهم .واحد تفوته صلاة الجماعة يعتق عبدا عنده وآخر يتصدق بمزرعة قيمتها مائتي ألف درهم , فكأنه يقول لنفسه
اذا فوت علي أشياء أنا سأعاقبك بأن أحرمك من أشياء تشتهينها فيصوم يوما شديد حره مثلا ,,,فهذا معنى العقاب وليس ان يمسك سوط ويضرب به نفسه ,,وكذلك عليه ان يخوف نفسه من عذاب الله , ومايمكن ان يلحقه به في الدنيا من العقوبات وفي الأخرة ماذا يحدث لكم ؟( قل أرايتم ان أخذالله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم ) الأنعام آيه 46 .
والأنسان يكلف بأشياء فيها صعوبه ومشقه على النفس فبداذا يذكرها وبماذا يمنبيها ؟ يذكرها بالوعد الجميل من الله والجزاء الحسن من الله على هذا الأعمال ومافي الجنة من النعيم ,
عرف الماوردي المحاسبة فقال : ان يتصفح الانسان في ليله ماصدر من أفعال نهاره فان كان محمودا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه أي نظر في كشف يومه وقال لها ماذا عملت اليوم منذ ان استيقظت من النوم , ماهي الأعمال التي عملتها فان كانت خيرا تتذكر مثلآ كم ساعه كانت فتتذكر هذة الساعات , فان رأيت انك عملت خيرا فازدد منه , وان كان مذموما استدركه ان امكن وان لم يمكن فيتبعها بالحسنات لتكفيرها وينتهي عن مثلها في المستقبل .
من أين نبدأ محاسبة النفس ؟؟
قال ابن القيم : ان يبدأبالفرائض فاذا رأى فيها تقصا تداركه , ثم المناهي فاذا عرف انه ارتكب منها شيئا تداركه بالتوبه والاستغفار والحسنات الماحية ,ثم يحاسب نفسه على الغفله عما خلق له ,فان رأى أنه قد غفل عما خلق له فليتدارك ذلك بالذكر والاقبال على الله ويحاسب نفسه على أعمال الجوارح من كلام اللسان ومشي الرجلين وبطش اليدين ونظر العينين وسماع الأذنين ,ماذا أردت بهذا ولمن فعلته وعلى أي وجه فعلته .
واخيرا خواتي هذا بعض مانقلته لكم من موضوع المحاسبه من هذا الكتب الممتاز وارجو الله ان ينال اعجابكم ويرقق قلوبكم ويشجعكم على التوبه والانابة الى الله ....وان يثبتنا عاى التقوى والصلاح حتى الممات
نوران علي @noran_aaly
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️