هز الطفل خالد محمد فضل الجعبري (4 سنوات) مشاعر كل من شاهده على شاشات التلفزيون، عندما حاول مقاومة العشرات من جنود الاحتلال خلال اعتقالهم والده أمس الأول. وبرغم الصور الخاطفة التي عرضت لخالد، وهو يحاول إنقاذ أبيه من الاعتقال، فإن هذا الطفل الفلسطيني خاض في الواقع «معركة» طويلة، امتدت على أكثر من كيلومتر فكلفته الكثير من الدموع والصراخ والخوف الذي لم يفارقه حتى اللحظة.
كاد مشهد اعتقال فضل الجعبري يبدو عاديا. مرّت صور سريعة تروي حكاية روتينية. لكن خالد اكسبها بعدا مختلفا، فهو كرر أكثر من مرة عبارة: «هذا أبي وهذه أرضنا، وليرحلوا عنا». ظلّ الطفل يحاول منع اعتقال أبيه، ليعكس حال أطفال قريته كلهم، ممن وقفوا بحجارة صغيرة يحاولون منع سرقة القرية ومياهها وأرضها ومزروعاتها.
تمكنت «السفير» من لقاء خالد، لكنه رفض الكلام، واكتفى بالصراخ بصوت عال: «أريد أبي»، ثم راح يركض قرب منزله في قرية البقعة في الخليل، يحمل حجارة ويلقيها باتجاه مستوطنة كريات أربع المقامة على بعد نحو 500 متر من القرية، قبل أن يبتعد كثيرا ويجلس وحيدا رافضا الحديث لأي كان.
جد الطفل بدران جابر (63 عاما)، قال إن نجل ابنته لم ينم جيّدا منذ اعتقال أبيه، وقد حاول مرارا أن يخرج في منتصف الليل كي يبحث عنه، كما استيقظ في الصباح الباكر، ملحاً على جده الذهاب معه للبحث عن الوالد الأسير، الذي لا يعرف حتى الآن مكان احتجازه. وأضاف الجد: «حاولت مجاراة خالد، وأخذته في جولة بالسيارة كي اهدئ من روعه». وأضاف: «هذا الطفل بنسخة رجل. لم يبك كثيرا، بقدر ما صاح أكثر من مرة غضبا قائلاً: لا تضحك علي. أريد أن نحضر أبي. أريد أن نخرجه من السجن الآن. أريد أبي حالا».
ويوضح بدران الجد أن «يوم أمس (الأول) كان في البداية عاديا، داهمتنا فجأة قوة كبيرة من جيش الاحتلال، تزيد على 300 جندي وشرطي وضابط استخبارات وخبراء مياه، ثم بدأت آليات الاحتلال باقتلاع شبكات الري والمزروعات في قريتنا بحجة أن وجودنا كله غير قانوني، لأن المنطقة التي نقيم فيها تابعة لما يسمى مستوطنة كريات أربع». وتابع الجد «هجم أطفال القرية في محاولة لمنع اقتلاع لقمة عيشهم، فواجههم الجنود بعنف شديد، وضربوهم جميعا بمن فيهم خالد، وابن خاله وديع. وحين حاول الجيش اعتقال وديع، تدخل والد خالد لمنع ذلك فضربوا الثلاثة قبل أن يقوموا باعتقال الأب ووديع، ابن الثالثة عشر عاما». ويتابع «لوهلة كانوا سيعتقلون خالد... ربما خجلوا من أنفسهم».
وتقع قرية البقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة الخليل. ويقول جد خالد إنها «سلة الخليل الغذائية، ومساحة أراضيها الزراعية تقارب 600 دونم، وهي تشكل تجمعا مهما للمياه التي تنحدر من جبال الخليل». وقد هدمت قوات الاحتلال 16 منزلا في القرية بحجة عدم الترخيص، وسلمت إخطارات لهدم 17 منزلا آخر وسبع آبار مياه، وبرك تجميع أنشأها السكان وعددهم ألف نسمة.
ويضيف الجد: «هم يريدون السيطرة على المنطقة لأنها تشكل سلة غذاء وماء، ودليلنا على ذلك أن سيارات تابعة لشركة المياه الإسرائيلية (ميكوروت) رافقت القوات التي اقتحمت القرية وقامت بعمليات مسح لا نعرف طبيعتها في المكان».
حاول الطفل خالد أن ينقذ والده من يدي الاحتلال، لكن لا دموعه ولا نداءاته شفعت له. فقد انضم الى ما يزيد على 30 ألف طفل فلسطيني يعانون من اعتقال أحد والديهم لدى الاحتلال، وفق تقديرات غير رسمية لوزارة الأسرى الفلسطينية، التي تؤكد ايضا وجود 300 طفل أسير يقبعون في الزنزانات بعيدين عن أحضان أهلهم.
شاهدي المقطع :(
http://www.youtube.com/watch?v=68fD2HFocl4&feature=player_embedded
* اميرتي لين * @amyrty_lyn
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
انا متابعتكم
•
حسبنا الله ونعم الوكيل منظ مؤثر جدا
وماخفي اعظم
اللهم انصر الاسلام والمسلمين وعليك باعداء الدين اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم انصر الاسلام والمسلمين وعليك باعداء الدين اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك
مي 78
•
متفائله في زمن الياس :حسبنا الله ونعم الوكيل منظ مؤثر جداحسبنا الله ونعم الوكيل منظ مؤثر جدا
لا حول و لا قوة الا بالله
ربنا انصر اخواننا في فلسطين
و ارحم ثكلاهم
و اطفالهم
يا رب العالمين
ربنا انصر اخواننا في فلسطين
و ارحم ثكلاهم
و اطفالهم
يا رب العالمين
الصفحة الأخيرة