ليشهد الأدب أنني بلغت!

السلام عليكم
أكبر لغزين في الحياة هما قطعا الحياة والموت.
كلاهما ضربة قدر. صاعقة لا تفسير لها خارج (المكتوب) . لذا تتغذى الاعمال الابداعية الكبرى من الأسئلة الوجودية المحيرة التي تدور حولهما .
ذلك ان لا احد يدري لماذا ياتي الموت في هذا المكان دون غيره . ليأخذ هذا الشخص دون سواه بهذه الطريقه لا بأخرى
ولا لماذا نفع في حب شخص بالذات .. لماذا هو بالذات ؟ لماذا نحن؟ لماذا هنا؟ لماذا الان؟
لا احد عاد من الموت ليخبرنا ماذا بعد الموت لكن الذين عادوا من (الحب الكبير) ناجين او مدمرين في امكانهم ان يقصو علينا عجائبه ويصفوا لنا سحره واهواله وان ينبهونا الى مخاطره ومصائبه لوجه الله .. (او لوجه الادب) ..
مثل كامي لورانس اتساءل (( بماذا يفيد الادب ان لم يعلمنا كيف نحب)) .
ان لم يكن للادب في حياتنا دور المرشد العاطفي من يتولاه اذن ؟ ومن يعدنا لتلك المغامرة الوجدانية الكبرى, التي ستهز كياننا عندما لا نكون مهيئين لها , وستواصل ارتجاجاتها التأثير في اقدارنا وخياراتنا حتى بعد ان ينتهي الحب ويتوقف زلزاله ؟
ان كانت الهزات العاطفية قدرا مكتوب علينا كما كتبت الزلازل على اليابان فلنتعلم من اليابانيين اذن الذين هزموا الزلازل بالاستعداد له عندما اكتشفوا انهم يعيشون وسط حزامه .
يمر زلزال خفيف على بلد عربي فيدمر مدينة عن بكرة ابيها ويقضي على الحياة فيهالسنوات عدة . ذلك لان الانسان العربي قدري بطبعه يترك للحياة مهمة تدبر امره وفي الحياة كما في الحب لا يرى ابعد من يومه وهو جاهز تماما لان يموت ضحية الكوارث الطبيعية او الكواث (العشقية) لانه يحمل في جسده جينات التضحية الغبية للوطن وللحاكم المستبد وللعائلة وللاصدقاء وللحبيب .
وتصمد جزر اليابان يوميا في وجه اقوى الزلازل كم مرة تخرج ابراجها واقفه شامخة وابنائها سالمين . عندهم يعاد اصلاح اضرار الزلزال في بضعة ايام وتعد الخسائر البشرية بارقام مقياس ريختر لا بقوته فقلما تجاوز الضحايا عدد اصابع اليد ... صنعت اليابان معجزتها بعقلها وصنعنا كوارثنا جميعها بعواطفنا .
ماذا لو جربنا الاستعداد للحب بشيئ من العقل ؟ لو قمنا بتقوية عضلة القلب بتمارين يومية على التمنع والصمود ومقاومة السقوط في فخ اول قشعريرة حب , واول نداء لجنيات الرغبة ؟ لو تعلمنا ألا نحب دفعة واحدة ؟ وألا نعطي انفسنا بالكامل ؟ او نتعامل مع هذا الغريب لا كحبيب بل كمحتل لقلوبنا وجسدنا وحواسنا ألا يغادرنا احتمال ان يتحول اسمه الذي تنتشي لسماعه حواسنا , الى اسم زلزال او اعصار يكون على يده حتفنا وهلاكنا ؟
ايها العشاق السذج الطيبون الأغبياء .. ضعوا هذا القول نصب اعينكم (( ويل لخل لم ير في خله عدوا))